أقلام وأراء

د. ناصر اللحام يكتب – انتخابات رابعة لإسرائيل وأجهزة تنفس لفلسطين

د. ناصر اللحام – 19/12/2020

الأحزاب كتعبير عن الطبقات ، والحركات كتعبير عن الشرائح الاجتماعية والاقتصادية ، والكتل الانتخابية كتعبير عن النخبة السياسية لم تعد موجودة في فلسطين، فهناك منظومة تنظيمية تحكم حركة التحرر الوطني ومثلها منظومة تحكم الحركات الإسلامية، قامت هي بتكليف نفسها بديلا عن الحياة الحزبية والانتخابية والبرلمانية واستقرت على هذا النحو.

في السياسة يمكن ذلك فهناك عشرات الدول لا يوجد فيها برلمان ويوجد فيها نظام سياسي واحد يحكم كمملكة أو كنظام ديني أوتوقراطي أو نظام أميري ولكن المشكلة لدينا أننا أعلننا ونعلن أننا نظام برلماني ديمقراطي ، ولا نطبق الأمر على أرض الواقع.

فإما أن نتفق على تغيير النظام إلى شمولي، ونعمل على تشكيل مجلس أعيان وإما أن نعود لتنفيذ ما ورد في النظام التأسيسي عام 1995 كنظام رئاسي برلماني انتخابي ديمقراطي.

الانتخابات في المجتمعات السليمة خبر اعتيادي تمر على الناس كأمر واقع أما في المجتمعات المتخلفة الخائفة فان الانتخابات تشبه أهوال يوم القيامة، يهرع الناس فيها يصرخون رعبا ويخرج الأموات من الأجداث فتصبح معركة نجاة من موت محقق !!

الجمهور الفلسطيني في حالة انتظار والأخطر أن المثقف السياسي صار في حالة انتظار . والنخبة في حالة انتظار . والقيادة في حالة انتظار  والتنظيمات في حالة انتظار . والنقابات في حالة انتظار والحركات الطلابية والنسوية والعمالية في حالة انتظار، وفتح وحماس في حالة انتظار والرئيس ذاته صار في حالة انتظار.

والجميع ينتظر  ولكن لا أحد يعرف ماذا ننتظر المجتمع الفلسطيني كلّه في حالة انتظار ولكننا على الرصيف الخاطئ ننتظر قطارا لن يصل إلينا فنحن الذين يجب أن نستبدل المحطة بمحطة أخرى والقطارات لا تصل إلى أماكن ليس فيها سكة حديد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى