شوؤن دولية

روان يونس: ازمات دولية مستمرة ومتواصلة في عام 2023

روان يونس – 5-01-2022

شَهَدَ عام 2022 الكثير من الأحداث والتي تحولت الى احداث عالمية تركت إثرها الكثير من الأضرار التي أثرت على سكان العالم مثل تحورات فايروس كورونا وتراجع النمو الاقتصادي والغزو الروسيً لأوكرانيا وارتفاع اسعار النفط ونقص الغذاء، والأزمات الاقتصادية وأيضاً تفاقم مشاكل الديون بين البلدان النامية وقد كانت جميع هذه الأحداث مترابطة ببعضها البعض على شكل حلقات.

قام الموقع الأمريكي ناشونال انتريست بنشر عشر توقعات لمخاطر تهدد العالم في العام الجديد 2023 ، حيث جاء على رأسها، أنهُ لا يوجد هناك أفق واضح لانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، ومن المتوقع أن يُكثف بوتين استنزافه لأوكرانيا من خلال استهداف البنية التحتية للطاقة والماء.

وأشارت التوقعات الى احتمال أن يزداد انعدام الأمن الغذائي، والذي تنبأت به في البداية مجلة إيكونوميست البريطانية في شهر مايو 2022 والتي حذرت من تفاقم الازمة واحتمالات تحولها الى ازمة غذاء عالمية لعدة أسباب منها المناخ وزيادة أسعار مشتقات الطاقة والحرب الأوكرانية.

وتوقعت ناشونال انتريست  أن أزمات ديون دول العالم النامي لن تتوقف عند حد معين بل ستطول 54 دولة تتراوح ما بين دخل منخفض ودخل متوسط، وبالتالي من المتوقع حدوث  أزمة مالية عالمية يرتفع فيها اسعار الفائدة وسعر الدولار، وسيتدهور التعاون الدولي.

وأوضحت في توقعاتها أن التوصل لحل هذه المشاكل العالمية يعيقه عدم وجود الاحساس بالمسؤولية المشتركة والسعي نحو التفرد بلقب القوة العُظمى سواء من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية أو الصين على الرغم من اتفاق الرئيس الامريكي جو بايدن والرئيس الصيني شي جين بينغ على وضع استراتيجية لحل ظاهرة التغير المناخي خلال اجتماع عقدته مجموعة العشرين ألا أنّه من المتوقع ألا تسير هذه الخطة في مسار صحيح.

واستهدفت التوقعات مستقبل العلاقات بين بكين وواشنطن، بسبب الخلافات حول تايوان في قطاعات التجارة والتكنولوجيا وحقوق الانسان، وعلى الرغم من أن ظاهر العلاقة بين كلا الطرفين بأن كلاً منهم يُظهر حسن النية، ألا أن الواقع عكس ذلك فالتوتر بين الطرفين من السهل أن يؤثر على هذه الاتفاقيات، بالإضافة الى توقعات محاولة الصين ضم تايوان لها مرة أخرى.

وتطرقت التوقعات للحديث عن التكنولوجيا العالمية والتي ستتأثر بشكل كبير اذا حاولت الدول الكبرى تحقيق الاكتفاء الذاتي, فمثلاً تقوم إدارة بايدن بتعزيز التقنيات الحيوية بشكل مكثف وبالتالي سيتم تكثيف ضوابط التصدير بغرض أن لا تستطيع الصين الحصول على المعدات اللازمة في عملية الانتاج و قطاعات مختلفة مثل الإلكترونيات الدقيقة ، والذكاء الاصطناعي ، والتكنولوجيا او التصنيع الحيوي ، والطاقة النظيفة ، وتقنيات التكيف مع المناخ و بالتالي لن تستطيع الصين منافسة الولايات المتحدة  الأمريكية فور تطبيق هذه الضوابط.

وطالت التوقعات ظاهرة تغير المناخ، على إثر مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي الذي عُقد في مصر 6-18 نوفمبر 2022 في دورته ال 27، والذي سبب خيبة أمل كبيرة خيمت في الأجواء نتيجة لعدم الاكتراث لمقترحات التخلص من الوقود الاحفوري والذي يزيد من الانبعاثات الحرارية التي ترفع من درجات الحرارة وتبعاتها من جفاف وفيضانات.

واضافت التوقعات  أن التوتر الدولي في شبه الجزيرة الكورية سيزداد حيث من المتوقع ان تقوم كوريا الشمالية بتعزيز أسلحتها من خلال  “بيونج يانج” و هو اختبار تقوم فيها بتجريب مجموعة متكاملة  من صواريخ باليستية عابرة للقارات، وصواريخ كروز و تسعى للقيام بتجربة نووية سابعة .

وتشير تلك التوقعات في مجملها الى ان حالة التوتر والصراع التي شهدها العالم في العام 2022 ستمتد الى العام القادم 2023 وستكون مصحوبة بالمزيد من الازمات التي قد ينفجر بعضها في بعض مناطق العالم ، وسيشهد العالم المزيد من الازمات الاقتصادية الطاحنة التي ستنعكس سلبا على اوضاع الدول النامية بشكل خاص.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى