الأسرى

الثائرة اليابانية الفلسطينية فوساكو شيغينوبو إلى الحرية..

روان يونس

روان يونس 29 -05-2022

بعد إعتقال دام لأكثر من 22 عاماً قامت السلطات اليابانية بالإفراج  عن المناضلة اليابانية فوساكو شيغينوبو مؤسسة الجيش الأحمر الياباني ، و التي تركت اثراً كبيراً في قلب كل فلسطيني لن ينسى ما قدمته فوساكو ورفاقها في الجيش الأحمر الياباني من أجل القضية الفلسطينية.

 شهد اليابان حركات تمرد طُلابية في ستينات القرن الماضي، إحتجاجاً  على حرب فيتنام و قررات الحكومة بالسماح بالتوغل الأمريكي في اليابان و حينها انخرطت شيغينوبو في التيار اليساري، لكن الشرطة اليابانية كانت تقمع المظاهرات و الثوار و أي حركات ثورية ن لذلك رأى اليساريون أن الحركات الثورية يجب وضع قواعدها في الخارج لتكون متينة وقادرة على مواجهة الحكومة اليابانية و قراراتها.

و قررت شيغينوبو حينها التحليق بعيداً عن موطنها اليابان و الذهاب بعيداً إلى بيروت و الوقوف في وجه  توجهات والدها اليميني المُتطرف و معارضته  والمجازفة بكل ما لديها في سن الخامسة والعشرين  لتصل العاصمة اللبنانية بيروت عام 1971، لكنها سرعان ما انشقت عن الجيش الأحمر الياباني نظراً لابتعاده عن الأفكار الثورية، فقررت أن تدعم الفلسطيينيين  للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي ،وقامت بالتطوع في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ليكون لقبها “مريم”.

عملت شيغينوبو في دائرة الإعلام المركزي مع غسان كنفاني الناطق بإسم الجبهة الشعبية  و عملت في مجلة الهدف الناطقة باسم الجبهة كما  قامت بصناعة أفلام ومواد إعلامية تحمل سياسة الجبهة الشعبية ، كما عملت في مجال الترجمة باللغة اليابانية لترجمة الوثائق للجبهة الشعبية   نظراً لأن اليابانية لغتها الأم  .

و خططت فوساكو شيغينوبو أو كما تم تلقيبها ب ” الملكة الحمراء”  لعملية مطار اللد في تل أبيب عام 1972بالتعاون مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي نتج عنها مقتل 40 اسرائيليا وإصابة نحو 80 آخرين،و  قام بها 3 فدائيين يابانيين واشتبكوا مع قوات الاحتلال في مطار اللد الذين قتل وجرح العشرات منهم، مع سقوط 2 من منفذي العملية وإلقاء القبض على الثالث.

كما قامت بقيادة اقتحام للسفارة الفرنسية في لاهاي في هولندا عام 1974 بمساعدة ثلاث عناصر من الجيش الأحمر الياباني، واحتجاز السفير وعدد من الموظفين كرهائن لمدة 100 ساعة مقابل حرية رهين ياباني محتجز، حتى أفرجت عنه فرنسا و غادر على متن طائرة  متوجهة إلى سوريا مع محتجزي الرهائن.

و أوضحت  الجبهة  الشعبية في بيان لها صدر بعد الإفراج عن أن فوساكو شيغينوبو أن كل فلسطيني لن يستطيع غض البصر عن ما قدمته هذه المرأة اليابانية  ورفاقها في الجيش الأحمر الياباني من أجل القضية الفلسطينية ، التي نفذوا من أجلها سلسلة من العمليات البطولية .

ومن الجدير بالذكر أن ما قامت به فوساكو شيغينوبو هو إحتراماً لمبادئها التي لا تتجزأ، خاصة بعد ان إنتقلت من الدفاع عن مبادئها في وطنها الأم إلى الدفاع عن مبادئها، وعن وطن ليس وطنها، و هذا ما لا نراه اليوم في عالمنا ، العالم الذي يتفشيى فيه إزدواجية المعايير ، من الحديث عن القانون و عن الحقوق في ظل وجود المصالح المشتركة و التغاضي عنها في ظل عدم وجود أي مصلحة .

بالتعاون مع كلية الاعلام في جامعة الازهر – غزة

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى