د. عبير عبد الرحمن ثابت تكتب – جماهير غزة تحفظ العهد لفتح
د. عبير عبد الرحمن ثابت
مشهد مهيب رسمته شوارع غزة بالأمس؛ مئات آلاف من المواطنين شيبا وشبابا نساء وأطفال تدفقوا في شوارع غزة احتفالا بانطلاقة حركة التحرير الوطنى الفلسطيني فتح؛ سائرين على أقدامهم يتوشحون كوفية الياسر ويرفعون الرايات الصفراء ويهتفون عاشت فتح. ويتسائل الكثيرين ما سر هذا الانتماء الذى يتجدد كل عام منذ 55 عام؛ ورغم كل التضيق والاعتقالات لأبناء الحركة إلا أنهم ما زالوا متمسكين بانتمائهم وملتزمين بنهجها؛ والسر هنا أن حركة فتح ليس تنظيما عابرا أو أيدلوجي بقدر ما تمثله حركة فتح من فكرة وطنية شاملة في محتواها التنظيمى لتشكل اسمى معانى الوطنية الفلسطينية؛ ففي فتح لا يجب أن تكون عضوا مؤطر أو كادر في الحركة لتكون فتحاوى بل يكفى أن تكون مؤمن بالوطنية الفلسطينية؛ وقد أثبتت التجربة أن فتح باقية وبازدياد وليس هناك تنظيم فلسطيني قادر على أن يحل محلها أو يكون مثلها مهما فعل .
ولم تكن حركة فتح صاحبة الرصاصة الأولى فقط فبعدها وقبلها انطلقت العديد من التنظيمات الفلسطينية وعملت جنبا إلى جنب مع حركة فتح بالعمل العسكرى وقدمت أبنائها شهداء وأسرى وجرحى فداء للوطن؛ ولكن فتح كانت وما زالت أم الجماهير حركة تضم في ثناياها كافة الشرائح المجتمعية المثقفين والمستضعفين والفقراء والأغنياء والعمال والشيب والشباب؛ فهى حركة شمولية تعبر عن مظهر الوطنية الفلسطينية والتي هي جزء من قومية عربية أكبر دخل من بوابتها كل من آمن بالوطنية الفلسطينية الحرة ذات القرار المستقل.
وتثبت حركة فتح في كافة مراحلها أنها نواة الدولة الفلسطينية لأنها نواة الوطنية الفلسطينية وكل التنظيمات ذات الفكر الأيدلوجى تنكمش في نظر المواطن مقابل الوطنية؛ لذلك وعلى امتداد خمس وخمسون عام ورغم كل ما تعرضت إليه فتح من محاولات محلية وإقليمية ودولية لإنهاءها استطاعت فتح أن تحافظ على بقائها واستمراريتها وما زالت تمثل عرين المشروع الوطنى الفلسطيني الذى يتوافق عليه كل فلسطيني وطني حر .
أستاذ علوم سياسية