د. أمجد علي الخضر: تعقيبا على مقال الاخ محمد قاروط ابو رحمه، بعنوان الاخ الرئيس واستراتيجية الأقل ندما في اتخاذ القرارات

د. أمجد علي الخضر 6-12-2025: تعقيبا على مقال الاخ محمد قاروط ابو رحمه المنشور على موقعكم بتاريخ 5/12/2025، بعنوان الاخ الرئيس واستراتيجية الأقل ندما في اتخاذ القرارات
تعقيبا على مقال الاخ محمد قاروط ابو رحمه، بعنوان الاخ الرئيس واستراتيجية الأقل ندما في اتخاذ القرارات، بتاريخ 5-12-2025، مقال غني ومتماسك، يطرح إطاراً فكرياً نادراً في التحليل السياسي الفلسطيني:
تحويل قرار القيادة من مجرد موقف سياسي إلى منهج استراتيجي قائم على إدارة الندم المستقبلي، وهو طرح يدل على عمق معرفي وفلسفي واضح.
قراءة المقال تُظهر ثلاث نقاط قوة تستحق الإشادة:
أولاً: إدخال مفهوم “الأقل ندماً” في التحليل الوطني
هذا المفهوم، المأخوذ أساساً من مدارس القرار الحديثة وعلم النفس السلوكي، يصبح أكثر أهمية في ساحة مثل الساحة الفلسطينية، حيث كل قرار تاريخي يشتبك مع مصير شعب بأكمله.
الإشارة إلى الندم كأداة تحليل؛ لا كحالة نفسية؛ تجعل من المقال إضافة نوعية للخطاب السياسي.
ثانياً: الربط بين التجربة السياسية والبعد الإنساني للقرار
الإضاءة على الندم بنوعيه:
ندم الفعل
ندم عدم الفعل
تضع القارئ أمام حقيقة غالباً ما تُغفل:
أن أخطر القرارات ليست تلك التي تُتخذ، بل تلك التي يتم تأجيلها أو تجاهلها حتى تضيع اللحظة التاريخية.
ثالثاً: قراءة أوسلو عبر عدسة “القرار الأقل ندماً”
بعيداً عن الخطابات الصاخبة، يقدّم المقال تفسيراً عقلانياً لتلك المرحلة، ينسجم مع بيئة دولية كانت تتغير بسرعة وضمن سياق فلسطيني هش، ما يجعل تقييم الخيارات وفق معيار “الأقل ندماً” مقاربة فكرية تستحق الوقوف عندها.
في المحصلة، المقال يضيف إلى الفكر السياسي الفلسطيني منهجاً تحليلياً وليس مجرد سرد، ويعيد الاعتبار لثقافة القرار المسؤول القائم على تقدير المستقبل، لا على ردّات الفعل أو العاطفة اللحظية.
مقال يستحق القراءة والنقاش، لأنه يحوّل التجربة الوطنية من خطاب شعارات إلى علم لاتخاذ القرار، ومن فوضى المواقف إلى منهج عقلاني يضع الإنسان والذاكرة المستقبلية في قلب المعادلة.
*مركز المستشار للرصد والتحليل



