شخصيات

صلاح خلف

(*) ولد صلاح مصباح خلف (أبو إياد) في “حي الحمام المحروق” بمدينة يافا يوم 31/8/1933م في أسرة متوسطة الحال أصلها من غزة ومتمسكة بالقيم والأخلاق الحميدة ذلك أن جده لوالده كان عالما أزهريا، كان منذ صغره عطوفا حنونا، صادقا في مواجهة الباطل، جادا في معاملة أقرانه، يقدس الكرامة وعزة النفس، يحسن الصمت، والاستماع الجيد إلى رفاقه كما كان محل تقدير واحترام معلميه،

في 13/5/1948م اضطرت أسرته إلى مغادرة يافا إلى غزة حيث أكمل صلاح خلف دراسته الثانوية فيها عام 1951م،

ثم التحق بكلية دار العلوم التابعة لجامعة القاهرة

وفي نفس العام (1951) التقى بياسر عرفات وتوطدت العلاقة بينهما من خلال تأسس الاتحاد العام لطلبة فلسطين

وقاد اتجاه التوحيد ياسر عرفات وصلاح خلف وعبد الفتاح الحمود وزهير العلمي وسليم الزعنون،

وبرزت أهمية الاتحاد في كونه الجنين لأول تجربة فلسطينية علنية تمتعت بهامش من الاستقلالية وذلك بفضل الروح الوطنية التي سادت قيادتها وأعضائها، وقد لعب هذا الاتحاد دورا سياسيا ونقابيا في ترسيخ بذور الاستقلال الوطني وبعث الهوية الفلسطينية.،

تخرج من كلية دار العلوم متخصصا في الفلسفة عام 1957م

عاد بعدها إلى غزة حيث عمل مدرسا في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات ثم انتقل إلى مدرسة خالد بن الوليد الثانوية للبنين

وتزامن تخرجه عام 1957م بانعقاد لقاء في الكويت ضم ستة أشخاص هم: ياسر عرفات، خليل الوزير، عادل عبد الكريم، وعبد الله الدنان، يوسف عميرة وتوفيق شديد، واعتبر اللقاء هو التأسيسي الأول لحركة فتح، وصاغ المؤسسون ما سمي (هيكل البناء الثوري) و(بيان حركتنا) واتفقوا على اسم الحركة بالأحرف الأولى للتنظيم (فتح)،

وفي 1959م حين تعاقد للعمل مع دولة الكويت، ونظرا لنشاطه السياسي حينذاك فقد غادر مدينة غزة مكبلا بالأغلال وتحت الحراسة المصرية حتى سلم الطائرة في مطار القاهرة، وهناك انضم أبو إياد ومعه خالد الحسن وسليم الزعنون إلى من سبقوهم من المؤسسين.

وفي 12/6/1967م عقدت اللجنة المركزية لحركة فتح لمناقشة جدوى الكفاح المسلح بعد هزيمة 1967 وفي هذا المؤتمر تم تكليف كل من القادة محمد يوسف النجار، صلاح خلف، عبد الفتاح الحمود بالعمل على تنظيم حركة فتح بما يتناسب والمرحلة الجديدة على أن يتم تفرغهم لهذه المهمة.

وقد أعلن (أبو إياد) قرار تعيين ياسر عرفات ناطقا باسم حركة فتح دون علم القيادة بما فيهم ياسر عرفات نفسه. من مميزات القائد صلاح خلف التي ساعدته على تصدر المسؤوليات الثورية ووصفه برجل المهمات الصعبة أنه كان خطيبا مفوها وكاتبا ناجحا وإنسانا صلبا جريئا ومتعدد المواهب والقدرات ومفاوض قدير، ومحاور مقنع، طويل النفس، صبور معتد بكرامته ووطني صادق متفان في أداء رسالته الوطنية على حساب زوجته وأسرته وأولاده الستة إلى جانب والديه وإخوته،

في شهر (10/1968م) صاغ أبو إياد الهدف الإستراتيجي للمقاومة وهو العمل باتجاه تحويل فلسطين إلى دولة ديمقراطية، تسلم قيادة “الرصد الثوري” منذ تأسيسه أواخر عام 1967م وأوائل عام 1968،

وبعد الخروج من الأردن عام 1971م تسلم قيادة جهاز شؤون الأردن

وفي 1973م تسلم مسؤولية الأمن الموحد في منظمة التحرير الفلسطينية،

عندما انتقلت حركة فتح إلى لبنان استخدم أبو إياد علاقاته وصلاته الخاصة ليدعم معلوماته الأمنية والاستخبارية وأسس لإتصالات هامة مع جهات إستخبارية عالمية، وفضل العمل السياسي والأمني مع الحركة الوطنية اللبنانية،

وتميز أنه قائد أمني فلسطيني ذو صفات عالية جدا.

قبل أيام قليلة من إستشهاده التقى مع الرئيس صدام في بغداد (1/1991) للتباحث حول الأوضاع في ضوء الغزو العراقي للكويت الذي كان يعارضه ابو اياد.

وفي الساعة الحادية عشرة من مساء 14/1/1991م أقدم حارس أبو الهول المدعو حمزة أبو زيد على جريمة اغتياله هو والأخوين أبو الهول وفخري العمري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى