حمزة خضر: مصر المتحف الهرم الرابع

حمزة خضر 1-11-2025: مصر المتحف الهرم الرابع
و على أرض النيل في حضارة مصر القديمة تدشن مصر في عهدها الجديد الهرم الرابع لها و الذي يجلس متربعا قبالة اخوته الثلاث خوفو و خفرع و منقرع ليكون بذلك الـ” بير أنخ 𓉐𓂋𓅱𓅓𓈖𓏏𓏏 ” او الـ ” بير ديجيت 𓉐𓂋𓅱𓅓𓈖𓏏𓏏 ” باللغة الهيروغليفية لغة المصريين القدماء حيث تعني ” بير أنخ ” بيت الحياة فيما تعني ” بير ديجيت ” بيت المعرفة لكل ما باحت به حضارة النيل من اسرار و رموز و دلالات على ارث حضاري عملاق تزخر به ارض مصر القديمة .
لقد جاء المتحف ليتوج مصر ببنائها لأكبر متحف في العالم و الذي يحمل في شكله و هويته هرما مصريا حضاريا يمزج بين الماضي و الحاضر بهوية عصرية تقدم مزيجا من الانسجام و التسلسل التاريخي و امتداد تاريخيا غير منقطع في سلسلتها البشرية و الحضارية .
حيث تتقن مصر احداث هذه التوأمة المتناغمة ما بين الماضي و الحاضر فهي لا تتخلى عن ماضيها رافضة اياه و لا تصبغ حاضرها به بل تعيد تقديمه و صهره من جديد في قالب حضاري يثير الدهشة و الغرابة فمصر ارض الكنانة العربية لم تسقط هويتها العربية و كذلك لم تنفي تاريخها القديم و هذا ما يدعونا للنظر باعتزاز لما يقدمه في اطار هويتهم الثقافية فلا يتخلى المصري عن أصوله القديمة و لا ينكر عروبته من اجلها بل هو من استطاع تطويع الماضي بثوب الحاضر ليصنع صورة من مزيج مصهور بعبق التاريخ و عرق الحاضر و امال المستقبل .
و في هذا الاطار ما احوج ان نقتدي نحن الفلسطينيون بما يفعله أشقائنا المصريون فنحن الكنعانيون اصحاب الارض الذين نخوض غمار معركتنا القائمة على السردية التاريخية تفتقر السردية الوطنية الى جذورها الكنعانية كما يعرف المصريون عن حضارة أسلافهم القدماء .
و في اطار العلاقة المصرية – الكنعانية تشير دراستنا ” الحركة الوطنية الفلسطينية و الجماعات الاسلامية في فلسطين ” الى العلاقة الاصيله بين ارض كنعان و ارض النيل فمنذ بعثة الاخوة الكنعانيون الاوائل الذين وطأة اقدامهم ارض مصر بحثا عن الخير ” القمح ” مدت مصر يدها لهم بالصاع تلو الصاع تزن لهم من خيرها و منذ ذلك اليوم الى يوما هذا ما زالت يدها تمتد نحونا و لا زال صاعها مليئا لنا بالخير .
مصر … هي خيمتنا السياسية و هي مظلة قضيتنا و هي ملاذنا الاخير … بكل حب من فلسطين الى القاهرة … دامت مصر بكل الخير.



