د. مصطفى يوسف اللداوي: صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (13): يا مسلمي العالم وأحراره أغيثوا أهل غزة
د. مصطفى يوسف اللداوي 11-11-2025: صورٌ ومشاهد من غزة بعد إعلان انتهاء العدوان (13): يا مسلمي العالم وأحراره أغيثوا أهل غزة
أما وقد قام الفلسطينيون بما يجب أن يقوموا به بعزةٍ وشرفٍ، وكبرياءٍ وشموخٍ، وإباءٍ وشممٍ، وصمدوا سنتين كاملتين في مواجهة آلة القتل الأمريكية الخرقاء، التي زودت بها الإدارات الأمريكية جيش الكيان اللقيط ومكنته، وسمحت له باستخدامها في حرب الإبادة والتطهير، ومحاولات القتل والتهجير، واستطاعوا بتضحياتهم الجسام وصمودهم الأسطوري واحتسابهم العجيب رفع رأس الأمة التي فاخرت بهم وتشرفت، واعتزت بهم وتقدمت، إذ قاتلوا نيابةً عنها ومثلوا إرادتها، وجعلوا لها اسماً يذكر ويوقر، وحجزوا لها تحت الشمس مكاناً، وتحملوا ما لم يتحمله شعبٌ آخر في التاريخ، بالنظر إلى حجم الحمم البركانية، والصواريخ المدمرة، والقصف المهول الذي تعرضوا له.
يأتي اليوم دور الأمة العربية والإسلامية، شعوبها لا دولها، ومؤسساتها لا حكوماتها، وهيئاتها لا نظمها، وقد تأخرت مهما قدمت، وقصرت مهما أعطت، ولم تؤد ما عليها مهما اجتهدت، ولتعلم أنها ستسأل عما قدمت وأخرت، وستحاسب عما منعت وحبست، وستبوء الخيبة والخسران إن تأخرت وقصرت، وقد جاء دورها اليوم لتبرأ أمام الله عز وجل بالوقوف إلى جانب سكان قطاع غزة ونصرتهم ومساعدتهم، ودعمهم ومساندتهم، وإكرامهم والإحسان إليهم، وهم اليوم لا يطلبون من الأمة دماً ولا سلاحاً، ولا يريدون منهم قتالاً ولا مقاومة، ولا تضحيةً أو بذلاً، ولا يحملونهم فوق طاقتهم، ولا يحرجونهم ويكشفون عجزهم، ويفضحون ضعفهم.



