أقلام وأراء

د. وليد سالم يكتب – بعد نجاح بايدن : ماذا نحن فاعلون ؟ … ملاحظات أولية

د. وليد سالم *- 8/11/2020

خلاصة مواقف بايدن كما صرح بها بذاته: 

إذا ما انتهت كافة الدعوات القضائية واستكملت كافة الاجراءات التنفيذية في الولايات المتحدة وهو ما تزداد أرجحية حصوله يوما بعد يوم ، سيتولى بايدن رئاسة الولايات المتحدة رسميا في أواخر كانون ثاني ٢٠٢١. فما هي مواقفه المعلنة بخصوص فلسطين ؟. يمكن إيجاز هذه المواقف فيما يلي:

لن يعيد السفارة إلى تل ابيب ، فقرار نقلها إلى القدس متخذ من الكونغرس بديمقراطييه وجمهورييه منذ نهايات القرن الماضي

ولكن سيعيد فتح القنصلية لفلسطين ، وقد يعيد فتح مكتب م ت ف في واشنطن ، ويستأنف الدعم الامريكي لموازنة السلطة وجزئيا للاونروا.

سيعيد إحياء اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط، وستدعو اللجنة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية بدون أن تشترط ذلك بوقف الاستيطان ، كما أن بايدن مناهض للضغط على إسرائيل أو فرض عقوبات عليها من أجل وقف الاستيطان أو للتقدم في المفاوضات.

سنعود إذن إلى طرح يتم من خلال التفاوض قوامه الموقف الامريكي التقليدي : لا عودة للاجئين الفلسطينيين ، عاصمة فلسطينية في أحياء من محافظة القدس كبيت حنينا ( طرحها كيري )، أو أبوديس، وبقاء الكتل الاستيطانية الكبرى مع تبادل أراض، وبقاء السيطرة الاسرائيلية على الحدود مع الاردن ، وانهاء حكم حماس في قطاع غزة ، واعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية.

هذا الحل لا يلبي الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية ، وفي المقابل سيرفضه اليمين الاسرائيلي الرافض لأي إنسحاب ولو جزئي من أية أراض فلسطينية التي يدعيها كأرض إسرائيل.

السيناريو المتوقع

تطرح الولايات المتحدة واللجنة الرباعية اقتراحا لعودة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي إلى مائدة المفاوضات.

يقدم الجانب الفلسطيني جوابه بأن لا مفاوضات قبل وقف الاستيطان وإطلاق سراح الاسرى ، على أن تنطلق المفاوضات من النقطة التي وصلت إليها في المفاوضات السابقة ، أي لا بدء من الصفر ، وان تتم هذه المفاوضات في إطار مؤتمر دولي للسلام يهتم بتوفير آليات لتطبيق ما تم الاتفاق عليه في السابق وليس إعادة التفاوض عليه، وذلك باتجاه قيام دولة فلسطين على حدود عام ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقية.

سترد الحكومة الاسرائيلية سواء قادها نتنياهو أو أي زعيم آخر أو من أي حزب آخر حينذاك برفض المطالب الفلسطينية وستطلب إجراء المفاوضات بدون أي شروط مسبقة.

الناتج سيكون تكرار تجربة ميتشيل ٢٠١٠، وكيري ٢٠١٣- ٢٠١٤، وذلك بلقاء الموفد الامريكي مع كل طرف على حدة ونقل المواقف بين الطرفين . أي صيغة لإدارة وتهدئة الصراع لا حله مما سيمثل إضاعة جديدة للوقت فيما يستمر الاستيطان الاستعماري في الاستشراء على الارض .

البديل معروف ومجرب : لم تضطر أمريكا ولا إسرائيل على إعطائنا شيئا ما لم ننتزعه بكفاحنا . هذا ما فعلته الانتفاضه الاولى التي أجبرت أمريكا وإسرائيل على تقديم تنازلات لم تستكمل بسبب اسراعنا في جني الحصاد قبل أن ينضج .

لذا فاللقاء على أرض معركة المقاومة الشعبية والوحدة فيها كحد أدنى متفق عليه بات أمر حياة وموت ولا يحتمل ترف انتظار استكمال حوارات الفصائل لتحقيق إتفاق شامل لإنهاء الانقسام. فبمنهج الكفاح الموحد نعيد صياغة مواقف العالم إلى جانب عدالة قضيتنا ، وحتى إن فاوضنا بدون أن يرافق ذلك كفاح موحد منظم فلن نجني سوى الحصاد المر .

1

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى