أقلام وأراء

د. عبد المنعم سعيد: الكمون والفتح الاستراتيجى!

د. عبد المنعم سعيد 12-9-2025: الكمون والفتح الاستراتيجى!

الفارق بين الولايات المتحدة والصين يتجسد فى توجهاتهما الخارجية.

الأولى استراتيجيتها منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية هى «الفتح» الاستراتيجى على العالم كله حربا وسلاما وتجارة ومعونات وعقوبات وعملتها ولغتها هى وسائل التواصل العالمية. هى الدولة القائدة فى بناء حاملات الطائرات وعددها 19 تجوب بحار العالم ومحيطاته. تحركات أساطيلها السبعة‬ تجرى فى العالم، وهى التى تأمر أعضاء حلف الأطلنطى برفع نسبة الإنفاق على الدفاع وتتوقع منها أن تلبي.

التكنولوجيات الأميركية تحكم «خوادم Servers» تستقبل تريليونات الرسائل من أركان العالم الأربعة وترسلها. هى التى تتدخل فى كل نزاعات العالم بالقوة العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية وتتوقع دائما أن تكون الاستجابة إيجابية. الآن فإن الفتح الاستراتيجى الأميركى يمتد حتى كوكب المريخ!

على الجانب الآخر فإن «الكمون الاستراتيجي» هو استراتيجية الصين. وحرص الزعماء فى الدولة الصينية على مقاومة أمرين بشدة: أولهما أن الصين دولة متقدمة، فهى دولة من دول العالم الثالث الفقيرة التى ينبغى معاملتها فى المحافل الاقتصادية الدولية على هذا الأساس؛ وثانيهما أن الصين لا تسعى إلى أن تكون قوة عظمي؛ ورغم مشاكلها الإقليمية الكثيرة فإنها تسعي، وبكرم، لحلها بالطرق السلمية كما فعلت مع قضايا هونغ كونغ وماكاو وتايوان ومشكلات الحدود والنزاعات على الجزر.

وحتى وقت قريب كان من النادر فى الصين الحديث لا عن الدور الإقليمى للصين، ولا عن الدور العالمي؛ ولا تستخدم الصين حق «الفيتو» وإنما تمتنع عن التصويت فى مجلس الأمن إلا فى القضايا التى تهم الصين مباشرة.

والملاحظ أن موقف الصين من الوجود الأميركى المباشر فى أفغانستان المجاورة للحدود الصينية كان مرحبا به لأنه لمواجهة جماعات إرهابية. كانت الولايات المتحدة فى الحقيقة تحارب، فيما بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر 2001، بالوكالة عن الصين! وأكثر من ذلك كانت الصين تحصل، فى المتوسط، على قرابة 40% من رءوس الأموال الغربية المستثمرة فى العالم الثالث كله. طموحات الصين فى الفضاء هى القمر!

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى