أقلام وأراء

خالد الحروب: داني دانون صاحب “خطاب التوراة”: هكذا تفكر إسرائيل اليوم

خالد الحروب ٢١-٧-٢٠٢٢م 

“في عرين الأسد: إسرائيل والعالم” هو عنوان كتاب دان دانون، ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة بين سنوات ٢٠١٥ و٢٠٢٠، الصادر هذا العام وفيه سرد مُتبجح حول إنجازات ومعارك المذكور في الأمم المتحدة التي يصفها بأنها وكر معاد لإسرائيل. نيكي هيلي، الصهيونية سيئة الذكر وممثلة أمريكا (واسرائيل ايضا) في الأمم المتحدة كتبت مقدمة الكتاب، معجبة به وبكاتبه صديق العائلة. هيلي هي الأخرى تحتقر الأمم المتحدة ودولها وتعتبرها تجمعا للمجرمين والقتلة والمستبدين، وان عشرة في المائة فقط من المندوبين فيها يقفون الى جانب الحق والحقيقة، وهي إسرائيل.

لم انهي الكتاب بعد لكن قراءة صفحات متفرقة تفيدنا بأننا امام كتاب يمثل العقل والسياسة الإسرائيلية الرسمية العنصرية المتعالية ليس فقط على فلسطين والفلسطينيين، بل والعالم اجمع. دانون يتفاخر بأنه صاحب “خطاب التوراة” امام مجلس الامن عندما حمل بيده نسخة منها وصرخ في وجه الجميع إن هذا الكتاب المقدس هو صك ملكية “ارض إسرائيل”، وليس اعتراف احد بما في ذلك الأمم المتحدة بإسرائيل. دانون لا يعترف بأي بروتوكول دبلوماسي، ويتصرف كما يشاء لأن إسرائيل ابنة الرب. لا القانون ولا الأعراف الدولية تقرر مصير إسرائيل. “عندما يتعلق الامر بجروزالم، فإننا لا نتنازل. منذ ثلاثة الاف سنة اعلن الملك ديفيد ان القدس عاصمة الشعب اليهودي … ولن نسمح للآخرين بما فيهم الأمم المتحدة ان تقرر مصيرنا … اليوم نقاتل من اجل جروزالم ولا نتبع أي بروتوكول” (ص ٤١). 

يطلب من الفلسطينيين ان يقروا بالهزيمة وانهم مهزومون وان يتصرفوا على هذا الأساس، وبالتالي ان يقبلوا ما “تمنحهم” إياه ابنة الرب. 

يسرد تفاصيل مُمضة حول حيثيات قرار مجلس الامن الذي ادان الاستيطان الإسرائيلي في اخر أسابيع من عهد أوباما، في ديسمبر ٢٠١٦ الذي يوسعه شتائم. يقول ان رعاة ومقترحي المشروع كانوا مصر ونيوزلاند والسنغال، وان ترامب وادارته التي تم انتخابها ولم تستلم الحكم بعد ضغطت على مصر، فتراجعت عن رعاية المشروع، بينما رفضت السنغال ونيوزلاندا كل الضغط الأمريكي والإسرائيلي برغم تهديد إسرائيل بقطع العلاقات الدبلوماسية مع البلدين. يذكر انه غادر نيويورك مع عائلته لقضاء عطلة عيد الميلاد في ولاية أخرى، وما ان هبطت الطائرة وفتح تلفونه حتى وجد رسالة من صديق مسلم يمثل دولته في الأمم المتحدة يطلب منه ان يتصل معه في اسرع وقت، ولما اتصل بهذا الصديق المسلم اخبره بمشروع القرار! (صفحات ٢٤ و٢٥).

كتاب دانون تشريح تفصيلي لآلية التفكير الإسرائيلي الراهن، التوراتية، التي ترى في إسرائيل كيانا فوق الآخرين، فوق القانون وفوق الكائنات.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى