ترجمات عبرية

سامي بيرتس – الاسباب “الصامتة” للعنف في المجتمع العربي

هآرتس/ ذي ماركر – بقلم  سامي بيرتس – 20/12/2021

توجد تفسيرات كثيرة ومعروفة لارتفاع عمليات القتل في المجتمع العربي. ولكن هناك اسباب اخرى للعنف المتفشي. البروفيسور فنراب من معهد تاوب قال إن حل المشكلة يمر عبر اغلاق فجوات التعليم بين الرجال والنساء ودمج الشباب العرب في سوق العمل “.

إن علاج العنف المستشري في المجتمع العربي اعتبر من قبل الحكومة مهمة عليا. وهذا لعدة اسباب منها انضمام حزب راعم للائتلاف واحداث العنف القاسية اثناء عملية حارس الاسوار ضد اليهود في المدن المختلطة، التي خلقت توتر كبير، واهمال المشكلة لسنوات من خلال تبني مقاربة “ليقتلوا بعضهم”. كل هذه الاسباب جلبت المشكلة الى باب المجتمع اليهودي. ربما أن الارقام ايضا تتكلم. عدد الضحايا حتى الآن وصل الى 120 منذ بداية السنة، وهو ضعف عدد عمليات القتل قبل خمس سنوات.

في النقاش العام حول ازدياد عمليات القتل في المجتمع العربي يتم طرح تقديرات مختلفة حول الاسباب، بدءا باهمال المجتمع العربي ومرورا بغض النظر الممأسس عن الظاهرة طالما أنها لا تمس المجتمع اليهودي واعتباره “مجتمع عنيف” يقوم بحل المشكلات بواسطة العنف وانتهاء بحقيقة أن العرب هم اقلية في دولة يهودية توجد في وضع نزاع طويل مع المجتمع الفلسطيني.

يوجد شيء من الحقيقة في كل سبب من هذه الاسباب. ولكن هناك اسباب اخرى، التي يتم التحدث عنها بشكل قليل وهي تؤثر على ازدياد العنف. البروفيسور اليكس فينراب من معهد تاوب اجرى مؤخرا بحث فحص فيه التطورات الديمغرافية في المجتمع العربي. وقد وجد عدة اسباب اخرى لعمليات العنف.

نسبة كبيرة من الذكور الشباب غير متزوجين وغير متعلمين وليس لهم عمل، في حين أن هناك تغيير كبير يتمثل في ارتفاع مستوى تعلم النساء مقابل الرجال. فنراب اشار الى أن ابحاث مختلفة اظهرت أنه في المجتمعات التي يوجد فيها ارتفاع حاد في عدد الشباب، اضافة الى مستوى عال من البطالة والعزوبية، يوجد ارتفاع في معدل الجريمة وعمليات القتل. التأثير اقوى في الاماكن التي فيها التعليم فوق الاساسي توسع بسرعة، مثلما حدث لدينا في ثورة الكليات التي بدأت في التسعينيات، في حين أن النساء العربيات زاد بشكل كبير تعلمهن إلا أن الشباب بقوا في الخلف بدون اطر مكملة لمنظومة التعليم. هم لا يخدمون في الجيش أو في الخدمة المدنية، ويجدون انفسهم فور انهاء الثانوية بدون أي مؤهلات مناسبة لسوق العمل أو علاقات أو خبرة معينة.

النتيجة هي نسبة بطالة مرتفعة. حسب البحث نسبة تشغيل الرجال العرب انخفضت في السنتين قبل ازمة الكورونا 7 في المئة في اوساط ابناء 15 – 24 وفي اوساط 25 – 34، بسبب نقص الملاءمة بين مؤهلاتهم وبين احتياجات سوق العمل. فنراب اشار ايضا الى أن نسبة الحاصلين على لقب اكاديمي في اوساط الشباب العرب ارتفعت الى 18 في المئة، وهي اعلى مما هي في اوساط الاصوليين (11 في المئة)، ولكنها اقل من النسبة في اوساط النساء العربيات (35 في المئة).

انخفاض في التشغيل وارتفاع في سن الزواج

الباحث يرى في الديمغرافيا والتعليم في المجتمع العربي نقاط اساسية لمعالجة العنف. النقطة الاولى هي ازدياد عدد الشباب العرب في الاعمار الخطيرة (حتى سن 22).

العرب يشكلون 21 في المئة من عدد السكان في اسرائيل. المجموعة العمرية الكبيرة في اسرائيل هي 18 – 22 سنة، ونسبة العرب فيها 29 في المئة مقابل 8 في المئة في عمر 70 فما فوق و23 في المئة تحت جيل 5 سنوات. الوزن المرتفع للشباب العرب في عمر 18 – 22 هو نتيجة زيادة الخصوبة (الولادة العالية) في العقود الاخيرة. فنراب اشار الى ابحاث تظهر أن الدمج بين زيادة عدد الشباب والمستويات العالية من الانقطاع الاجتماعي – مجموعات اقلية عرقية في حالتنا هذه – يزيد معدل الجريمة.

حسب قوله هذه الديناميكية تشتد عندما نفحص التغييرات في مجال التعليم بين النساء والرجال. في الـ 15 سنة الاخيرة ارتفعت نسبة تعلم النساء اكثر بكثير من النسبة في اوساط الشباب. وحسب فنراب فان هذا شوش على تقاليد الزواج التقليدية التي بحسبها النساء يتزوجن من شباب متعلمين اكثر منهن. وقد قال إن هذا يخلق عدم توازن بين وضع النساء ووضع الرجال، الذي يهز عالم الشباب العرب، ويمكن أن يزيد العنف اذا لم يتم اتخاذ خطوات بهذا الشأن.

أي خطوات؟ بالاساس اغلاق فجوات التعليم بين الرجال والنساء. ودمج بقدر الامكان الشباب العرب في سوق العمل.

مشكلة التشغيل تفاقمت في فترة ازمة الكورونا، بالاساس في المجتمع العربي. التغييرات في سوق العمل كبيرة وتحتاج الى تعليم اكبر ومؤهلات تكنولوجية، والرجال العرب يوجدون في وضع متدني في هذه المعايير، وايضا في مجال تمكنهم من اللغة العبرية. غياب الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية في السيرة الذاتية ايضا يؤثر كثيرا لأنه لا يوجد للشباب العرب الذين لم ينتظموا في منظومة التعليم فرص اخرى لاكتساب الخبرة والتأهيل والعلاقات، مثلما يوجد لليهود الذين يخدمون في الجيش.

الفجوة بين اليهود والعرب ليست كبيرة فقط بل هي تتسع. ففي العام 2002 كانت الفجوة بين الرجال العرب والرجال اليهود في الرياضيات في امتحان “بيزا” هي 90 نقطة، وفي 2018 ارتفعت الى 140 نقطة. بين 2002 – 2020 نسبة النساء اللواتي حصلن على التعليم العالي ارتفعت من 12 في المئة الى 35 في المئة، في حين أن نسبة الرجال الذين حصلوا على التعليم العالي ارتفعت بنسبة أقل، من 11 في المئة الى 18 في المئة فقط.

هذا يخلق مشكلة سوءا في سوق العمل أو في ارتفاع سن الزواج. النتيجة هي نسبة عالية جدا من الشباب بدون تعليم وبدون زواج، المجموعة الجاهزة لارتكاب اعمال الشغب والعنف. معدل عمليات القتل في المجتمع العربي من اجمالي عمليات القتل في اسرائيل ارتفع من 40 في المئة في 2011 الى 80 في المئة في السنتين الاخيرتين، 4 من بين 5 عمليات قتل هي في المجتمع العربي. في حين أنه فقط 1 من بين 5 اسرائيليين هو عربي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى