المفاوضات

“صفقة القرن” تمنح إسرائيل كل القدس والمستوطنات والسيطرة الأمنية على الغور

 سعيد عريقات ، واشنطن، 24/1/2020

بحسب مصادر مطلعة تشمل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام الفلسطيني الإسرائيلي المعروفة باسم “صفقة القرن” التي قال ترامب أنه قد يتم إعلانها قبيل قدوم رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وزعيم حزب “ازرق ابيض” بيني غانتس “السيادة الإسرائيلية الكاملة في جميع أنحاء القدس، بما فيها البلدة القديمة والأماكن المقدسة، ضم إسرائيل لجميع مستوطنات الضفة الغربية، وعدم عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى إسرائيل”. ويعطى الفلسطينيون تمثيلا رمزيا في القدس (دون تحدي طبيعته).

ويدعي المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه إن الخطة تشكل “”عرضا سخيا” لإسرائيل ، بما في ذلك السيادة الإسرائيلية في جميع مستوطنات الضفة الغربية التي يزيد عددها على 120 مستوطنة .

وبحسب المصدر “سيتم منح الفلسطينيين دولة في نهاية المطاف، ولكن فقط إذا تم تجريد غزة من السلاح، تخلي حماس عن أسلحتها، واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية عاصمتها القدس، وضرورة تخلي الفلسطينيين عن أي دور (فلسطيني) في السيطرة على أي حدود لهذه الدولة”.

بالإضافة إلى “السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة في غور الأردن، والسيادة الإسرائيلية في جميع ما يسمى بالأراضي المفتوحة في المنطقة “ج” C في الضفة الغربية (أو حوالي 37 % من الضفة الغربية) وانفتاح إسرائيل لتبادل أراض محدود في صحراء النقب”.

وحول قضية اللاجئين “القبول بعودة 20 إلى 30 ألف فلسطيني ولا تعويض للاجئين”.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال الخميس، 23 كانون الثاني 2020 إنه يعتزم كشف خطته للسلام في الشرق الأوسط، المنتظرة منذ أمد بعيد، قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن يوم الثلاثاء المقبل ، 28 كانون الثاني 2020.

وقال ترامب للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية قبيل هبوطها في فلوريدا “على الأرجح سننشرها قبل ذلك بقليل”.

وأضاف “إنها خطة ممتازة (…) أرغب فعلا بالتوصل إلى اتفاق” سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، الذين لم تتم دعوتهم إلى الاجتماع المقرر بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، والذين سارعوا إلى تأكيد رفضهم لهذه الخطة.

وكانت البيت الأبيض أعلن في وقت سابق الخميس أن ترامب سيلتقي نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء المقبل.

وفي القدس المحتلة قال مايك بنس نائب الرئيس الأميركي إن نتنياهو ومنافسه الرئيسي في الانتخابات بيني غانتس سيزوران واشنطن الأسبوع المقبل لمناقشة خطة السلام المنتظرة منذ أمد بعيد.

وردا على سؤال عما إذا كانت هناك اتصالات بين إدارته والفلسطينيين الذين أعلنوا مسبقاً رفضهم للخطة، أجاب ترامب بصيغة مبهمة قائلا “لقد تحدثنامعهم بإيجاز”، من دون مزيد من التفاصيل.

وأضاف “أنا واثق من أنهم قد يردون في بادئ الأمر بصورة سلبية، لكنها (الخطة) في الحقيقة إيجابية للغاية بالنسبة لهم”.

واستبقت السلطة الفلسطينية تصريح ترامب بتجديد رفضها خطة السلام الأميركية، وذلك في أعقاب الإعلان عن دعوة القادة الإسرائيليين إلى واشنطن.

وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في بيان “نؤكد مرة أخرى رفضنا القاطع للقرارات الأميركية التي جرى إعلانها حول القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل، إلى جانب جملة القرارات الأميركية المخالفة للقانون الدولي”.

وأضاف “نجدد التأكيد على موقفنا الثابت الداعي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.

وقال البيت الأبيض إن ترامب قد وجه دعوة لمنافس نتانياهو في الانتخابات بيني غانتس لزيارة واشنطن، وذلك لمناقشة الشؤون الإقليمية و”سبل السلام في الأراضي المقدسة”.

وكان ترامب أعلن عزمه طرح خطة سلام بين إسرائيل والفلسطينيين لم يكشف عن تفاصيلها لكن تقارير إعلامية أفادت بأنها تشكل قطيعة مع السياسات والخطوط العريضة الأميركية المعروفة.

وقال مسؤولون أميركيون قد صرحوا لوكالات إعلام في وقت سابق من الخميس إن الإدارة الأميركية من المرجح أن تبلغ نتانياهو وغانتس ببعض بنود الخطة الأميركية للسلام.

ويرفض الفلسطينيون الخطة الأميركية ويعتبرونها أحادية الجانب.

وأوقفت إدارة ترامب مساعدات بمئات ملايين الدولارات كانت تُقدّم للفلسطينيين، وقطعت تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) .

ويستهجن الخبراء قيام ترامب بدعوة نتنياهو وغانتس لكشف “صفقة القرن” كمسرحية سياسية خاصة وأنها لا تشمل فلسطينيين حيث حذر رئيس منظمة جي ستريت اليهودية الأميركية جيريمي بن عاما رئيس حزب “أزرق وأبيض” بني غانتس بالوقوع بفخ نتنياهو وترامب قائلا “إن إعطاء مشروع ترامب شرعية تنم عن “خطة سلام” أعدها ديفيد فريدمان (سفير ترامب في إسرائيل) وصهره كوشنر لن تخدم مصالح إسرائيل ، أو دعم الحزبين (الديمقراطي والجمهوري ) للعلاقة الأمريكية – الإسرائيلية المميزة أو فرص السلام على المدى الطويل في حل التحدي الأمني الأساسي لإسرائيل سلميا”.

وأضاف “في الأيام المقبلة ، من الضروري أن يوضح الكونغرس ومرشحو الرئاسة الديمقراطيين رفضهم الواضح لأي محاولات من قبل الرئيس ترامب لتأييد سيطرة إسرائيلية دائمة على الأراضي الفلسطينية… من الواضح أن اقتراح الولايات المتحدة الذي يؤيد توسيع المستوطنات أو ضمها لا يعكس المصالح الحقيقية للولايات المتحدة ولن يعتبر سياسة أمريكية تحت إدارات المستقبل”.

يشار إلى أنه قبل بضعة أسابيع ، أصدر مجلس النواب الأميركي قرارًا يعارض ضم إسرائيل من جانب واحد للضفة الغربية المحتلة ، ويؤكد معارضة الولايات المتحدة منذ فترة طويلة للتوسع الاستيطاني ، وأكد من جديد أن أي خطة سلام أميركية قابلة للحياة يجب أن تتضمن دعمًا لحل الدولتين.

بدوره قال آرون ديفيد ميلير الذي كان مفاوضا أميركيا للسلام أثناء عملية أوسلو في تغريدة له على موقع تويتر ” حتى في أكثر لحظاتنا غير الكفؤة، لم تقترب (عدم كفاءتنا) أبدًا من تلك التي تثقل فريق سلام ترامب. إن إطلاق خطة (غير مرتبطة بأي شيء آخر غير السياسة) قبل 6 أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية الثالثة في غضون عام ودون النظر للفلسطينيين ، يؤدي بسوء الممارسة الدبلوماسية ، يضع عدم الكفاءة هذه في مستويات جديدة “.

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى