رفيق خوري – عام آخر للصراعات والرهانات واللانظام
رفيق خوري 1-1-2022
عام 2022، الذي يبدأ اليوم، مثقل بالأزمات، ومملوء بالرهانات، ومحكوم باللانظام. أزمات هادئة وصاخبة، مجمدة ومتحركة، محصورة في مكان، وممتدة إلى أمكنة عدّة.
رهانات على التغيير بالانتخابات، على معادلات ربح – ربح، وخسارة ربح بالصفقات، وعلى الحماية من الانهيار بالحفاظ على الستاتيكو. واللانظام العالمي ليس مجرد وريث نظام الجبارين الأميركي والسوفياتي، ولا نظام الأحادية الأميركية، بل خليط من تعدد الأقطاب على القمة في طبعة جديدة ومنفتحة من الحرب الباردة التي انتهت قبل ثلاثة عقود بسقوط جدار برلين، ثم الاتحاد السوفياتي، ومن طموحات القوى الإقليمية ومطامعها في بلدان مجاورة.
شيء من الرغبة في “تصحيح” ما صنعته القوى المنتصرة في الخرائط بعد سقوط السلطنة العثمانية والإمبراطورية النمساوية -المجرية في الحرب العالمية الأولى. وشيء من الطموح إلى تصغير بدل تكبير الخرائط التي حصلت على الاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية.
الصفقة المفترضة بين أميركا وإيران على أساس الاتفاق النووي تشكل خطراً على العالم العربي من الخليج إلى البحر المتوسط. في لبنان الذي ينهار رهانات داخلية وعربية ودولية على التغيير والإصلاح من خلال الانتخابات النيابية في الربيع والرئاسية في الخريف، ورهانات معاكسة على الفراغ وتعطيل الانتخابات. الانتخابات المقبلة في ليبيا وتونس والسودان وسوريا بعد الانتخابات التي جرت في العراق تواجه معضلة صعبة.
إما أن تأتي نتائج الانتخابات كما يريدها الطرف القوي لمصلحته ويصر على أن يتأكد من ذلك سلفاً، وإما أن يرفض الخاسرون الاعتراف بالنتائج مع تهديد بالعنف.
وما كان قليلاً عدد الكتب التي صدرت حول الموضوع. البروفيسور كلاوس شواب في كتاب “كوفيد-19 إعادة التشغيل الكبرى والضبط”، قال إن الوباء “فرصة لإطلاق مسار جديد يساعد الرأسمالية المعولمة، ويعطي الحكومات دوراً أكبر”. سكوت غالواي في “ما بعد كورونا” رأى “صعود الشركات الكبرى التي تصعب مراقبتها”. جيمس ريكاردز في “الكساد الكبير الجديد” أوحى أن المتغيرات “ستكون دائمة وثابتة خلال ثلاثين عاماً”.