أقلام وأراء

د.حازم قشوع يكتب -الرئيس الفلسطيني يقدم برنامج عمل

بقلم  د.حازم قشوع *- 27/9/2021

قدم الرئيس الفلسطيني في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة برنامج عمل تناول فيه محددات ومرجعيات ووقتا زمنيا مبينا، حيث بين في كلمته ضرورة الانتقال بالصراع الفلسطيني الاسرائيلي من مكانة ادارة الازمة الى منزلة ايجاد الحلول التي لا بد ان تاتي من واقع تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتنفيذ الاتفاقات البينية التي نصت وجوبا على انهاء الانهاء الاحتلال حسب اتقاقية المبادىء في اوسلو وكما دعا الامين العام انطونيو غوتيرس للعمل على تنفيذها خلال مدة زمنية لا تزيد عن عام.

الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان قد اوضح في كلمتة برنامج العمل القادم الذي بينه في مسارين فاما مفاوضات جادة او ستكون الكلمة للمحكمة الدولية والفصل سيكون للمسار قانوني بدلا عن المسار السياسي وهذا ما يعد تغييرا في مسار المقاومة وقواعد الاشتباك التي تنقلت فيها مظاهر المقاومة من اشتباكات ميدانية الى مسارات اشتباك سياسي ودبلوماسي وشعبي وكسب الراي الدولي واخيرا الى الاشتباك القانوني وهو مسار سيغير من قواعد الاشتباك ويجعله يقوم على الحقوق المشروعة بالقانون والمبينة بالمواثيق وهذا ما يجعل البرنامج الفلسطيني القادم وقواعده تقوم على النصوص القانونية ومرجعيات الاتفاقات البينية وهو ما يعد في التقدير الاستراتيجي مسارا جديدا لكنه بحاجة الى جهوزية ودعائم خبرات عربية ودولية.

ولقد تناول برنامج عمل الرئيس الفلسطيني نقاطا مفصلية وموضوعية تحدث فيها عن حل الدولتين باعتباره الحل الذي يلبي تطلعات العيش المشترك لكنه دعا في ذات السياق الى ضرورة وجود حماية دولية تحفظ للشعب الفلسطيني امنة واستقرارة وحريتة كما تردع المحتل من ممارسة افعالة الاجرامية التي ما زالت تهدم كل بناء تحاول السلطة الفلسطينية انجازه وكل منجز يحاول الشعب الفلسطيني تحقيقه من اجل ايجاد بيئة آمنة ومستقرة يمكن العيش فيها وعبرها بامان وهذا يتم عبر الاعاقات المعيشية اليومية للانسان الفلسطيني وبصور استفزازات متعددة ومتنوعة وهو الذي يشكل بيئة طاردة يجعل من مسارات السلام امر يصعب تحقيقه الا ان الشعب الفلسطيني ما زال متمسكا بخيار السلام ويمتلك خيارات اخرى ليس اقلها من سحب الاعتراف بدولة الاحتلال فلقد كان شرط الاعتراف مشروط بقواعد الاستجابة للمقررات الاممية وهذا ان لم يتحقق خلال عام فان منظمة التحرير الفلسطينية سيكون لديها خيارات اخرى.

كما بين الرئيس الفلسطيني في برنامج عملة واصراره على اجراء الانتخابات اذا ما توفرت ظروف انعقادها التى هى مرتبطة ارتباطا مباشرا بالسماح للاهل القدس بالمشاركة فيها كما كان ذلك من قبل، فان القدس الشرقية لن تكون الا عاصمة للدولة الفلسطينية وهي الجملة السياسية التي تعبر عنها مشاركة اهل بيت المقدس الانتخابية وفي سياق متصل ثمن نضالات الاسرى البطولية ومواقفهم الشجاعة بالذود عن الكرامة الانسانية وفي النضال من اجل الحرية والاستقلال فان مكانة الاسرى عند الشعب الفلسطيني كمكانة القدس المقدسة في العقيدة وهذا ما يجب على الجميع ان يعية ويدركه، فكما كانت فلسطين حاضرة في كلمة الاردن التي القاها جلالة الملك عندما وضع فيها المحددات وبين الضوابط والمرتكزات ها هو الرئيس الفلسطيني يقدم برنامج عمل موضوعي ومتزن ويشاطرة فيه العالم اجمع ويناصره فيه القانون الدولي وصوت العدالة فهل يستجيب المجتمع الدولي لهذا البرنامج الواقعي والشامل بحسن استجابة وعمق تقدير هو سؤال سيبقى برسم اجابة المجتمع الدولي وحكومة نفتالي بينت التي ستكون بعد انقضاء المدة بزعامة لابيد.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى