ترجمات أجنبية

ريسبونسبل ستيتكرافت-إسرائيل تستعد للانتخابات الرابعة خلال عامين.. هذه المرة في ظل بايدن

ريسبونسبل ستيتكرافت –  ميتشل بليتنك   –  26/12/2020

تتجه اسرائيل لانتخابات جديدة للمرة الرابعة خلال عامين وقد لا تكون الأخيرة.

وهناك احتمال قوي بأن تنتهي هذه الانتخابات مثل الجولات الثلاثة السابقة دون أن يكون لدى أي مرشح مسار واضح لتشكيل ائتلاف حاكم.

لكن سيكون هناك اختلافان رئيسيان في هذه الانتخابات.

أولاً، لن يكون “دونالد ترامب” في البيت الأبيض، حيث سيقدم “جو بايدن” إدارة أمريكية مختلفة تمامًا عن “ترامب” من وجهة نظر إسرائيل، خاصة أن الطريقة التي سيتعامل بها رئيس الوزراء المحتمل مع أهم حليف لإسرائيل هي مسألة مهمة دائمًا.

أما الاختلاف الرئيسي الثاني فهو أن “بيني جانتس”، الذي لعب دور المنافس الرئيسي لرئيس الوزراء “بنيامين نتنياهو” في الجولات الثلاث الأخيرة، فقد معظم دعمه، بينما سيكون المنافس الرئيسي الجديد من اليمين المتطرف، والذي كان الرجل الثاني في حزب الليكود سابقًا؛ “جدعون ساعر” وحزبه “تكفا هداشا” (الذي يترجم إلى “أمل جديد”).

من السابق لأوانه معرفة إلام ستفضي الأمور في هذه الحملة، بالرغم أن الانتخابات لم تعد تفصلنا عنها سوى 3 أشهر، فقائمة المتغيرات طويلة.

وإذا سارت الأمور على منوال الانتخابات الثلاثة الأخيرة، فستكون هناك صفقات وائتلافات يمكن أن يكون لها تأثير كبير.

لكن مع حملة “ساعر” التي لا هوادة فيها ضد “نتنياهو”، فمن شبه المؤكد أن إدارة “بايدن” ستواجه حكومة إسرائيلية متطرفة للغاية، سواء فاز “نتنياهو” مرة أخرى أم لا.

الحملة ضد “نتنياهو”

كان “جدعون ساعر”، طوال العقد الماضي، الشخص الذي اعتقد الكثيرون أنه سيخلف “نتنياهو” في النهاية، وربما أصبح المنافس الأكثر شراسة لـ”نتنياهو” في السنوات الأخيرة، حيث انضم إلى قائمة متنامية من الشخصيات اليمينية التي اختلفت مع “نتنياهو”.

والآن، يقدم “ساعر” نفسه كمرشح يمكنه أن يمنح إسرائيل مزايا سياسات “نتنياهو” – السياسة الخارجية المتشددة والسياسات الاقتصادية النيوليبرالية – ولكنه قادر أيضا على إضافة سياسات اجتماعية أكثر ليبرالية.

ويعتبر “ساعر” رمزا جديرا بإسرائيل 2020، فهو قومي شرس، لطالما عارض كلاً من الدولة الفلسطينية ومنح الجنسية لفلسطيني الداخل، وهو يفضل “الحكم الذاتي المحدود” إذا لم يكن بإمكان الوضع الراهن أن يصمد وهو لا يراعي “التفاصيل” مثل القانون الدولي ومعايير حقوق الإنسان، وقد عارض التسوية مع الفلسطينيين في كل موقف.

لكن “ساعر” لديه جانب آخر أيضًا، فهو من تل أبيب ويتمتع بحياة المدينة الكبيرة، ويحظى بثناء واسع لدعمه مجتمع اليهود الـ “LGBTQ” وكذلك حقوق المرأة، كما يختلف عن كل من “نتنياهو” ورفيقه “دونالد ترامب”، من حيث كونه داعم بشكل عام لسيادة القانون محليًا ولا يميل إلى الخطاب التحريضي الذي يؤجج المواطنين ضد بعضهم البعض.

وتحظى قومية “ساعر” بشعبية في إسرائيل ويمكن أن تجعله ليبراليته النسبية في بعض القضايا الاجتماعية أكثر جاذبية، خاصة وأن الإسرائيليين يفكرون في الحاجة إلى إصلاح العلاقات مع اليهود الليبراليين في الولايات المتحدة ومع الحزب الديمقراطي.

وتعتبر نقطة ضعف “ساعر” أمام “نتنياهو” هي قلة خبرته في الشؤون الدولية، فقد كانت أدواره الحكومية في وزارتي الداخلية والتعليم.

ومع إن موقفه تجاه الفلسطينيين أكثر يمينية من “نتنياهو”، إلا أن العديد من الإسرائيليين سوف يشككون في قدرته على موازنة آرائه المتشددة مع إدارة “جو بايدن” التي ستكون إلى حد ما أقل محاباة من “دونالد ترامب”.

والأهم من ذلك، أن الإسرائيليين سيرغبون في الاطمئنان لقدرات “ساعر” في التعامل مع التهديدات المباشرة مثل “حماس” و”حزب الله”، وكذلك مواجهة دولة مثل إيران.

ستكون استراتيجية “ساعر” هي تحدي “نتنياهو” مستغلا تهم الفساد.

ويعتبر اسم الحزب “أمل جديد”، إشارة إلى جهود “ساعر” لإخراج اليمين الإسرائيلي من ظل “نتنياهو” الذي لطخه برائحة الجشع والفساد.

ومن المرجح أن يحاول تصوير الليكود على أنه طائفة تعبد “نتنياهو” وليس إسرائيل.

هذا هو التكتيك الذي جربه “ساعر” عندما تحدى “نتنياهو” على قيادة الليكود في عام 2019، وفشل فشلا ذريعا، حيث حصل نتنياهو على 72.5% من الأصوات،.

لكن “ساعر” يأمل في نجاح اللعبة مع الجمهور الإسرائيلي الأوسع.

وتظهر استطلاعات الرأي المبكرة احتمالية حصول “ساعر” على ما بين 15 و 24 مقعدًا في الكنيست المقبل، لذلك لديه بعض الأدلة التي تدعم هذا الرأي.

السؤال هو ما إذا كان بإمكان “ساعر” الفوز لمجرد عدم كونه “نتنياهو”.

وقد لا يكون من المشجع عجزه عن عزل “نتنياهو” من رئاسة حزب “الليكود” على الرغم من الفضائح العديدة التي كانت تلاحق رئيس الوزراء، لكن “ساعر” يراهن الآن على تعزيز المشاعر المعادية لـ”نتنياهو” لدى شريحة أوسع من اليمين ويمين الوسط.

قد ينجح “ساعر”، حتى لو لم يتمكن من الحصول على ما يكفي من الأصوات لتخطي “الليكود”، وقد يكون لديه القدرة على الانضمام إلى مجموعات يمينية مثل “يامينا” بزعامة “نفتالي بينيت” وحزب “إسرائيل بيتنا” بزعامة “أفيجدور ليبرمان”، وكلاهما يقودهما رجال سابقون من “الليكود” يبغضهم “نتنياهو” مثلما يبغض “ساعر”.

ويمكن لمثل هذه الكتلة من يمين الوسط أن تحصل على الدعم من حزب “يش عتيد” لـ”يائيرلبيد”.

وقد يكون هذا الائتلاف قادرًا على حشد أغلبية طفيفة معًا إذا تمكن من الحصول على نصف دزينة أو نحو ذلك من المقاعد من الآن وحتى الانتخابات.

تحد جديد لـ”بايدن”

هناك عدة نواحٍ قد تجعل تعامل إدارة “بايدن” مع “ساعر” أكثر صعوبة من “نتنياهو”، فبصفته أيديولوجيًا أكثر التزامًا وليس متمركزًا حول مصالحه، وكشخص يمكنه وضع وجه أكثر ليبرالية للسياسات الداخلية لإسرائيل من “نتنياهو”؛ قد يكون من الصعب الضغط على “ساعر” للحصول على تنازلات.

وعلاوة على ذلك، فإن الوسطية الاجتماعية لـ”ساعر” ستكون مقبولة أكثر من نزعة “نتنياهو” المحافظة بالنسبة للديمقراطيين والعديد من اليهود الأمريكيين، مما يعزز موقف الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل ويروق لتوجه “بايدن” التقليدي المؤيد لإسرائيل.

وقد يؤدي دخول “ساعر” إلى السباق أيضًا إلى حصول “يائير لبيد” أو “نفتالي بينيت” على فرصة لتشكيل حكومة، وبينما تظهر استطلاعات الرأي الحالية أن “الليكود” هو المتصدر، إلا إنه لا يرجح أن تسفر الانتخابات عن دعم كاف لـ”نتنياهو” لتشكيل ائتلاف حاكم.

يمكن أن يتغير الكثير من الآن وحتى الانتخابات في مارس / آذار.

ولكن إذا لم يتمكن “نتنياهو” من تشكيل ائتلاف أغلبية، فسيتم منح المرشح الذي يحتل المركز الثاني الفرصة، ويمكن أن يكون ذلك “ساعر” أو “بينيت” أو “لبيد”، ولن يكون أيًا منهم متأكدًا من تحقيق الأغلبية أيضًا، لذلك هناك احتمال واضح بأن تكون انتخابات مارس/آذار مجددًا واحدة من بين عدة سباقات متلاحقة.

وسواء أثبتت انتخابات مارس/آذار أنها حاسمة أم لا، فإن الأشهر القليلة الأولى لـ”بايدن” لن تشهد قيام حكومة إسرائيلية تعمل بكامل طاقتها.

ومن شبه المؤكد أن هذا سيعني أن الدبلوماسية الأمريكية مع إسرائيل ستكون في حالة توقف حتى انعقاد الكنيست الجديد.

ومن المحتمل أيضًا – مهما كانت النتيجة – أن الحكومة الإسرائيلية المقبلة والمعارضة سيقودهما اليمين، وهذا يعني أنه إذا أرادت الولايات المتحدة أو أي جهة فاعلة دولية استئناف أي نوع من عملية السلام، أو الحصول على أي تنازلات من إسرائيل فيما يتعلق بالفلسطينيين، فسيتعين عليهم ممارسة ذلك النوع من الضغط الذي كان “جو بايدن” يكره دائمًا ممارسته على اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى