أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب نعم الأردن مع فلسطين

حمادة فراعنة –  21/5/2021

الأردن بلا تردد مع فلسطين، وهو مكسب استراتيجي سياسي مادي إضافي لمعسكر المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي. 

قد تكون تعبيرات الأردنيين عفوية، بسيطة، مباشرة، شعبية، من قبل العشائر والعائلات وأبناء الريف والبادية والمحافظات، ولكنها مهمة وضرورية إلى جانب مواقف الأحزاب والنقابات والنواب ومؤسسات الرأي العام.

الأردنيون كانوا مع فلسطين حتى قبل قيام الدولة في عشرينيات القرن الماضي؛ فالشهيد مفلح كايد العبيدات ارتقى قبل ولادة الرسمية الأردنية، وقافلة الشهداء الأردنيين يُزودنا بهم المؤرخ الجاد عمر نزال ويذكرنا بتواريخ تضحياتهم وأسماء عائلاتهم من كافة مناطق المملكة، في المواجهات الكبرى ضد الصهيونية ومخططاتها الاستعمارية في فلسطين.

رفض رأس الدولة الأردنية قرار الرئيس الأميركي المهزوم ترامب الاعتراف بالقدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية يوم 6/12/2017، ورفض خطة ترامب المعلنة في واشنطن يوم 20/1/2020 بحضور الفاسد نتنياهو المعنونة بصفقة القرن، كان شجاعاً وطنياً قومياً منسجماً مع حقائق المصلحة العليا للدولة الأردنية، ولذلك لم يكن مستغرباً من جلالة الملك، أنه شكل رأس حربة سياسية في مواجهة الموقف الأميركي الإسرائيلي، وفي دعم الموقف الفلسطيني الرافض.

الشيخ عبدالكريم سلامة الحويان جمع مساء الأربعاء 19 أيار 2021 حشدا من الشيوخ والذوات المعتبرة، بدعوة تليق بالمناسبة الوطنية «التضامن مع فلسطين ورفضاً للعدو»، والخلاصة السياسية الوطنية والقومية والدينية الأبرز لكلمات المتحدثين أن الأردنيين شركاء مع الأشقاء الفلسطينيين؛ ما دفعني للإجابة عن السؤال: لماذا نحن شركاء مع الفلسطينيين في مواجهة العدو المشترك الوطني والقومي والديني والإنساني.

لقد سبق ونجح العدو وحركته الاستعمارية الصهيونية في رمي القضية الفلسطينية عام 1948 إلى لبنان وسوريا والأردن عبر مخيمات اللاجئين المكثفة، وحوّل عبر السياسات الأميركية وأدواتها الأوروبية قضية فلسطين من قضية سياسية يجب معالجتها عبر قراري التقسيم 181 والعودة للاجئين واستعادة ممتلكاتهم 194، إلى قضية إنسانية تتم معالجتها عبر القرار 302 وتشكيل هيئة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، أي توفير فرص الإغاثة والتعليم والصحة والحياة المعيشية لهم خارج بلدهم.

بعد النهوض الوطني الفلسطيني وقيام منظمة التحرير وولادة الثورة والمقاومة والانتفاضة طوال سنوات طويلة من النضال والتضحيات نجح الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بإعادة العنوان والموضوع والهدف الفلسطيني من المنفى إلى الوطن بفعل نتائج الانتفاضة الأولى 1987، وبات الصراع على أرض فلسطين بين شعبها وعدوهم الذي لا عدو لهم غيره الذي يحتل أرض الفلسطينيين ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم.

الفريق الثلاثي الحاكم لدى المستعمرة: اليمين، واليمين السياسي المتطرف، والأحزاب الدينية اليهودية المتشددة، اعتماداً على أوهامهم أن القدس تم: 1- تحريرها، 2- توحيدها، 3- باتت عاصمة لمستعمرتهم، يعملون على إزالة أي مظهر سيادي فلسطيني عربي إسلامي مسيحي من معالمها ورفض الوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية لأوقافها ومقدساتها، والعمل على أسرلتها وعبرنتها وتهويدها، وأن الضفة الفلسطينية هي أرض يهودا والسامرة، ولذلك يعملون على جعلها طاردة لأهلها ولأصحابها ودفعهم نحو الرحيل الاختياري أو الإجباري خارج فلسطين نحو الأردن.

نعمل كأردنيين لحماية أمن الأردن واستقراره وتعدديته وتقدمه وديمقراطيته، عبر تماسك جبهتنا الوطنية القائمة على المساواة والندية والقانون والكرامة وتوسيع قاعدة الشراكة في مؤسسات صنع القرار.

مثلما نعمل على: 1- دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرض وطنه الذي لا وطن له سواه، ففلسطين هي وطن الفلسطينيين مثلما الأردن وطن الأردنيين وأوروبا للأوروبيين وروسيا لشعبها وأميركا لمواطنيها.

2- دعم نضال الشعب الفلسطيني لاستعادة كامل حقوقه على أرض وطنه، من أجل المساواة في مناطق 48 والاستقلال لمناطق 67 والعودة للاجئين واستعادة ممتلكاتهم في اللد والرملة وحيفا وعكا ويافا وصفد وبيسان وبئر السبع.

التحولات التدريجية الجارية لدى قطاعات واسعة من شعوب العالم هي فاتحة الأمل لإنهاء التسلط والنفوذ والتطبيع للمستعمرة الإسرائيلية واستعادة تدريجية لحرية فلسطين وتحريرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى