شؤون إسرائيلية

خلدون البرغوثي يكتب – التيار الحريدي يدفع بإسرائيل نحو كارثة صحية – اقتصادية.. ونتنياهو رهينة أصواته!

خلدون البرغوثي – 25/1/2021

تثير العلاقة الخاصة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وحزبي اليهود الحريديم شاس ويهدوت هتوراه، انتقادات لنتنياهو تحديدا، ولكبير حاخامات التيار الحريدي حاييم كَنايفيسكي، في ظل المعطيات الصحية التي تشير إلى أن مراكز تجمع الحريديم (مدنا وبلدات وأحياء ومؤسسات) هي من أبرز بؤر تفشي فيروس كورونا، وربما من أبرز أسباب تأخير خروج إسرائيل من أزمتها الصحية- الاقتصادية الناجمة عن الجائحة، والتي قد تقود إسرائيل إلى كارثة صحية- اقتصادية.

كورونا والحريديم

يسعى نتنياهو حاليا إلى طرح نفسه بأنه الزعيم الذي وضع إسرائيل في الموقع الأول عالميا في نسبة من تلقوا لقاح كورونا من مجموع السكان، فبحسب معطيات وزارة الصحة حتى صباح الجمعة تلقى الجرعة الأولى من لقاح كورونا 2.4 مليون إسرائيلي (27 في المئة من مجموع السكان)، وتلقى الجرعة الثاني 800 ألف (9 في المئة من مجموع السكان).

رغم ذلك سجلت نسبة الإصابات ارتفاعات متتالية، تجاوزت 10 في المئة في الأيام الأخيرة، رغم الإغلاق الثالث الذي تم تمديده حتى نهاية الشهر الجاري.

وتشير معطيات استعرضتها وسائل الإعلام العبرية خلال الأسبوع الماضي، إلى أن نسبة الحريديم المصابين بكورونا تصل إلى 40 في المئة من نسبة المصابين بشكل عام، كما ذكرت وزارة الصحة الإسرائيلية أن التلاميذ الحريديم يشكلون 60 في المئة من نسبة التلاميذ المصابين بكورونا بشكل عام، رغم أن نسبة الحريديم في إسرائيل لا تتجاوز 12 في المئة من مجموع السكان. وظهرت في وسائل الإعلام العبرية مؤخرا عدة مقالات وتقارير تنتقد سلوك الحريديم الذين يرفض الكثيرون منهم الالتزام بقيود كورونا، بل يدخلون في مواجهات عنيفة مع الشرطة الإسرائيلية التي تحاول فرض الإغلاق ومنع التجمعات بموجب إجراءات الإغلاق في إسرائيل، كما حدث مؤخرا.

المخالفات للعرب!

بالمقابل، كشفت قناة “كان 11” العبرية عن تناقض كبير بين الواقع على الأرض وبين سلوك الشرطة الذي يحمل بعدا عنصريا ضد العرب والعلمانيين لصالح الحريديم، في فرض قيود كورونا. إذ بينت معطيات الشرطة الإسرائيلية أنها أصدرت خلال فترة الإغلاق الثالث 26 مخالفة لقيود كورونا لكل 10 آلاف شخص في الوسط الحريدي، و80 مخالفة لكل 10 آلاف شخص من العرب، و58 مخالفة لكل 10 آلاف شخص كمعدل عام.

الشرطة الإسرائيلية ادعت في ردها الأول أن تفسير قناة “كان 11” مضلل للجمهور، لكنها لاحقا أقرت بصحة المعلومات التي نشرتها القناة، الأمر الذي دفع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي أمير أوحانا إلى طلب اجتماع عاجل مع المفوض العام للشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي لبحث إجراءات فرض قيود كورونا خاصة في المناطق الموبوءة.

نتنياهو وكَنايفيسكي- علاقة تبعية

أُعلن مع ذهاب إسرائيل إلى تمديد الإغلاق الثالث، أن نتنياهو أجرى اتصالا مع حفيد كبير حاخامات الحريديم حاييم كَنايفيسكي وطلب منه التزام الحريديم بإغلاق مؤسساتهم.

وذكر الموقع الالكتروني الإخباري الحريدي “لَداعَت” أن نتنياهو اتصل عشية اجتماع الحكومة الأخير (الثلاثاء الماضي) بحفيد كَنايفيسكي وأبلغه أن الحكومة ستمدد الإغلاق عشرة أيام، وطلب منه أن يقوم الحاخام كَنايفيسكي بدعوة الحريديم إلى الالتزام بقيود كورونا في الأيام العشرة الإضافية.

وأضاف الموقع الإخباري الحريدي أن نتنياهو طلب دعم الحاخام كَنايفيسكي لإغلاق المدارس الدينية في فترة الإغلاق الشامل.

هذا الأمر أثار انتقادات شديدة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بسبب تساهله و”أدبه” وحتى “توسله” للتيار الحريدي للالتزام بقيود كورونا.

قال زعيم حزب “يوجد مستقبل” يائير لبيد في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن “4142 إسرائيليا ماتوا بسبب إدارة نتنياهو الفاشلة والجبانة لأزمة كورونا.. لأن نتنياهو يتصل ليلا بحفيد كَنايفيسكي لطلب موافقته على فرض الإغلاق، وبدلا من أن يقوم بذلك بناء على نسبة العدوى ومعطيات الصحة وعلى أساس علمي، فإنه يدير العملية بناء على اعتبارات سياسية وفي ظل ابتزاز سياسي”.

أما زعيم حزب “أمل جديد” جدعون ساعر فقال للقناة 12 العبرية “لو كنت رئيسا للحكومة لفرضت القانون على الجميع، ولما اتصلت بالحاخام كَنايفيسكي.. هناك حكومة وهناك مؤسسات لا تطبق القانون، ويجب فرضه عليهم بغض النظر عن انتمائهم السياسي”. ساعر قال أيضا إنه سيدعو إلى تشكيل لجنة للتحقيق في أداء حكومة نتنياهو لأزمة كورونا. واتهم الحكومة الحالية بأنها فشلت في التعامل مع هذه الأزمة منذ أكثر من عام، ولهذا السبب مات الناس ودمرت أرزاقهم، مشيراً إلى أن هناك تقصيرا كبيرا على مستويات مختلفة منها نظام التعليم والملف الاقتصادي وغيره.

كَنايفيسكي : تفشي كورونا غضب إلهي بسبب إغلاق مدارس التوراة!

هاجم روغيل ألفر في صحيفة “هآرتس” الحريديم أيضا، وقال إنهم يؤمنون بأقوال كَنايفيسكي إن سبب تفشي كورونا هو غضب رباني. وينسب ألفر لكَنايفيسكي قوله للمتسائلين عن أسباب تفشي كورونا إن “وقف التعليم في صفوف التوراة أمر خطير، ولهذا ترتفع نسبة تفشي كورونا، ويصيب المرض حتى من هم ليسوا في دائرة الخطر.. هذه نتيجة مباشرة لإغلاق صفوف تدريس التوراة”. وأضاف ألفر: “نسبة من يؤمنون بصحة الادعاءات هذه مثيرة، فهم يرفضون التفسيرات التي تقول إن سبب تصاعد تفشي كورونا هو الفيروس المتحور بسبب طفرات جينية عشوائية، ويفضلون التفسيرات التي تقول إن القوة الغيبية تعاقب اليهود لأنهم أغلقوا صفوف التوراة”.

ألفر دعا في مقال آخر له في “هآرتس” إلى ضرورة اعتقال كَنايفيسكي وحفيده بتهمة “نشر المرض عمدا أو إراقة الدماء”. وهاجم نتنياهو أيضا وكتب “في إسرائيل الدولة التي تعتبر نفسها غربية، والتي تتصدر دول العالم في نسبة من تلقوا لقاح كورونا، يتصل رئيس الحكومة بحفيد حاخام هناك شكوك حول قدراته العقلية، ليتوسل له كي يصدر تعليمات لأتباعه للالتزام بالقانون، في الولايات المتحدة قمعوا الذين اقتحموا مقر الكونغرس، أما في إسرائيل فما يحدث هو انقلاب هادئ وزاحف وناجح”.

كما تقدم المحامي غاي أوفير بطلب للمستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت لفتح تحقيق ضد الحاخام كَنايفيسكي وحفيده بعد إصدارهما تعليمات بفتح المؤسسات التعليمية رغم الإغلاق. وقال المحامي “إنهما يفعلان ما يحلو لهما، وبهذه الأفعال والإهمال يعرضان للخطر حياة المواطنين الملتزمين بالقانون”.

وهاجم يهودا موشيه زهاف، رئيس منظمة “زاكا” المتخصصة في إخلاء جثث ضحايا الكوارث والحوادث والعمليات، في مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، الحاخامات الحريديم الذين يرفضون الإغلاق.

موشيه زهاف وهو حريدي أيضا، فقد أمه وأباه وشقيقه خلال شهر واحد بسبب كورونا، وبحكم عمله فإنه يزور المستشفيات والمراكز الطبية ويطلع على حقيقة الوضع المأساوي بسبب تفشي كورونا.

ويقول رئيس منظمة “زاكا”: إنهم (حاخامات الحريديم) أسوأ من منكري المحرقة، فمنكرو المحرقة يرفضون التاريخ، أما هنا فإنهم ينكرون الحاضر.. رؤية عائلات المرضى مؤلمة جدا.. وكذلك بكاؤهم ودموعهم”.

وكتب ناتي توكر مقالا في صحيفة “هآرتس” وصف فيه حالة أسرة حريدية بعد وفاة الأم (40 عاما) بكورونا تاركة وراءها زوجا أرمل وخمسة أطفال أيتاما. توكر كتب “لا يمكن إنكار أن هناك انتهاكا واضحا ومنهجيا لتعليمات التباعد الاجتماعي، وأن هناك غطاء لهذا الانتهاك من قبل قطاع كبير من قادة الحريديم، فمؤسساتهم التعليمية مفتوحة، ويقومون بتنظيم حفلات زفاف ضخمة وبشكل علني، وبعض الكنس والمدارس عادت للعمل بشكل عادي”. ويضيف “لا توجد قيادة حريدية، واختفت كذلك القيم الأساسية مع هذه القيادة، وتخيلوا ما كان يمكن أن يحدث لو قاد هؤلاء جماهيرهم في جبهة واحدة تتحلى بالمسؤولية لضبط سلوك أتباعهم، لكن ذلك لم يحدث، الطائفة الحريدية تحصي موتاها، وإسرائيل كلها تغرق في الأزمة الصعبة بسبب سلوك التيار الحريدي، وفي هذه الأيام أنا أشعر بالعار لأني حريدي”.

كَنايفيسكي : من يصوت ليهدوت هتوراه لن يصاب بكورونا!

من أبرز التصريحات المثيرة للحاخام كَنايفيسكي مقطع فيديو نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيه لأحد أتباعه عندما سأله قبيل الانتخابات الأخيرة إن كان التصويت لصالح حزب يهدوت هتواره الحريدي سيحميه من الإصابة بكورونا، فرد كَنايفيسكي بالقول إن هذا صحيح.

كما كتب كَنايفيسكي أدعية قال إنها تمنح الحصانة من كورونا، لكنه في النهاية أصيب هو بالفيروس. مع ذلك فإن مرضه لم يمنعه من الاستمرار في إصدار تعليماته بإبقاء المؤسسات الحريدية مفتوحة، كما أن مرضه لم يغير في وجهة نظر اتباعه من أن لا أحد محصنا من الإصابة بكورونا، واستمروا في سلوكهم الذي يساهم في نشر المرض في إسرائيل كلها، حسبما يقول شاحر إيلان في صحيفة “كالكاليست”.

أسباب التمرد الحريدي

تستعرض دراسة لجامعة تل أبيب أسباب رفض الحريديم الالتزام بقيود كورونا. وأشارت الدراسة التي نشرت صحيفة “معاريف” أبرز نتائجها، إلى ثلاثة عوامل رئيسة تدفع الحريديم إلى التمرد هي: العامل القيَمي- الديني، والعامل الاجتماعي- الأيديولوجي، وأسلوب الحياة.

واستطلعت الدراسة التي أعدتها د. سارة زيلتسبيرغ ود. سيما زيلتسبيرغ بلاك، خلال الإغلاقين الأول والثاني، آراء عينة من الحريديم شملت آباء لما معدله سبعة أطفال من التيارين الليتواني والحسيدي من الذين أصيبوا بكورونا أو كانوا مخالطين لمصابين.

في العامل القيَمي- الديني، تحتل القيم والممارسات الدينية حتى في الجانب الصحي مكانة مهمة لدى الحريديم في إسرائيل. فهم يقدمون آراء حاخاماتهم على تعليمات وزارة الصحة بحكم إيمانهم بأن طاعة الحاخامات فرض ديني، ولأنهم يرون أن التوراة تشكل حصنا لهم من المرض. في هذا السياق قال بعض المستطلعة آراؤهم إنهم رفضوا الإقامة في الفنادق المخصصة للمصابين بكورونا لأنها توفر بيئة علمانية لا تتناسب وحاجاتهم الدينية.

وفيما يخص العامل الاجتماعي- الأيديولوجي يرى بعض الحريديم المستطلعة آراؤهم أن طبيعة القيود المتعلقة بكورونا تضمن جانبا عنصريا يستهدفهم، ففيما يسمح بالتظاهرات، يمنعون هم من الصلاة في الكنس، لذلك قرروا كسر الحظر. فيما قال بعض ذوي الآراء الأكثر تطرفا إن رفضهم الالتزام بقيود كورونا هو تمرد مقصود على سلطة الدولة ومؤسساتها.

وفي العامل المتعلق بأسلوب الحياة فإن الاكتظاظ يجعل تطبيق إجراءات التباعد الاجتماعي والحجر الصحي أمرا صعبا، فيما يمنع أسلوب التعليم المغلق لديهم إمكانية حصولهم على المعلومات من مصادر خارجية خاصة تلك المتعلقة بتطورات تفشي كورونا، بما فيها تعليمات الوقاية وقرارات وزارة الصحة.

نتنياهو رهينة لدى الحريديم

تحكم حاجة نتنياهو إلى أصوات التيار الحريدي التي تصب لصالح حزبي شاس ويهدوت هتوراه الشريكين الدائمين له في معظم الحكومات التي شكلها، طبيعة الخطاب الذي يوجهه نتنياهو لهذا التيار رغم الكارثة الصحية- الاقتصادية التي يقود أنصاره إسرائيل إليها. وحاليا تعتبر كافة استطلاعات الرأي أن كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو تضم فقط حزبه الليكود، وشاس ويهدوت هتوراه، تحت وصف كتلة “مريدي نتنياهو”، فيما تضع هذه الاستطلاعات باقي أحزاب اليسار- وسط، والأحزاب الدينية- القومية مثل “يمينا” و”البيت اليهودي”، وكذلك القائمة المشتركة في كتلة “مناهضي نتنياهو”.

تاريخيا فإن حزبي شاس (حراس التوراة السفارديين) ويهدوت هتوراه (تحالف ديغل هتوراه وأغودات يسرائيل) نادرا ما كانا خارج الائتلافات الحكومية المتتابعة.

شاس كان شريكا في كافة الحكومات منذ تأسيسها العام 1984، باستثناء الحكومة الثالثة والثلاثين (آذار 2013 حتى أيار 2015) لاشتراط زعيم “يوجد مستقبل” يائير لبيد الدخول في الائتلاف الحكومي مع نتنياهو مقابل عدم ضم شاس لهذا الائتلاف.

أما يهدوت هتوراه الذي أسس العام 1992، فلم يشارك في كل من الحكومة الخامسة والعشرين بزعامة إسحاق رابين بين عامي 1992 – 1995، والحكومة الحادية والثلاثين برئاسة ايهود أولمرت التي تولاها خلفا لأريئيل شارون زعيم حزب كديما المنشق عن الليكود.

استطلاعات الرأي تكبل نتنياهو

تشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن حزب الليكود لا يزال يتصدر، بفارق كبير عن باقي منافسيه (29 – 31 مقعدا)، لكن ذلك لا يمنحه الغالبية التي تمكنه من تشكيل ائتلاف حكومي، فتحالف “مريدي نتنياهو” أي الليكود وشاس ويهدوت هتوراه، قد يحصل على 47 مقعدا حسب آخر استطلاع رأي أجرته صحيفة “معاريف” (الجمعة)، فيما قد تحصل الأحزاب المضادة لنتنياهو على نحو 63 مقعدا، حتى لو استبعدت القائمة المشتركة منها. وهذه النتائج قريبة جدا من استطلاع أجرته إذاعة 103fm أيضا. وهذا في حالة انضمام “يمينا” بقيادة نفتالي بينيت لها، حسب الكثير من المؤشرات.

بقاء تحالف نتنياهو مع الأحزاب الحريدية هو خيار استراتيجي له لضمان بقائها ورقة للمساومة مع باقي الأحزاب التي يمكن أن تنضم إليه خاصة اليمينية مثل حزب “يمينا” أو “البيت اليهودي”، لكن نتنياهو حتى بانضمام “يمينا” لكتلته لن يكون قادرا على الحصول على الغالبية المطلوبة، وهي 61 مقعدا، لكنه قد يعيق تشكيل مناهضيه ائتلافا حكوميا.

غير أنه في ظل المعطيات هذه، يبدو أن إمكانية تخلي أحد الحزبين الحريديين عن نتنياهو باتت أكثر واقعية من إمكانية انضمام نفتالي بينيت لكتلة “مريدي نتنياهو”.

فرئيس كتلة حزب يهدوت هتوراه في الكنيست إسحق بيندروس قال في تصريحات صحافية لمجلة “بكهيلا” الحريدية، مؤخرا، إن يهدوت هتوراه ليس ملزما بالبقاء مع نتنياهو، فولاؤهم هو لكتلة اليمين ككل. لكن بيندروس أضاف أنه لا يستبعد إمكانية دعم يهدوت هتوراه لجدعون ساعر في حالة تمكنه من تولي رئاسة الحكومة. ورغم أن مكتب بيندروس نشر لاحقا تنويها قال فيه إن أقواله “أخرجت من سياقها” وأنه قال إنه قد يدعم ساعر إذا أقام ائتلافا حكوميا يمينيا، إلا أن تصريحاته تبقى مؤشرا إلى أن الأحزاب الحريدية قد تتخلى عن نتنياهو، إذا ما حصلت على صفقة مرضية من منافسيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى