ترجمات أجنبية

ذي إنترسيبت: الانتخابات النصفية ستحدد موقف الجمهوريين من أوكرانيا وأمريكا..!

ذي إنترسيبت 7-11-2022م، بقلم جيمس رايزن : الانتخابات النصفية ستحدد موقف الجمهوريين من أوكرانيا وأمريكا..!

السؤال المركزي الذي يلوح في الأفق حول انتخابات التجديد النصفي لعام 2022 هو ما إذا كان الحزب الجمهوري يتحول إلى منظمة فاشية تريد إنهاء الأعمال الفوضوية للانتخابات والتصويت والديمقراطية وإنشاء استبداد يميني بدلاً من ذلك. منذ جهود دونالد ترامب لقلب الانتخابات الرئاسية لعام 2020 ، والتي بلغت ذروتها في تمرد 6 يناير وتبعها جهود الجمهوريين للتقليل من شأن محاولة الانقلاب ، أصبح من الصعب بشكل متزايد معرفة الفرق بين التيار الجمهوري السائد والجناح المتطرف في الحزب.

إذا انتصر الجمهوريون وسيطروا على الكونجرس ، فسيأتي أحد الاختبارات الأولى لنواياهم الحقيقية عندما يتعين عليهم أن يقرروا ما إذا كانوا سيدعمون استمرار المساعدة العسكرية الأمريكية لأوكرانيا في دفاعها ضد الغزو الروسي الوحشي هذا العام.

 وسيكشف التصويت في الكونغرس الذي سيصبح تحت سيطرة الجمهورين عن انقسام بين أفراده، فمن جهة هناك التقليديون والصقور الذين يعارضون الغزو الروسي ودعموا إدارة جو بايدن في دعمها العسكري لأوكرانيا. ومن جهة أخرى هناك القوميون المسيحيون، معظمهم معجب بالديكتاتور الروسي فلاديمير بوتين ويريدون قطع الدعم الأمريكي عن أوكرانيا.

وسيكون التصويت على الدعم لأوكرانيا بمثابة باروميتر حول ما إذا كان الجمهوريون التقليديون يسيطرون على الحزب وقادرين على الوقوف في وجه التيار المتطرف الصاعد في صفوفهم. وأشار الكاتب إلى أن القومية المسيحية تمثل دينامية تثير الخوف في داخل الحزب الجمهوري. فهم ثيوقراطيون لا يؤمنون بالفصل بين الكنيسة والدولة ويجادلون أن الولايات المتحدة نشأت كدولة “مسيحية” وهي بحاجة للعودة إلى جذورها. وهم والحالة هذه يمقتون الثقافة العلمانية الغربية وخائفون من التراجع السكاني للبيض وساخطون بعمق من حركات تحرير المرأة وحقوقها، بل وحتى الفلسفة الفردية للمجتمع والتي يرونها مفهوما حديثا على النقيض مع المجتمع التقليدي الهرمي.

ويهمين اليوم القوميون المسيحيون على الحزب الجمهوري ويتعاملون مع بوتين كمحارب لصالح الأصولية المسيحية وأن غزوه لأوكرانيا هو جزء من سحق حركة اليسار الداعية لتحقيق المساواة العرقية وإنصاف المظلومين. ويرى القوميون المسيحيون الأمريكيون بأن بوتين زعيم جناح مضاد لليبرالية العلمانية وكحام للدين المسيحي. وشجع بوتين هذا الدعم في صفوف القوميين المسيحيين في الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى من خلال استمالة الكنيسة الأرثوذكسية وشن حرب ثقافية داخل روسيا، وتحديدا ضد المثليين وإجراءات أخرى من المفترض أنها داعمة للوحدة الأسرية في المجتمع.

ويدعم الكثير من القوميين المسيحيين بوتين ويريدون انتصاره ضد الحكومة المؤيدة للغرب في أوكرانيا. ولديهم استعداد لاستهلاك التضليل الإعلامي الذي تنشره روسيا حول أوكرانيا ويقلدونها مثل الببغاوات فيما يتعلق بالحرب. وتعتبر النائبة ماجوري تيلور غرين، واحدة من أعلى الأصوات التي تمثل القومية المسيحية في الكونغرس، وهي واحدة من قلة لا تتورع عن أو تخجل من المصطلح في المجال العام. ففي بداية العام، شاركت بمناسبة نظمتها مجموعة قوميين بيض وهتفوا أثناءها بـ “بوتين، بوتين”. وفي تجمع انتخابي الأسبوع الماضي في أيوا أخبرت الحاضرين أن الكونغرس بقيادة الجمهوريين سيقطع الدعم عن أوكرانيا “في ظل الجمهوريين، لن يذهب ولا فلس واحد إلى أوكرانيا”.

وفي الوقت نفسه كتبت ويندي روجرز، السناتور في مجلس شيوخ أريزونا في شباط/ فبراير تغريدة قالت فيها إن الرئيس الأوكراني فولدومير زيلنسكي هو “مجرد دمية لسوروس وعائلة كلينتون”.

وطوال الحملات الانتخابية هذا العام، عبر عدد من المرشحين الجمهوريين للكونغرس عن معارضتهم لاستمرار الدعم لأوكرانيا، كنوع من الرسائل للقوميين المسيحيين وأنهم إلى جانبهم بدون الدعوة لانتصار بوتين في أوكرانيا. وقال جي دي فانس، المرشح الجمهوري لمجلس الشيوخ في أوهايو “عليّ أن أكون صريحا معكم، لا يهمني في الحقيقة ما يحدث في أوكرانيا، بطريقة أو بأخرى”، لكنه تراجع لاحقا حيث قال “فلاديمير بوتين هو الشرير في هذا الوضع” زاعما “لا يمكننا تمويل نزاع عسكري طويل الأمد وبعوائد قليلة على بلدنا”.

واعترف ترامب بالقوة المتزايدة للقوميين المسيحيين داخل الحزب، واستخدم شعارات مؤيدة لبوتين ومعادية لأوكرانيا، وزعم أن بوتين كان “ذكيا” في غزوه لأوكرانيا. وقال “الآن يقول بوتين إنها مستقلة، أجزاء كبيرة من أوكرانيا. وأقول “كم هو ذكي هذا؟ وسيمضي ويصبح صانع سلام، وهذه أقوى قوة سلام”.

 وإلى جانب ترامب، استخدم المعلق في فوكس نيوز تاكر كارلسون نقاطا مؤيدة لبوتين ومعادية لأوكرانيا وفتح مساحة لبث لتضليل الروسي أثناء الحملات الانتخابية على القناة. ونشأت حلقة تغذية متبادلة بين كارلسون وبوتين، فالأول يقوم بترديد الدعاية الروسية في فوكس نيوز، ثم يقوم التلفزيون الحكومي المملوك من الدولة الروسية ببث ما قاله كارلسون.

ويحاول قادة الكونغرس الجمهوريون الحفاظ على ائتلاف هش بين التقليديين وجماعات اليمين المسيحي، ولم يقدموا أي تفسير حول العدد الكبير من المرشحين الذين لا يدعمون مواصلة تمويل الحرب في أوكرانيا. كما لا يريدون الحديث عن سبب صعود القومية المسيحية داخل الحزب. ويرون بدلا من ذلك أن المعارضة لمواصلة الدعم لأوكرانيا نابعة من العزلة الأمريكية والقيود على الميزانية والمخاوف من الركود المحتمل في العام المقبل. وألمح زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب، كيفن ماكارثي إلى إمكانية قطع الدعم لو سيطر الجمهوريون على المجلس، لأن من المستحيل مواصلة دعم الحرب بمليارات الدولارات في الوقت الذي يشهد فيه البلد مصاعب اقتصادية و”أعتقد أن الناس سيواجهون ركودا ولن يكتبوا شيكات على بياض لأوكرانيا، ولن يستطيعوا عمل هذا، ولن تكون هناك شيكات على بياض، وهناك الأمور التي لا تقوم (إدارة بايدن) بعملها محليا، ولا تتعامل مع الحدود وسيبدأ الناس بملاحظة هذا”.

وقام ممثل التيار التقليدي الصقور، ميتش ماكونيل، زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ بمعارضة كلام ماكارثي، مؤكدا أن الكونغرس في ظل الجمهوريين سيواصل دعم أوكرانيا وسيقدم أكثر مما قدمه بايدن.

وسيشتعل النقاش بين مجلسي الشيوخ والنواب بشأن أوكرانيا وسيجد البيت الأبيض نفسه في الوسط. وربما كان الصراع على أوكرانيا داخل الحزب الجمهوري هو البداية في حرب طويلة للسيطرة على السياسة الخارجية للحزب. وستحدد المعركة مدى قدرة الحزب على منع سيطرة اليمين القومي وعدم الانزلاق نحو الفاشية. ومن الواضح أي جانب تدعمه موسكو، ففي تغريدة نشرتها جوليا ديفيس التي تدير المرصد الإعلامي الروسي نشرت روابط فيديو للتلفزيون الرسمي الروسي والتي تقول إنها دعم لفصيل “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” الجمهوري في انتخابات التجديد النصفي.

Midterms Will Determine Republicans’ Stance on Ukraine — and America

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى