أقلام وأراء

د. فاضل الربيعي يكتب – أمريكا في اللحظة السوفياتية

قراءة د. فاضل الربيعي لنبوءات العالم الأمريكي المستقبلي الفين توفلر 

القليلونَ فقط -من المحلّلينَ والمتابعينَ- مَنْ يتذكّر اليوم، ما حدثَ في الماضي القريب، عندما شَهِدَ العالمُ ما يمكنُ تسميتهُ بـ(اللّحظةِ السّوفيتيّةِ عام 1989-1990) آنذاك كانَ الرئيسُ السّوفياتيّ بوريس يلتسين يترنّحُ من السّكرِ في اللّقاءاتِ الرسميّة، ومعه كانَ الاتّحادُ السّوفياتيّ يترنّحُ دونَ سكرٍ،و كان يلتسن زعيماً كحوليّاً وفاسداً ومُثيراً للسخريةِ، والعالم كلّهُ آنذاك سَخِرَ منهَ ومن بلاده، ومثل عملاقٍ بقدمين من طين، انهارَ الاتّحادُ السوفياتيّ العظيم فجأةً في لحظةٍ ماجنةٍ، حينَ وقعَ انقلابٌ عسكريٌّ انتهى بتفكّكه. ترنّحَ العملاقُ وسقطَ فجأةً وسطَ ذهولِ العالم. اليوم، تبدو الولاياتُ المتّحدةُ الأمريكيّةُ، وكأنّها دخلت (اللّحظةَ السّوفيتيّة) ذاتها، فثمّة زعيمٌ يترنح، وبلدٌ عملاقٌ يتصدّعُ بطريقةٍ مفضوحةٍ. ترامب الأمريكيّ من هذا المنظور يُكرّرُ صورةَ يلتسن السّوفياتيّ، ولكنْ بدلاً من أنْ يبدوَ ترامب سكّيراً، سيبدوُ مُهرِّجاً.. ماذا يعني هذا؟ يعني هذا ببساطة، أنَّ العالمَ دخلَ من جديد في حالةِ سيولة سبقَ وأنْ دخلَها مع انهيارِ الاتّحادِ السّوفياتيّ، بيد أنَّ العالمَ مع ذلكَ يُعيدُ تشكيلَ نفسهِ كمادّةٍ صلبةٍ من جديد، لأنّهُ يُغادرُ عصراً ويدخلُ عصراً جديداً. بكلامٍ موازٍ؛ دونالد ترامب الأمريكيّ هو بوريس يلتسن السّوفياتيّ، وهما معاً منْ يصنعا اللّحظة ذاتها. كِلاهما جاءَ للقيامِ بالواجبِ المطلوبِ منه. تفكيكُ البلد القديم ببنائِهِ المُتهالِكِ وجدرانِهِ المُتصدّعة. أحدهما اختارَ شخصيّة (السكّير) والآخر اختارَ شخصيّةَ (المهرّج)، إنّها حفلةُ إعادةِ بناءِ العالمِ من جديد، وعلى القادةِ أنْ يتقنّعوا/ يتنكرّوا في هيئةٍ مُحددّةٍ.
في عام 1987 نشر المستقبليّ الأمريكيّ آليفين توفلر ثلاثةُ كتبٍ هي الأشهرُ بين كتبه (الموجةُ الثالثةُ Third wave، وخرائطُ العالمِ World maps، وتوزيع/ تشظّي السُّلطة Power distribution)، ففي الكتاب الأوّل تنبأَ توفلر بانهيارِ الاتّحادِ السوفياتيّ في غضونِ بضعِ سنوات، وهذا ما تحقّقَ بشكلٍ مُذهل، فبعدَ بضعِ سنواتٍ بالفعلِ من صدورِ الكتابِ سقطَ العملاقُ ذو القدمين الطّينيتّين. في هذا الوقتِ، وحين صدرَ كتاب توفلر، كنتُ أعيشُ مع أُسرتي في بلغرد (يوغسلافيا)، وصادفَ أنّني ومجموعةٌ من الشّبابِ الفلسطينيّينَ قرّرنا القيام برحلةٍ سريعةٍ لرومانيا المجاورة، في بوخارست – رومانيا، تحدثتُ مع الملحقِ الثّقافيّ في السّفارةِ الفلسطينيّة، فقال لي إنّهُ عَلِمَ من أصدقاءَ لهُ في قيادةِ الحزبِ الشّيوعيّ الرومانيّ أنَّ الرئيسَ شاوشيسكو طلبَ ترجمة كتابِ توفلر، ثمّ وزّعَ بنفسِهِ عشر نسخٍ منه فقط على أعضاءِ في المكتبِ السياسيّ للحزبِ الشّيوعيّ الرّومانيّ، وكان شاوشيسكو مرعوباً ممّا يجري في العالم، وأيقنَ أنَّ هذه النبوءةَ ليست مجرّدَ نبوءة.
حينَ عدتُ إلى بلغراد دعوتُ إلى منزلي رفاقاً لي من الحزبِ الشّيوعيّ اليوغسلافيّ، كنّا نسهرُ معاً باستمرار، فجاءَ ثلاثةٌ منهم فقط مع زوجاتِهم، وكنتُ أُلاحظُ أنَّ زوجاتِ رفاقي اليوغسلاف كُنَّ حزيناتٍ وهنَّ يُحدثنَ زوجتي عن (تنظيفِ البنادق). انتبهتُ إلى سياقِ الحديثِ لكنّني لمْ أفهم النقاشَ بدقّةٍ، ولذا بادرتُ إلى طرحِ السّؤالِ الآتي الذي كان يلحُ عليّ: “هل بدأتم حقاً بتنظيفِ (البواريد)؟ هذا يعني أنَّ يوغسلافيا تتّجهُ نحو الحربِ؟”، ثم سألتهم: “والآن قولوا لي ما الذي جاءَ من أجلهِ غورباتشوف اليوم، لقد رأيتُ في التلفزيون أنّهُ جاءَ لزيارةِ الرئيسِ اليوغسلافيّ (الشهيد) ميلوسوفيتش، لكنّه غادرَ بعدَ ساعةٍ واحدةٍ فقط، وكان مُتجهِماً وبدا عليهِ الانزعاجُ، ما الذي يحدث؟” فقال لي أحدهم: اسمع يارفيق، جاءَ غورباتشوف اليوم برسالةٍ من الأمريكيّينَ مفادُها الآتي: سيّد سلوبودان ميلوسوفيتش فكّكَ يوغسلافيا بهدوءٍ أو سنأتي لتفكيكِها بالقوّة، وأذكرُ أنّني في اليوم التالي، كنتُ ضمن المتظاهرينَ في شارعِ تيتو -في قلبِ بغراد- حينَ ذهينا إلى البرلمانِ نُحيّي الرئيسَ (الشهيد) سلوبودان ميلوسوفيتش الذي قالَ وهو يُخاطبُنا: سأموتُ دِفعاً عن يوغسلافيا موحّدة، سأقاتلُ إلى النهاية. كان الأمريكيونَ يريدونَ منه تفكيكَ يوغسلافيا إلى (فيدراليّات) وليس تحويلَ يوغسلافيا إلى دولةٍ فيدراليّة؛ أي كانوا يخطّطونَ لتمزيقِها، وكان رسولُهم غورباتشوف هو الدّمية التي تحكّمَ بها السكّير بوريس يلتسن.
في هذهِ اللّحظة، وحين كانَ غورباتشوف يقومُ بتفكيكِ الاتّحادِ السوفياتيّ، تمّ تدبيرُ (الثورةِ الأمريكيّة) ضدّ شاوشيسكو التي انتهت بقتلِهِ بطريقةٍ بَشِعةٍ، وفي يومِ مصرعِ الرئيسِ الشّهيد شاوشيسكو الذي يُوصَفُ ظلماً بالمجرمِ والقاتل –وياللمفارقة- كانت بوخارست تعلنُ رسميّاً أنّها بلدٌ (دون ديونٍ خارجيّة)؛ أي صفر ديون. في هذه اللّحظةِ السوفيتيّة المأسويّة، كانَ صدّام حسين يدخلُ الكويتَ، وكثيرونَ يعتقدونَ حتّى اليوم أنَّ الرجلَ الأحمقَ تصرّفَ بحماقةٍ وحسب، وبرأييّ؛ الأمرُ كان مُختلفاً، فكان العراقُ يُدركُ أنَّ خرائطَ العالم التي تَنبّأَ بها توفلر وُضِعَت قيد التطبيق، ولذا حاولَ صدّام حسين العبثَ بالخرائطِ، وكان أوّل ما فعلهُ أنْ جعلَ الكويتَ (محافظةً عراقيّةً)، وكانت المعادلةُ بالنسبةِ لبلدٍ طرفيٍّ صغير من بلدانِ العالمِ الثّالث، وهو يراقبُ تفكّك الإمبراطوريّاتِ والدولِ على النحو الآتي: ما دامَ الأمريكيّونَ سيعبثونَ بخرائطِ العالم، فعلى العالمِ أنْ يعبثَ بخرائطِ أمريكا. لمْ يكن صدّام حسين مجرّد أحمقٍ وحسب، هذه صورةٌ نمطيّةٌ مُزعِجةٌ ولا قيمةَ لها في أيّ تحليلٍ علميّ، وفي النهايةِ هو رئيسُ دولةٍ إقليميّةٍ مهمّةٍ كانَ لديها ما يكفي من المعطياتِ عمّا يجري في العالم، ومهما يكن، وأيّاً يكن (ما إذا كانَ غزو الكويت حماقةً أمْ لا) فليسَ هذا الأمرُ المهمُّ في هذا التحليل، المهمُّ أنْ نلاحظَ هذا الجو الدوليّ الذي بدأَ بالتشكّل.
وهكذا، وقُبيلَ احتلالِ العراقِ (مارس/ آذار 2003) بثلاثةِ أشهرٍ تقريباً، وحينَ مضى أكثرُ من عقدٍ من الزّمنِ على انهيارِ العالمِ القديم، وحينَ كنتُ أعيشُ مع أُسرتي في هولندا، ذهبتُ إلى بغدادَ بدعوةٍ من وزيرِ الخارجيِةِ المرحوم طارق عزيز، بالنسبةِ لي كانَ الأُستاذ طارق عزيز -رحمه الله- صديقاً، وكنتُ أعرفهُ منذُ وقتٍ طويل، وفي بغداد التي عُدتُ إليها من المنفى بعد نحو 30 عاماً -كمعارضٍ- التقيتُ السيّدَ عزة الدوري (عزة إبراهيم نائبُ الرئيسِ صدّام حسين). وسالتُه خلالَ لقاءٍ استمرَّ لساعاتٍ، (ما أرويه –هنا- هو تاريخٌ، وللجميعِ الحقّ في اتّخاذِ أيّ موقف، لكن يجبُ احترامُ الواقعةِ التي أرويها لأنّني أكتبُ بموضوعيّةٍ وللتاريخ). مالذي يريدهُ الأمريكيّونَ منكم، أعني ما الذي طلبوهُ منكم بالضبط؟ لماذا هذا الإلحاحُ على إسقاطِ النظامِ في بغدادَ، رجاء قلْ لي ماذا طلبَ الأمريكيّونَ منكم؟ فقالَ لي حرفيّاً ما يأتي (وباللّهجةِ العراقية):
– يا رفيق.. طلبوا منّا شيئاً قُلنا لهم لا نقدر عليه. خذوهُ بالقوّة.
فقلتُ لهُ على الفور:
– شكراً لكَ.. فَهِمت ما طلبوهُ منكم، لقد طلبوا منكم ما طلبوهُ من بلغراد.
في الواقعِ طلبَ الأمريكيّونَ من صدّام حسين عام 1990 ما طلبوهُ من سلوبودان ميلوسوفيتش عام 1987 (ثلاث سنوات فقط) : تفكيك يوغسلافيا/ تفكيك العراق. بعدَ عشرِ سنواتٍ من العِنادِ والحصارِ الرهيبِ جاءَ الأمريكيّونَ بأنفسِهم لتفيككِ العراق.
ما دامَ سلوبودان ميلوسوفيتش لم يُفككّ يوغسلافيا بهدوء، فقدَ جاءَ الأمريكيّونَ بأنفسِهم وقاموا بتفكيكِها، تماماً كما حذّرَ غورباغتشوف، وحين امتنعَ صدّام حسين عن تنفيذِ ما طلبهُ الأمريكيّونَ جاؤوا بأنفسِهم، وكانت هناك (خرائط العالم) الجديدةِ التي تنبّأ بها آلفين توفلر. الأمريكيّونَ كانوا يعرفونَ أنّهم سوفَ يتفكّكونَ كبلدٍ عملاق، بعدَ عقودٍ ثلاثةٍ أو أكثرَ
هذا الرجل أعدت إرسال مداخلته الخطيرة جدا وهو مؤسس اوً مخترع الايميل ، يمكن ان يصنفه البعض على انه ايضا مخترع نظرية المؤامرة ان الفيروس اختراع الدولة العميقة في امريكا وهم الذين مالت موازين القوة لصالحهم جماعة التقنية الرقمية من مخترع الفيسبوك الى ميكروسوفت  بيل غيتس الى غيرهم في المجمع السياسي الامريكي الذي توطنوا ايضا في صناعة الدواء ، وهم الذين يخترعون وباء كاذب لينتجوا دواء له لكن في النهاية سيحكمون عقل رمال كل  البشرية، ويراقبونها ، وقد جهزوا كل البنية التحتية لالغاء العملة الورقية وهم الذين اسسوا اليوم العملة الرقمية ، وسيتمكنوا من جعل كل دخول الى مطعم او مطار او محل للعب او الجيم او المدن التجارية مرهون بانك أخذت إبرة حقنة مضادة لفيروس كورونا .
الرجل الان اصبح اهم ظاهرة في السوشيال ميديا العالمية والأعلى تداولا ، فهو يكشف ايضا عن اختراع العديد من الأمراض بما فيها الأيدز
الرقابة على البشرية كلها والتحكم بها كيف تصرف وتنتخب وما هي أمراضها ونواياها وهواياتها وكيف تفكر ؛ عولمة من نوع اخر ، ناعمة وغير مرئية
هذا ما بعد بعد التيوليبرالية ، والحق يا صيني اذا قدرت تلحق ،
شيبا يقول ان امريكا هي مخترعة الوباء وليس الصين
لست من مدرسة المؤامرة لكن في كلام الهندي شيبا مخترع الايميل ما هو منطقي ، هو يقول ان النصابان العالميان زوكنبرغ وبيل غيتس هما عدة النصب الكونية الجديدة بعد ان كان كارتل النفط والسلاح هو السلطة المهيمنة على نخبة السياسة والدفاع في امريكا بما في ذلك مستشاري البيت الابيض باتت اليوم عند او بيد  ممثل وتاجر ومن هم على شاكلتهم ، غيتس وزوكنبرغ برايه  لم يكونا يوما من اصحاب الاختراعات واذا لاحظنا  في الشريط فهو يعير غيتس بانه لم يكتب سطرا او كودا واحدا وانما اخرين وهي لغة للبرمجة . وذات الامر مع فيسبوك , هو يقول ان الجسم فيه ملاييين البكتيريا التي تقوي مناعة جسم الانسان وان اختراع الفيروسات كان بهدف ضرب المناعة الطبيعية التي يوفرها الجسم طبيعيا وكذلك البيئة والشمس والاكل الصحي ، وبالتالي البشرية ستضطر لانتاج لقاع مضاد يصبح وسيلة لقسم الناس وتمييزهم هلى اساس من اخذ اللقاح ومن هو موبوء وهذا سيكون في سجلك الرقمي اما في الهاتف او في سوار للمعصم ، عدا عن عشرات الاختراعات التي ستمكنهم ممن التحكم في البشرية وليس دول فقط  . وهنا اتساءل ، الم تضع امريكا بروتوكولا اصبح للعالم كله وهو المختصر SAD ، اي المواصفات والمقايييس الامريكية للغذاء ، والتي عممت على البشرية عادات جديدة باتت من اهم مدخولات الولايات المتحدة واكثر من السلاح ، كيف اصبح السكر والقمح للخبز وكل منتجات الالبات من الزبدة الى الحليب واللحوم الحمراء اساسية للعالم باكمله ، مع ان البشرية كان لديها بدائل محلية لكل ذلك من البيئة في كل بلد ، حتى وصلنا الى تصنيع اللحوم ( ماكدونالد مثال ، بهذا المعني يا صديقي مساهمتي هي فقط من اجل فتح افاق اعمق للنقاش ، لان حجة ان الوباء وصل امريكا لدحض افكار شيبا ، فيها خطل ، لان المقصود هو كل البشرية دون استثناء ، لاننا برايهم نستعد لدخول العصر القادم بهذ الثقافة وهذه المقاييس والمواصفات لنوعية البشر الذي سيتمنون من البقاء داخل السيستيم ، اقول قولي هذا واستغفر الله.
* كاتب ومؤرخ عراقي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى