أقلام وأراء

د. عبد المنعم سعيد: زهران ممداني

د. عبد المنعم سعيد 17-11-2025: زهران ممداني

«أجندة» الرئيس الأميركي دونالد ترامب ممتلئة؛ وليس صحيحا أن الشرق الأوسط يشغل الجانب الأكبر منها، وإنما الخريطة ممتدة إلى أميركا الجنوبية، حيث الحرب على المخدرات على السواحل الفنزويلية والقابلة للتصعيد حتى درجة الغزو والإطاحة برئيس الدولة. لم تصل الأمور إلى هذه الدرجة بعد، وبات الرئيس منشغلا بتهديد نيجيريا بعقوبات صارمة وتدخل عسكري نتيجة قيام تنظيم «بوكو حرام» الإرهابي بجرائم كبيرة شملت ضحايا من المسيحيين إلى جانب المسلمين؛ وعندما وصلت القصة إلى الرئيس فإنها اختصرت الأمر لكي يخص الأولين.

وحدث ذلك بينما الرئيس لا يزال مهتما بالحرب الروسية الأوكرانية، وفي سبيلها وحتى ترتدع موسكو فإنه أعلن عن استئناف التجارب الخاصة بالأسلحة النووية التي ظلت حاكمة لسباق التسلح بين واشنطن وموسكو حتى نهاية الحرب الباردة.

قائمة الأحداث الأميركية ليست مقتصرة على الخارج وإنما في داخلها جرى زلزال «زهران ممداني» الذى فاز بمنصب عمدة نيويورك، ورغم المعارضة الكبيرة من جانب الجمهوريين والرئيس ترامب شخصيا. الرجل الشاب ولديه 34 عاما يعيد مرة أخرى قصة الرئيس أوباما وأصوله الإفريقية في دخوله إلى البيت الأبيض.

هذه المرة فإن الممداني أصوله هندية إسلامية، وزوجته أصولها سورية؛ وهي خلطة من الصعب تكوينها فى أى مدينة أميركية أخرى ما عدا «نيويورك» التي يوجد بها أكبر تجمع يهودي في العالم ما عدا إسرائيل! قصة الرجل مثيرة وذائعة الآن، وكما كل القصص المهمة فإنها تمر على مصر، وهكذا فإن زهران ووالده محمود مرَّا على مصر قبل الوصول إلى نيويورك، وقبل 6 سنوات كتبت له الهجرة وبات مواطنا دخل الانتخابات ملقيا شعلة إضافية للانقسام الأميركي الجاري.

الرجل بعد أن وصل بات لديه حزمة كبيرة من السياسات «الاشتراكية» المغرية تقوم على قيام الدولة بدعم أصحاب الحاجة في المواصلات والغذاء وتربية الأطفال. تمويل ذلك يقوم على ضرائب الأغنياء القابعين في بورصة «وول ستريت».

الفكرة ومصيرها ليست جديدة ولكن وجودها في الولايات المتحدة هو الجديد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى