ترجمات أجنبية

دعم إسرائيل لأنظمة الإبادة الجماعية يكلفها ثمنا باهظا ..!!

ناشونال إنترست – بقلم مايكل رابين – 16/9/2021

أن مساندة القادة السياسيين والدبلوماسيين ورجال الأعمال الإسرائيليين لأنظمة منخرطة في جرائم إبادة جماعية أمر مثير للاشمئزاز، ويشي بقصر نظر سياسي ستدفع إسرائيل ثمنه باهظا على المدى البعيد.

إن المسؤولين الأجانب الذين يزورون إسرائيل غالبا ما يزورون النصب التذكاري والمتحف الإسرائيلي الخاص بالمحرقة (الهولوكوست). ورغم ذلك فإن قادة إسرائيل، مدفوعين بالجشع التجاري وسياسة الأمر الواقع، وضعوا إسرائيل في مواجهة حلفائها الطبيعيين والأخلاقيين، لتكون شريكا لأنظمة تمارس الإبادة الجماعية بدلا من الوقوف مع من يتعرضون للإبادة الجماعية أو الناجين منها أو المعرضين لها.

الشراكة الإسرائيلية مع الصين ، “الشراكة الأكثر إشكالية لإسرائيل”، التبادل التجاري العسكري الإسرائيلي مع الصين ليس سوى غيض من فيض، إذ إن التبادل التجاري الأكثر أهمية هو تعاون قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي مع الصين. الشركات الحكومية الصينية استثمرت بكثافة في الشركات المتخصصة في التقنيات الحساسة بإسرائيل، مدفوعة بمناخ الاستثمار الأسهل والأقل معوقات مما قد تواجهه الصين في الدول الغربية الأخرى، لا سيما فيما يتعلق بالأنشطة الإلكترونية.

إن قادة إسرائيل ربما كان بإمكانهم التظاهر بعدم درايتهم بالإبادة الجماعية التي ترتكبها السلطات الشيوعية الصينية ضد مسلمي الأويغور قبل عقد من الزمن، لكنهم لا يستطيعون ادعاء ذلك الآن حيث أصبحت الإبادة الجماعية ضد الأويغور ترقى إلى حملة تطهير عرقي هي الأكثر تنظيما ومنهجية منذ الهولوكوست نفسها. تعاون إسرائيل مع حكومات أخرى من بينها الحكومة الإثيوبية في حملتها العسكرية ضد إقليم تيغراي، وقال إن إسرائيل زودت الجيش الإثيوبي بطائرات عسكرية مسيرة وآليات عسكرية ثقيلة أخرى.

رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد يشن حملة عسكرية ضد إقليم تيغراي شمالي إثيوبيا منذ أكثر من عام، بالرغم من أنه كان قد وعد بحرب سريعة، وقد نجحت قوات دفاع تيغراي في التصدي لهجوم الجيش الإثيوبي. ولذلك تحولت حرب آبي أحمد على الإقليم إلى حملة إبادة جماعية مصحوبة بعمليات الاعتقال والتجويع الجماعي.

لا يوجد سبب إستراتيجي يدعو إسرائيل للتعاون العسكري مع إثيوبيا، وأن تل أبيب قد أمدت رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بتلك الأسلحة رغم إدراكها أنه سيستخدمها ضد الأقلية في إقليم تيغراي.

إن ما يفعله القادة الإسرائيليون لا يعد من باب سياسة الأمر الواقع الحكيمة، حيث إن آبي أحمد لن يستمر في حكم إثيوبيا إلى الأبد، وستبقى ذكريات ما حدث عالقة في أذهان سكان إقليم تيغراي -وغيرهم من ضحايا رئيس وزراء إثيوبيا- أمدا طويلا.

* مايكل رابين، كبير الباحثين في “معهد المشروع الأميركي لأبحاث السياسة العامة” (American Enterprise Institute for Public Policy Research) 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى