ترجمات أجنبية

صاندي تايمز: الانتخابات التركية على حافة الهاوية: هل انتهى وقت أردوغان؟

صاندي تايمز 6-5-2023، بقلم لويز كالاغان: الانتخابات التركية على حافة الهاوية: هل انتهى وقت أردوغان؟

تضع الاستطلاعات أردوغان ومنافسه كمال كليتشدار أوغلو جنبا إلى جنب، وسط متغيرات قد تحرف الميزان لصالح أي منهما.

وبعد عشرين عاما على قمة السلطة، يواجه أردوغان معضلة في قواعده التقليدية، مثل مدينة طرابزون على البحر الأسود، والتي ظلت موالية له طوال العقدين الماضيين. ففي مساء جميل الأسبوع الماضي في الساحة المركزية لطرابزون، اكتست بالأعلام التركية المعلقة من أفاريز المباني العثمانية إلى جانب ملصقات ضخمة للرئيس أردوغان وشعار “الزمن الصحيح، الرجل المناسب”، واحتشد في اليوم السابق عشرات الآلاف لمشاهدة الرئيس في لقاء انتخابي بمعقله على البحر الأسود، حيث تظل قاعدته الانتخابية صلبة لدرجة أن حزبه حصل في الانتخابات السابقة على نسبة 70% من أصوات الناخبين.

وكان هذا هو الحال طوال العشرين عاما الماضية التي حكم فيها أردوغان البلاد. إلا أن نظرة فاحصة تظهر أن شيئا قد تغير، ففي يوم الأحد المقبل، ستشهد تركيا أهم انتخابات لها في تاريخها الحديث، والرئيس في نفس المستوى من استطلاعات الرأي مع منافسه كليتشدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهموري.

ولأول مرة منذ عقدين، بات من المحتمل خسارة أردوغان. وحتى في طرابزون، المدينة التاريخية التي كان الإغريق يطلقون عليها تراب زيوس، يتوقع أن تتراجع شعبية أردوغان. وتقول إليف تشافدر (39 عاما): “صحونا لنرى ما يحدث هنا وأن هناك الكثير من الأكاذيب”، وهي ناخبة سابقة لحزب العدالة، وستصوت للمعارضة: “كنت عمياء ولم أر ما يحدث”.

لكن أردوغان لا يزال يتمتع بقدر واسع من الدعم من قاعدته التي تنظر إليه كرجل دولة مسؤول، حوّل تركيا لقوة عالمية، لكن شعبيته تأثرت بعوامل عدة من خلال التعامل مع الاقتصاد والفساد والفضائح، والرد غير الكافي على الزلزال الذي ضرب تركيا في شباط/ فبراير، والشعور بأن أهم سياسي في جيله فقد الصلة بالواقع. ويعتقد السكان أن الحكومة تقوم بتزوير الأرقام الرسمية حول نسب التضخم التي وصلت إلى 85% لإظهار أن البلد يسير على طريق التعافي.

وهناك عامل غير محدد قد يعمل ضد أردوغان، وهو الأثر الذي سيتركه الجيل الجديد من الناخبين. ونسبة الخُمس من الناخبين هم من الشباب تحت سن الـ25 عاما، نصفهم لم يصوت أبدا، ونشأوا تحت ظل أردوغان. وتظهر استطلاعات الرأي أنهم يعارضون ميول أردوغان الديكتاتورية، بحسب الصحيفة. وأي تحول ولو كان صغيرا، فقد يترك تداعيات ضخمة.

وقبل أسبوع من الانتخابات، وضعت الاستطلاعات شعبية أردوغان عند 42.5%. أما غريمه كليتشدار أوغلو، فحصل على نسبة 48.5% أي أقل من نسبة 50% التي يجب الوصول إليها في الجولة الأولى من الانتخابات.

هذا التراجع في دعم الرئيس بمعاقله مثل طرابزون، يعني حرف الميزان لصالح المعارضة. ويقول نزيه كورو، الخبير السياسي والباحث في “تيم ريسيرتشر” وله علاقات مع المعارضة، إن حصة الحكومة من الأصوات في طرابزون ستنخفض مقارنة مع انتخابات 2018، وأن الدعم لأردوغان في التصويت الرئاسي قد ينخفض بنسبة 10%، ويمكن للمعارضة أن تزيد حصتها.

ويرى ديريا كومورتشو من مجموعة “يونليم” المستقلة للأبحاث، أن حصة حزب العدالة والتنمية قد تنخفض بنسبة 10%، “فهم لا يزالون الحزب الأول في طرابزون، لكن المعارضة تزداد قوة”.

وباتت المعارضة تتهم العدالة والتنمية باللجوء إلى الحيل القذرة. وتقول سيبل سويزميز، مرشحة حزب الشعب الجمهوري، إن ملصقات الحزب مُزقت قبل احتفال أردوغان. وقالت إن بعض الملصقات كانت معلقة في أماكن عالية بحيث لا يمكن إزالتها إلا من خلال شاحنة و”نعتقد أنهم استخدموا شاحنات البلدية لإزالتها”، متهمة العدالة والتنمية بذلك، “نعرف من فعل هذا”.

وعبّرت عن مخاوفها من تلاعب الحزب الحاكم بالنتائج، قائلة: “لم يعد مستحيلا القول إن هذه الانتخابات ستكون نزيهة. والناس قلقون من أن أصواتهم لن تكون ممثلة في نتائج الانتخابات”. وقالت إن حزب العدالة والتنمية يحاول “تصوير هذه الانتا=خابات بالحرب”، ومع أن المعارضة لا تتوقع الفوز في الانتخابات، إلا أنها تتوقع زيادة حصتها في طرابزون، وتراجع شعبية أردوغان وحزبه.

وقالت سويزميز، إن طرابزون لديها أكبر نسب البطالة بين خريجي الجامعات، ومن الصعب الحصول على وظيفة. مضيفة: “تراجعت الزراعة والمراعي، والناس يتركون المدينة، وفوق كل هذا، يريد الناس الحرية والعدالة، وهناك موجة من الناس تتطلع للتغيير”.

ويُعتقد أن السبب وراء تراجع شعبية أردوغان وحزبه في طرابزون، مرتبط بصعود عمدة إسطنبول، أكرم إمام أوغلو المولود في طرابزون، والذي قد يصبح نائبا للرئيس لو فازت المعارضة.

وقام إمام أوغلو بجولات انتخابية حيث استُقبل بحفاوة. ويتناقض أسلوبه الواثق مع الهدوء والحذر الذي يمثله كليتشدار أوغلو، ويتمتع بنفوذ بعد أن هزم حزب العدالة والتنمية في انتخابات بلدية إسطنبول عام 2019.

وقال كومورتشو: “هو قوي في منطقة البحر الأسود”، و”شاهدنا في السياسة التركية أن سكان البحر الأسود كانوا مؤثرين خلال العشرين عاما الماضية، لكن إمام أوغلو هزم أردوغان في الماضي، ويهتم سكان البحر الأسود برجل من بينهم. وإمام أوغلو بمثابة الجزء العضوي لهم”.

وقلل مساعد منطقة طرابزون في حزب العدالة والتنمية، أردنتش غوراي من التحدي، قائلا: “نتوقع زيادة أصواتنا عن الانتخابات السابقة”، وقال إن أردوغان هو الرجل الحقيقي من البحر الأسود: “لا نحب الناس الهادئين الذين لا يعبّرون عن قلقهم… هو رجل قوي”.

وقال فكرت كولاك (60 عاما) ويملك دكان قرطاسية في وسط طرابزون، إن الحديث عن تراجع حزب العدالة والتنمية هو اختلاق من المعارضة: “لا يتراجعون بل يرتفعون في الحقيقة.. أشخاص مثلك هنا لإثارة المشاكل، ولا تريدون أن يكون هذا البلد مستقلا. الرئيس أردوغان سيفوز، وهناك المزيد من العمل الواجب القيام به”.

وبالنسبة للكثير من الجيل الشاب، فأردوغان غير ليبرالي، وهيمن على حياتهم ويريدون التغيير.

https://www.thetimes.co.uk/profile/louise-callaghan?page=1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى