ترجمات أجنبية

ريل كلير وورلد – أنيلي شيلاين – التعلم من ترامب في الشرق الأوسط

ريل كلير وورلد  –  أنيلي شيلاين* –  14/10/2020

إذا أصبح جو بايدن الرئيس المقبل للولايات المتحدة، يتوقع الكثيرون أن تقدم إدارته “عودة إلى الطبيعية”، سواء كان ذلك للأفضل أو للأسوأ. وعلى الرغممن الطرق التي أفرطت بها السياسة الخارجية لإدارة ترامب في بذل الوعود ونكثها، فإن هناك جوانب معينة يمكن لفريق السياسة الخارجية لبايدن أن يتعلم بها من نهج ترامب، خاصة في الشرق الأوسط.

ما الذي ينبغي الاحتفاظ به

اعتنقوا الجرأة: يفاخر ترامب بخرقه القواعد. وعلى الرغم من أنه يميل إلى القيام بذلك من أجل السعي وراء المنفعة الشخصية، فإن استعداد ترامب لتحدي الافتراضات التقليدية حول السياسة الخارجية، خاصة من خلال مد اليد للخصوم والتشكيك في الترتيبات التي لم تعد تخدم المصالح الأميركية، يحمل بعض الدروس لبايدن. فمع أن ترامب أبقى القوات في العراق وأفغانستان وسورية على الرغم من وعوده بإعادتها إلى الوطن، إلا أن إنهاء الحروب التي لا نهاية لها ما يزال موقفًا شعبيًا يجب على بايدن تبنيه وتنفيذه. وتنبع شعبية ترامب بين قاعدته جزئياً من تجاهله للوضع الراهن، على الرغم من أنه غالباً ما يفشل في متابعة ذلك. ويمكن لإدارة بايدن أن توفر القدرة المؤسسية المطلوبة للتنفيذ الفعلي لأجندة السياسة الخارجية التي تعكس رغبات الجمهور الأميركي، بدلاً من الأجندة المتشددة لمؤسسة السياسة الخارجية.

أعيدوا النظر في العلاقات: بخلاف تركيا كعضو في الناتو، ليس للولايات المتحدة تحالف رسمي مع أي دولة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، تعمل واشنطن كضامن أمني لدول في المنطقة، من بينها إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد أثار استعداد ترامب للتشكيك في التحالفات القوية السابقة مع دول الناتو مثل المملكة المتحدة وألمانيا قلق خبراء السياسة الخارجية بسبب احتمالية زعزعة الاستقرار. (كما أثار إعجاب ترامب بالديكتاتوريات وازدراؤه للديمقراطيات القلق أيضًا). ومع ذلك، فإن التحالفات والشراكات الأمنية ليست غاية في حد ذاتها. إذا لم تعد العلاقة المعنيّة تخدم مصالح الولايات المتحدة، فيجب مناقشتها ومفاوضتها مرة أخرى. وفي حالة الشرق الأوسط، وهي منطقة من المسلم به على نطاق واسع أن أهميتها الاستراتيجية قد تراجعت، تجاوزت التكاليف المادية وتكاليف السمعة المستمرة المرتبطة بالوجود العسكري الأميركي منذ فترة طويلة أي فائدة تجنيها الولايات المتحدة من ذلك الوجود. ولذلك، يستطيع فريق بايدن أن يتعلم من رغبة ترامب في التشكيك في فائدة العلاقات القائمة، والاستعداد لإعادة التفاوض مع تلك التي لم تعد تخدم المصالح الأميركية.

ما الذي ينبغي تغييره؟

يروق ترامب لمكامن الاستياء التي ينطوي عليها العديد من الأميركيين من واشنطن، ويجب أن يكون فريق بايدن حذرًا من تنفير الأميركيين من خلال تجاهل الإحباط المنتشر بسبب الحروب الفاشلة في الشرق الأوسط. ومع ذلك، وعلى الرغم من غريزة ترامب لالتقاط المظالم الأميركية واللعب عليها، فإن غالبية سياساته في الشرق الأوسط كرست نمطًا من السياسة الأميركية تجاه المنطقة أدى إلى تفاقم انعدام الأمن والبؤس الإنساني. وفيما يلي السياسات الأكثر إلحاحًا التي يجب على إدارة بايدن تغييرها:

محتوى معزز

أنهوا دعم الولايات المتحدة للحرب على اليمن: إن دور الولايات المتحدة في المساهمة فيما وصفته الأمم المتحدة بـ”أسوأ كارثة إنسانية في العالم” هو دور غير معقول. لم يكتف ترامب بمفاقمة قرار إدارة أوباما الخاطئ بدعم قصف التحالف العربي لليمن، وإنما تجاوز اعتراضات الكونغرس على الإسراع بمبيعات أسلحة إضافية إلى الدول العربية المشاركة في القصف من خلال الكذب بشأن التهديد الطارئ الذي تشكله إيران. ويجب على إدارة بايدن أن تسحب على الفور كل دعم الولايات المتحدة للحرب التي تُشن على اليمن، وأن تصر على أن ينهي التحالف أعماله العدائية وتدعم حلاً سياسيًا وليس عسكريًا للصراع.

استأنفوا الدبلوماسية مع إيران: قدمت “صفقة إيران” أو “خطة العمل الشاملة المشتركة” لإيران طريقًا نحو مزيد من الازدهار الاقتصادي وإعادة الانخراط العالمي، مع منعها من تطوير سلاح نووي. ومن خلال مغادرة الصفقة واتباع سياسة “الضغط الأقصى” تجاه إيران، سمحت إدارة ترامب لطهران بمواصلة تخصيب اليورانيوم، ما جعل المنطقة أقل أمانًا -مع المساهمة في زيادة معاناة الشعب الإيراني.

من خلال المطالبة بإعادة فرض العقوبات، تحاول الولايات المتحدة إجبار الآخرين على تبني هذا الموقف الذي يأتي بنتائج عكسية، مع خلق حوافز لدول مثل روسيا والصين لاتباع نظام مالي عالمي بديل من أجل تجنب العقوبات الأميركية. ولا تهدد إيران أمن الولايات المتحدة حقاً، لكن هوس ترامب ووزير الخارجية، مايك بومبيو، بإيران أضرّ بسلطة الولايات المتحدة وسلامتها. ويجب على إدارة بايدن استئناف الدبلوماسية مع إيران، وإعادة التفاوض بشأن اتفاق نووي في مقابل رفع العقوبات، وتشجيع دول الخليج الأخرى على تبني مواقف أقل عدوانية تجاه إيران.

اسعوا إلى الحلول الدبلوماسية بدلاً من العسكرية: في كل عام منذ توليه منصبه، قدم ترامب ميزانية تقلل من تمويل الدبلوماسية الأميركية والمساعدات الخارجية. وفي المقابل، يجب على إدارة يرأسها بايدن إعطاء الأولوية لتمويل وزارة الخارجية والوكالة الأميركية للتنمية الدولية والمؤسسات الأخرى التي تسهم في تطبيق الحلول غير العسكرية في الخارج. وعلى الرغم من ادعائه أنه سينهي الحروب التي لا نهاية لها، تضخمت ميزانية البنتاغون في عهد ترامب؛ وفي المقابل، يجب على إدارة يديرها بايدن إعادة تخصيص الموارد لمواجهة التحديات التي تهدد الأميركيين بالفعل، من الأوبئة إلى تغير المناخ.

إن رئاسة ترامب هي نتيجة، وانعكاس في الوقت نفسه، للخلل العميق الذي يميز السياسة الأميركية، وخاصة السياسة الخارجية. وإذا فاز بايدن، فسيتعين عليه هو وفريقه معالجة مواطن استياء الأميركيين مع الانتقال بالولايات المتحدة نحو سياسة الدبلوماسية الدولية والمشاركة العالمية.

*زميلة بحث في برنامج الشرق الأوسط في معهد كوينسي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى