أقلام وأراء

د.طارق فهمي يكتب الانتخابات المباشرة .. حل حاسم في إسرائيل؟

د.طارق فهمي 1/5/2021

يتجه المشهد السياسي في إسرائيل لمزيد من التعقيد بعد أن طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية إجراء انتخابات مباشرة لاختيار رئيس الوزراء بدلاً من الاستمرار في إدارة المشهد التفاوضي وفقاً للآليات المتبعة للنظام الانتخابي الراهن، والذي جرى تطبيقه في مراحل الانتخابات البرلمانية الأربع السابقة. ومن الواضح أن هذا الحل خيار أخير لرئيس الوزراء نتنياهو لضمان البقاء في رئاسة الحكومة المقبلة.

إن استطلاعات الرأي المستجدة تشير إلى أن غالبية قطاعات الرأي العام ما تزال ترى في شخص نتنياهو المرشح الأكثر مناسبة لرئاسة الحكومة المقبلة، وقد اعترضت أغلب القوى السياسية على مقترح نتنياهو، حيث تحفظت رئيسة حزب «العمل»، ميراف ميخائيلي، علي المقترح، وطالبت نتنياهو بالذهاب إلى البيت وترك غيره يحاول تشكيل حكومة. واعتبر جدعون ساعر، رئيس حزب «أمل جديد» أن من يريد تشكيل حكومة يمينية عليه أن يفتش عن مرشح آخر غير نتنياهو، كما اعترض على هذا الاقتراح رئيس المعسكر المناوئ، «يائير لبيد»، رئيس حرب «يش عتيد»، وكثف اتصالاته لإفشال مقترح نتنياهو الجديد، مع العمل على إقناع رئيس الدولة بسحب التكليف من نتنياهو، ومنحه له، حيث يتحرك «لبيد» في الوقت الراهن على أكثر من مستوي لتشكيل الحكومة الجديدة، حيث يركز «لبيد» علي التنسيق مع «القائمة المشتركة» بهدف إمكانية تشكيل حكومة جديدة تمنع تشكيل حكومة برئاسة نتنياهو، كما وعد «لبيد» بالنظر في قضايا المجتمع العربي، خاصة قضية الجريمة والعنف وإلغاء «قانون كامينتس»، الذي يضيق الخناق على عمليات البناء بالنسبة للفلسطينيين، وذلك مقابل أن تمتنع «القائمة المشتركة» عن التصويت ضد الحكومة الجديدة التي يسعى لتشكيلها، وبالتالي سيظل الهدف المركزي للبيد تشكيل حكومة صهيونية تضم ثلاثة أحزاب من اليمين، وحزبين من الوسط، وحزبين من اليسار الصهيوني، إضافة للقائمة الموحدة للحركة الإسلامية.

وفي المقابل سيظل هناك مساران لتشكيل الحكومة الجديدة، الأول هو تنحي نتنياهو عن رئاسة حزب «الليكود»، وتولي شخصية أخرى تشكيل الحكومة. وفي هذه الحالة بإمكان التحالف تشكيل حكومة يمينية متطرفة، الثاني الذهاب لانتخابات خامسة خاصة مع مضي عدة أيام على تكليف الرئيس الإسرائيلي لرئيس حزب الليكود نتنياهو دون حسم، ما دفع هذا الفشل نتنياهو إلى دعوة جدعون ساعر رئيس حزب «أمل جديد» بالعودة لحزب الليكود مع تقديم مغريات وزارية له، وهذه الدعوة وجهها بعد الوصول إلى طريق مسدود في مفاوضاته مع نفتالي بينت، رئيس حزب «يمينا»، الذي يطالب بـ 5 وزارات على الأقل، كما لا يمكن استبعاد إقدام المستشار القضائي للحكومة، «أبيحاي مندلبليت»، على دراسة إمكانية الإعلان عن تعذر نتنياهو عن القيام بمهامه كرئيس حكومة، مما سيؤدي لتفاقم أزمة نظام الحكم، ويعني إعلان نتنياهو متعذراً عن الحكم، الدخول في معركة قضائية وجماهيرية لإسقاطه.

يبقي التأكيد علي أن كل السيناريوهات الراهنة والمنتظرة تدور في دائرة نتنياهو بالأساس، ولكن ستبقى الكلمة داخل تحالف «ليكود» وأمامه إما الاستمرار مع نتنياهو لنهاية الطريق، سواء نجح في تشكيل الحكومة الجديدة مع القبول بحالة الانقسام الراهنة، أو إعادة ترتيب الحسابات السياسية على أسس جديدة مع الإطاحة بشخص رئيس الوزراء نتنياهو، وتقديم بديل جديد.

* أكاديمي متخصص في الشؤون الاستراتيجية والعلوم السياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى