د. إبراهيم أبراش: هناك أمل، ولكن

د. إبراهيم أبراش 24-9-2025: هناك أمل، ولكن
نعلم أن أية تحركات دبلوماسية حول الاعتراف بدولة فلسطينية لا يمكنها التخفيف من معاناة شعبنا في قطاع غزة أو تشعرهم بالأمل في المستقبل حتى تشعرهم بالفرحة ما دامت حرب الإبادة مستمرة من موت جماعي ودمار وجوع وشبح التهجير يخيم على الرؤوس، والوضع في الضفة لا يقل خطورة.
في هكذا وضع يكون من الصعب مخاطبة أهلنا في القطاع بلغة الأمل بالمستقبل أو تطالبهم بالصبر والصمود، فالواقع الميداني لا يمكن اخفائه أو تجاهله بالحديث عن الأمل بالمستقبل وخصوصاً أن لا ثقة كبيرة في المواقف الأوروبية وقدرتها على الصمود في مواجهة التحالف الأمريكي الإسرائيلي.
ومع ذلك هناك تحولات دولية تعطي أملاً بالمستقبل للشعب الفلسطيني يمكن رصدها من خلال:
1- الحدث التاريخي الأهم وهو اعتراف غالبية دول العالم، حوالي 159، بما فيها دول أوروبية وازنة مثل بريطانيا بحق الشعب الفلسطيني بدولة على أرضه التاريخية فلسطين، وهذه أكبر هزيمة للرواية الصهيونية التي تحدثت بداية عن نفي وجود شعب فلسطيني ثم عن دولة يهودية خالصة ما بين البحر والنهر وأخيرا تصويت الكنيست على رفض قيام دولة فلسطينية، ولكل المشاريع التي تحدثت عن (الوطن البديل) في سيناء أو الأردن.
2- تراجع الرواية الصهيونية في الغرب والعالم وخصوصاً عند الجيل الجديد، حيث فقدت الرواية الصهيونية مصداقيتها حول المظلومية التي لحقت باليهود على يد النازيين وأنها دولة ديمقراطية مسالمة تسعى للسلام فيما العرب يرفضونه الخ.
3- فقدانها الهيمنة على المشهد الإعلامي في الغرب، حيث أصبحت أهم المنصات الإعلامية تنتقد إسرائيل وجرائمها في غزة، حتى تأثيرها وهيمنتها على الأعمال الفنية والسينمائية في هوليود تراجعت، ولم يعد البطل اليهودي نموذجاً للبطولة في الأعمال السينمائية وكثير من نجوم الهوليود راجعوا موقفهم من إسرائيل وانتقدوا ممارساتها ضد الشعب الفلسطيني.
4- أيضاً لم تعد إسرائيل في وضع اقتصادي ومالي كما كانت، وفي حالة مصداقية أوروبا في فرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل تضاف لأزمتها الاقتصادية الداخلية كل ذلك سيؤثر على سياساتها وقد يدفعها للتراجع عن سياستها العدوانية أو التخفيف منها.
ومع ذلك فالكلمة حتى الآن للميدان وهذا يميل لصالح اسرائيل للأسف، وأي إنجازات أو (انتصارات) دبلوماسية لا تؤدي لوقف الحرب حالاً ووقف مخطط التهجير في قطاع غزة والضم في الضفة سيكون تأثيرها محدودا خصوصاً في الحقبة الحالية وللجيل الحالي من الفلسطينيين.