أقلام وأراء

صالح القلاب يكتب –  هذا ما تريده إيران ..!!

صالح القلاب *- 3/10/2021

خلافاً لما صرّح به وزير خارجية إيران (الجديد) حسين أمير عبد اللهيان بأنّ إيران عازمة على اعتماد سياسة خارجية متوازنة فإنّ دولة الولي الفقيه قد دفعت قواتها في اتجاه حدود أذربيجان تحت عنوان “فاتحوا خيبر” وحقيقة وحسب معظم المراقبين فإنّ ما قامت به طهران ليست مجرد مناورات عادية وإنما استعراضاً عسكرياً وتهديداً واضحاً ومعلناً للدولة الأذربيجانية ولرئيسها إلهام علييف بحجة أنّ هناك تواجداً إسرائيلياً فيها وهذا بالإضافة إلى مجموعات إرهابية!!.

وبالطبع فإنّ هذا ليس صحيحاً وأنّ إيران تريد من استعراض القوة هذا هو فرض مواقفها وسياساتها على الدول المجاورة وعلى غرار ما هو واقع الحال من تمددها العسكري في العراق وأيضاً في سوريا وبالطبع في لبنان من خلال حزب الله وفي اليمن من خلال “الحوثيين”، وهذه أموراً باتت معروفة وواضحة، وأنّ دولة الولي الفقيه غدت تتصرف ومبكراً كدولة إقليمية وإلاّ ما معنى أن يكون هناك كل هذا التمدد الإيراني في كل هذه الدول العربية.

ثم وحسب التقديرات والمعلومات كلها فإنّ عين دولة الولي الفقيه هي أيضاً على إفغانستان التي بات الصراع فيها محتدماً بين “طالبان” وبين العديد من التنظيمات الإرهابية وهذا يعني أنّ إيران عندما تتحرك بجيوشها في اتجاه أذربيجان فكأنها تقول أنها هي القوة الرئيسية والفاعلة في هذه المنطقة وعلى غرار ما هي عليه الأمور في عدد من الدول العربية.

والمفترض هنا هو أنّ تركيا رجب طيب أردوغان هي التي من المفترض أن تتصدى لكل هذا التهديد الإيراني لـ “أذربيجان” ولكل دول هذه المنطقة وأنه على هذا الرئيس التركي بدل أن ينشغل بـ “حُلْمِ” استعادة أمجاد الدولة العثمانية الغابرة، التي من المؤكد أنه لا عودة لها، أن يواجه تمدد إيران في عدد من الدول العربية وأيضاً في اتجاه أذربيجان وفي اتجاه إفغانستان التي من المستبعد أن تبقى السيطرة فيها أوفي بعضها لـ “طالبان” التي لاتزال تتصرف كحركة طلابية أوجدتها باكستان لتكون أحد التنظيمات التابعة لها في الدولة الإفغانستانية.

وهكذا فيجب أن تدرك الدول العربية “المعنية” أن هذا التمدد الإيراني في اتجاه أذربيجان هو استكمال لتمددها في العراق وأيضاً في سوريا ولبنان وفي اليمن وأنّ دولة الولي الفقيه مع أنها ترفع راية “التشيّع” إلا أنها في حقيقة الأمر تسعى لاستعادة ما تعتبره “أمجاد فارس” القديمة وإلاّ ما معنى أن تحاول استكمال تمددها هذا في هذه الدول العربية الآنفة الذكر بتمدد في أذربيجان وأيضاً في إفغانستان التي لا تستطيع الدفاع عنها لا حركة طالبان ولا كل هذه التنظيمات التي معظمها إرهابية!!.

* صالح القلاب –  كاتب ومحلل سياسي، وزير الثقافة والإعلام الأردني السابق.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى