أقلام وأراء

شجاع الصفدي: لقد قررت حماس أن تحارب (34)

شجاع الصفدي 18-8-2025: لقد قررت حماس أن تحارب (34)
مصطلح تسليم أو نزع السلاح مصطلح هزلي، والاحتلال يعلم ذلك جيدا، لكنه يلعب على وتر عواطف بلهاء.
أي شخص منطقي يدرك أن مسألة السلاح في غزة مسألة تقديرية غير خاضعة للتحديد الدقيق.
ولنتحدث بالمنطق تفصيليا، معظم السلاح الذي يمكن اعتباره يشكل خطرا على الاحتلال هو صنع محلي غير دقيق، وضرره محدود للغاية، وغالبا تم تدمير كل إمكانيات تصنيعه البدائي، وفعليا مع حصار غزة الشديد لم يعد هنالك أي مواد تستخدم في ذلك.
الاحتلال كان يخشى السلاح المستورد ،مثل الكورنيت وبعض مضادات الطيران القديمة ، ومن الواضح أن تلك الأسلحة تم تحييدها تماما، ولم يكن لها أي استخدامات خلال مجريات الحرب!.
معظم مرابض ومنصات القذائف المتواضعة أو حتى ما يطلق عليها ( متوسطة المدى) ، تم تدميرها جوا ، وإكمال المهمة خلال التوغل البري الواسع.
حتى قطع السلاح الخفيفة تمكن الاحتلال من جمع الآلاف منها ، ووزع بعضها على ميليشيات تعمل لصالحه داخل القطاع. 
إذن طالما أن الاحتلال يدرك ذلك ويدرك أنه دمر كل سلاح يمكن أن يشكل خطرا على قواته أو على بلدات الغلاف ، ما الذي يجعله يتمسك بهذه الأسطوانة (نزع السلاح) ؟.
للاحتلال خططه تجاه غزة ، وهذا مفهوم، لكن ما الذي يجعل حماس تتلقف الرواية وكأن في الأمر فعليا نزع للسلاح وهي تدرك عدم وجوده فعليا ؟، وتدرك أن العنصر البشري هو السلاح الحقيقي الذي لا يجب التفريط فيه وتتوجب حمايته؟!.
قد يقول البعض إن حماس تتمسك بسلاحها لحماية الشعب، وعدم ارتكاب مجازر ويضربون أمثلة حدثت تاريخيا، وهذا كلام في غير محله، لأن الحديث عن بنادق خفيفة وبضع قواذف تقليدية ، كسلاح استراتيجي يجب التفريط بالأرض والأرواح من أجله، هو ضرب من الاستخفاف بالعقول، وبكل ما تبقى من أنقاض غزة.
ومن يقول إن حماس تخفي سلاحا، فهذا أسوأ ما يمكن قوله كتبرير، بل هو كارثة، فإن لم يُستخدم ما لديها الآن، فمتى تنوي استخدامه!!؟، في اليوم التالي للحرب مثلا، وضد من؟.
لو كان لديها ما يغير المعادلة ويحدِث تأثيرا على الحالة ولم تستخدمه، فهذه كارثة وطنية أمام حجم الدمار الذي أحاق بغزة وأهلها.
إذن نحن أمام معضلة وطنية وأخلاقية، أمامنا عدو يترصد بروايتنا لينفذ مخططات أوسع وأعمق للاستيلاء على الأرض والتقدم بخطوات كبرى يصبح استدراكها صعبا وقد يستغرق سنوات طويلة من الضياع التفاوضي بلا طائل.
وأمامنا حركة تعتقد أن بإمكانها دوما أن تجد مخرجا، بينما تضيق المشنقة على رقبة غزة، والكرسي الذي تقف عليه تآكل تماما وسرعان ما يسقط .
وفي خضم ذلك التيه والدمار لا تلوح أي حلول في الأفق، ما بين مطامع الاحتلال ومحاولات حماس المستميتة للخروج بأي مكاسب، ومن الواضح أن العالم ملّ المشهد ولم يعد يكترث بما يمكن أن تقدم عليه إسرائيل، واكتفى بإلقاء الطعام من الأعلى، وكأنه يقول: اقتلوهم لكن احرصوا ألا يموتوا  جائعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى