أقلام وأراء

حمزة البشتاوي يكتب – المسافة الصفر والتهدئة

بقلم حمزة البشتاوي – 23/1/2021

في مشهد يعبر عن ثقافة وإرادة وأمل ظهر في شريط مصور سيبقى طويلاً في الذاكرة شاب فلسطيني يطلق النار من فتحة في الجدار الاسمنتي على الرقيب اول في الجيش الاسرائيلي بارئيلي حداريا شموئيلي وهو ينتمي الى قوات النخبة التابعة لما يسمى حرس الحدود في الجيش الإسرائيلي وتربى في وسط عائلة متطرفة من أبرز أعضاءها الحاخام شموئيل شموئيلي رئيس حركة (حماة إسرائيل) الذي يدعو لأن تكون (إسرائيل) ثكنة عسكرية تتحين الفرص للإنقضاض على الدول المحيطة بها ويدعو إلى إحتلال سيناء معتبراً أن الحل الأمثل هو التوسع بالقوة ومساندة الدول المطبعة مع (إسرائيل) ومن عائلته أيضاً دورون شموئيلي عضو في الكنيست السابق عن حزب الليكود وعمل مستشاراً لأرييل شارون وعرف بيمينيته وتطرفه ومن العائلة أيضاً العقيد حاييم شموئيلي وهو قائد لواء في الجيش الإسرائيلي إستغل وباء الكورونا ليمارس حقده على الفلسطينيين في الداخل وكان سابقاً قائداً للشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة بالقدس وأيضاً من العائلة العميد إحتياط رام شموئيلي الذي كان قائداً لقاعدة رامات دافيد الجوية وعمل رئيساً لسرب الإستخبارات في أركان سلاح الجو خلال حرب تموز عام 2006 ومن عائلته أيضاً مدير الأمن في وزارة الداخلية أمنون شموئيلي الذي وضع اللائحة السوداء لأسماء المتضامنين الأجانب مع القضية الفلسطينية والعمل على إلحاق الأذى بهم وهذا الإرتباط العائلي الإيديولوجي والتدريب العسكري النخبوي سقط أمام الإرادة الفلسطينية المقاتلة والتي تظهر الجيش الإسرائيلي الذي يستخدم الدبابات والطائرات هرباً من المسافة صفر التي ينتظره عندها الشباب الفلسطيني دون أن يمنعهم الجدار أو الأسلاك الشائكة من حميمية الإشتباك من المسافة صفر ولم يعد الجندي الإسرائيلي المدجج بالأسلحة والفاشية بعبعاً لا يمكن رده فالشباب الفلسطيني الذي يقدم روحه من أجل أرضه وحياة كريمة ينال فيها حقوقه نراه يتقدم مطلقاً النار من المسافة صفر ناسياً دمه واحتمالية أن يعود ملصقاً على جدران المخيم المحاصر بألم اللجوء والجوع والفقر وإنعدام الكهرباء والبطالة وإبتعاد أنظمة وحكام عن القضية العادلة وعن المسافة صفر. منتقلة من حالة الصمت إلى التآمر ومن هنا تأتي هذه المشهدية الواضحة كطلقات المسدس لتقول بأن الشعب الفلسطيني لا يقبل أي هدنة أو تهدئة مع الإحتلال وسيبقى يقاوم بما أتيح له من وسائل وإمكانيات لنيل الحرية وتحقيق العدالة.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى