أقلام وأراء

حمزة خضر: حول تصريحات رايس و المناهج

حمزة خضر 21-10-2025: حول تصريحات رايس و المناهج

ادلت مؤخرا وزيرة الخارجية الامريكية الاسبق كونداليزا رايس بتصريح حول المناهج الفلسطينية حيث تقول : كوندوليزا رايس: على الفلسطينيين أن يغيروا مناهجهم و يتقبلوا “الواقع الجديد”

إن تصريح السيدة رايس ينم عن عدم دراية بالواقع الفلسطيني او عن اي المام بالقضية الفلسطينية، حيث تعتبر ان المنهاج الفلسطيني هو سبب من اسباب كراهية الشعب الفلسطيني لدولة الاحتلال.

سيدة رايس،

اود اطلاعك على بعض الحقائق حول المناهج الفلسطينية و علاقتها بالصراع الفلسطيني – الاسرائيلي.

اولا : لم يدرس الفلسطينيون منهاجا فلسطينيا خط بأيدي فلسطينية الا بعد العام ١٩٩٦ اي بعد تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية حيث طرح المنهاج أول مره العام ١٩٩٩ و تمت استكمال طرحه في العام ٢٠٠٧ اي بعد ١٣ عام من تأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية و قبل ذلك درس الفلسطينيون نماذج عدة من المنهاج الدراسية فقبل النكبة تعلموا منهاج دائرة المعارف التابعة آنذاك لحكومة عموم فلسطين تحت اشراف سلطات الانتداب البريطاني و في ذات الفترة اشعل الفلسطينيون فتيل عدد من الثورات و الهبات الشعبية كان أبرزها الثورة الفلسطينية الكبرى العام ١٩٣٦، فهل كان المنهاج الذي تشرف عليه سلطات الانتداب البريطاني حينها محرضا ضد دولة الاحتلال التي لم تعلن قيامها بعد !!!.

ثانيا : ما بعد النكبة عام ١٩٤٨ و النكسه عام ١٩٦٧ درس الفلسطينيون في الضفة الغربية المنهاج الاردني و في غزة درسوا المنهاج المصري و في دول اللجوء و الشتات درسوا المنهاج التابع لوكالة غوث و تشغيل اللاجئين الفلسطينين ( الاونروا ) و في دول اخرى استضافت الفلسطينيون في كل دول العالم درسوا مناهج تلك الدول، فهل كانت هذه المناهج جميعها محرضة ضد دولة الاحتلال؟ حيث استمر الفلسطينيون على هذا النحو الى ان تم تأسيس اول سلطة حكم ذاتي لهم العام ١٩٩٤ حيث اشعل الفلسطينيون في الفترة السابقة فتيل ثورتهم المعاصرة العام ١٩٦٥ و خاضوا معارك و فجروا انتفاضات عدة

إذا من أين يأتي التحريض ؟ .

الحقيقة يا سيده رايس اننا نحن ” الفلسطينيون ” لسنا بحاجة الى تقديم مادة تحريضية في مناهجنا و لا حتى في خطابنا السياسي او الشعبي لان ممارسات دولة الاحتلال و ما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني كفيلة ببناء جدران من الكراهية بيننا و بينهم و حيث تلك الممارسات التي أعدمت الامل لدى الفلسطينيون بان تصنع منهم أجيالا للثأر و الانتقام و المسؤولية في ذلك تقع على عاتق دولة الاحتلال و ليست على عاتق الفلسطينين .

و يبقى السيف اصدق انباء من الكتب …

لا يمكن بل انه لمن المستحيل الحديث عن المستقبل بوقائع الحاضر لان ذلك يعبر عن حالة من الانفصام بين ما يراد تحقيقه و بين ما هو واقع على الارض .

فكيف يمكن لنا الحديث مع الاجيال بأمل تجاه دولة الاحتلال !! ماذا علينا ان نقول لهم ! ان دولة اسرائيل دولة هي دولة جاره و ربما صديقة ! بينما تقطع هذه الدولة اوصال دولتهم الفلسطينية بأكثر من ١٢٠٠ حاجز و معبر في الضفة الغربية و تمنع التواصل الجغرافي بين القدس و غزة و الضفة و غزة و الضفة و القدس ؟ و بينما تفعل ذلك علينا ان نخبر الاطفال في مدارسهم ان زملائهم في الدراسة لم يقتلوا بنيران الاحتلال بل قتلوا بنيران دولة صديقة !! او ان علينا ان نقول لهم ان هؤلاء المستعمرين ( المستوطنين ) الذين يهاجمون مزارعهم و قراهم و بيوتهم و يستولون على اراضيهم و يحرقون الاطفال الرضع في مهدهم ما هم الا حفنه من البشر بلا وطن و علينا ان نتحمل إجرامهم بحق شعبنا و الكثير الكثير الكثير مما يمكننا ان نتحدث به يتنافى مع واقع شعبنا الفلسطيني … فمن يمكن للاجيال ان تصدقه .. المنهاج ام الجريمة ؟ .

ان مسألة الكراهية و العداء ليست مرتبطة بالمناهج و انما هي مسألة ذات ارتباط كلي بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني و نضاله الدؤوب و المستمر من اجل نيل حريته
و استقلاله الوطني و تجسيد حلمه بالدولة الفلسطينية و هذا ما يعني ارتباطه بالامل الذي تسعى دولة الاحتلال الى قتله في مخيلة الشعب الفلسطيني .

لا يمكن البناء لما بعد المستقبل بوقائع و حقائق اليوم و الامس و طالما ان الامل معدوم لدى شعبنا الفلسطيني بفجر حريته و خلاصة من المحتل و استمراره الاحتلال في جرائمه بحق شعبنا فهذا يعني ان العداء سيظل قائما و ان اسوار الكراهية ستزداد ارتفاعا .

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى