أقلام وأراء

راسم عبيدات يكتب – تسريب العقارات إلى متى …؟

راسم عبيدات 3-8-2021م

في الوقت الذي كانت تجتاح فيه جائحة ” كورونا” مدينة او بلدة او قرية معينه،كان يوضع لها خطة علاجية من أجل انقاذها وخروجها من الجائحة …بفرض شروط وقواعد صحية صارمة يجب على السكان الإلتزام بها، وإلا فإن سيف العقوبات سيكون جاهزا للتطبيق على كل من يخرق تلك القواعد …..وواضح في قضية تسريب العقارات والممتلكات والأراضي في بلدة سلوان بأن القضية باتت بحاجة الى خطة قف … ولا أعتقد بأن الإنشاء المتكرر وما يشمله من فتاوي لا تغني ولا تسمن من جوع بالمقاطعة الدينية والمجتمعية وتحريم المعاملات المدنية من بيع وشراء وزواج وغيرها وكذلك بأن لا يدفن البائع/ة في مقابر المسلمين او “السعادين” وان لا يصلي عليه ولا يكفن ستشكل رادعا لمن تجرد/ت من كل معاني وقيم الإنتماء الوطني والأخلاقي والديني ستردعه /ها عن القيام بعملية البيع والتسريب …وعلى رأي مظفر النواب “أيهم الشاة بعد الذبح أن القبر يزخرف”.

وكذلك بيانات الشجب والإستنكار أو البراءة من الذي /التي أقدم/ت على عملية التسريب على رأي المأثور الشعبي” بعد خراب مالطا” من بعد عملية البيع لن يكون لها أثر وتأثير كبير في إبطال عملية البيع أو استرجاع المِلك أو الأرض المسربة…وأغلبها تأتي لكي يقول أهل واقارب المسرب/ة، أنهم ليسوا جزء من عملية البيع او التسريب أو طرفاً فيها..

الدواء كما يقول المأثور الشعبي “عند عازته” …العملية تحتاج الى سلسلة من الإجراءات الوقائية التي تحاصر وتمنع انتشار الوباء …وهذه مسؤولية جماعية تقع على كل من له صلة بهذا الملف من أهل واسرة المسرب والبائع واللجان المحلية ولجان الدفاع عن الأراضي وكذلك الجهات الرسمية التي تتابع هذا الملف والقوى والمؤسسات …

كل هذه الجهات في دائرة المسؤولية والمساءلة ،وهي التي تتحمل المسؤولية عن وضع “خطة قف” من أجل أن تشفى سلوان من وباء “تسريب العقارات” …وكذلك السلطة طرف في تحمل هذه المسؤولية،لكونها لم تأخذ أية خطوات جدية في هذا الجانب للمعالجة،ولجان التحقيق التي كانت تشكلها،فقط تستخدم من أجل تنفيس حالة الغضب والإحتقان الشعبي والجماهيري واستقطاع الوقت وتمويت القضية ،ولا يكون هناك نتائج عملية ولا تحميل مسؤوليات او إدانات ولا محاسبات…وهذا بحد ذاته لا يساهم بوضع أي خطة استشفاء جدية وحقيقية .

نحن ندرك مدى جدية الأخطار المحدقة ببلدة سلوان،وما يتربص بها من مخاطر على صعيد ليس فقط عملية تهويدها بواسطة الطرد والترحيل القسري والتطهير العرقي، عبر الإستيلاء على أحياء كاملة،تحت حجج وذرائع بان الأراضي المقامة عليها تلك الأحياء، هي املاك يهودية قبل أكثر من 150 عاما،كما هو الحال في بطن الهوى، ومحاولة طرد وتهجير السكان في الأحياء الأخرى، وكما هو الحال في أحياء البستان اودية ياصول والربابة وحلوة وعين اللوزة من خلال تفعيل أوامر الهدم للمنازل المقامة هناك منذ عشرات السنين،إن لم يكن أكثر من مئة عام تحت ذريعة البناء غير المرخص ..او أن المناطق المقام عليها تلك الأبنية هي مناطق ممنوع البناء فيها خضراء أو هي للخدمات العامة أو حدائق عامة وغيرها،وهذه الحجج والذرائع تستخدمها بلدية الإحتلال ومستوياته الأمنية والسياسية مع الجمعيات التلمودية والتوراتية ” العاد” و”عطروت كوهانيم” من أجل تحويل بلدة سلوان، التي هي في الفكر التلمودي والتوراتي مدينة “داود”،والمدخل الجنوبي للمسجد الأقصى الى بلدة بأغلبية يهودية، وحتى اللحظة أصبحت هناك أكثر من 79 بؤرة استيطانية ،وكذلك تحويل أراضيها الى حدائق ومسارات تلمودية وتوراتية،كما هو مخطط بعد هدم بيوت حي البستان،والتي رفضت بلدية الإحتلال أي مخططات بديلة،بعدما جرى الإتفاق على تجميد عمليات الهدم مع السكان في عام 2004 من أجل اعداد تلك المخططات البديلة.

الحرب لها بعد شمولي على سلوان والأهداف والمخططات التهجيرية والإقتلاعية واضحة…ربط البؤر الإستيطانية الموجودة في سلوان مع بعضها البعض، وما يعنيه ذلك من إقتلاع وطرد وتهجير للمزيد من السكان، وكذلك ربط تلك البؤر الإستيطانية مع مثيلاتها في البلدة القديمة من القدس، والإقتراب أكثر من البلدة القديمة، فسلوان لا تبعد سوى 300 م2 عن جنوب شرق المسجد الأقصى،وهذا يعني بالملموس، نقل مشاريع تهويد الأقصى الى الأمام خطوات وليس خطوة عبر خلق حالة تواصل استيطاني يهودي من سلوان الى البلدة القديمة، وبما يمكن من فرض التقسيم المكاني داخل المسجد الأقصى،ونحن شهدنا “بروفات” جرت في يوم عرفه، ما يعرف عندهم بذكرى خراب الهيكل الأول من خلال القيام بعمليات اقتحام واسعة للمسجد الأقصى (1540) مستوطنا اقتحموا الأقصى بمصادقة المستويين السياسي والأمني في دولة الإحتلال وفي مقدمتهم المتطرف بينت رئيس وزراء دولة الإحتلال.

حيث قام جزء من المستوطنين المقتحمين بعمل ما هو أبعد من أداء الطقوس التلمودية والتوراتية،حيث لأول مرة قام البعض منهم بإنشاد ما يسمى بالنشيد ” الوطني” اليهودي ” هتكفا” الأمل وكذلك أدى البعض منهم ما يعرف ب” السجود الملحمي”،انبطاح المستوطن على وجهه،وهذا يمثل أعظم اشكال الطقوس التلمودية والتوراتية.

وهدف آخر لما يجري في سلوان،هو القيام بوصل الأنفاق الممتدة من أسفل عين الحلوة بسلوان مع الأنفاق الموجودة أسفل وحول المسجد الأقصى في البلدة القديمة .

احموا سلوان تحموا قدسكم …سلوان دائماً وجعنا وألمنا …سلوان تحتاج منا جميعاً الى خطة قف، وتحتاج من الطرف الرسمي الى قرارات حاسمة وجدية ،وكذلك الى ضخ إمكانيات مادية وليس شعارات رمادية و”هوبرات” إعلامية.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى