أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – مناورات نتنياهو

حمادة فراعنة

بلع غانتس الطُّعم، وفقد أوراقه، ووحدة حزبه الذي انقسم إلى حزبين، وفقد الأغلبية البرلمانية التي أوصت به لتشكيل الحكومة، وفقد رهانه على نتنياهو الذي واصل المراوغة معه حتى انتهت فترة التكليف، ورحّل رئيس المستعمرة ريفلين قرار التكليف إلى الكنيست لمن يتمكن من الحصول على 61 صوتاً ليكون رئيس حكومة المستعمرة المقبل، وإلا سيذهبون إلى الانتخابات الرابعة يوم 4 آب 2020.

نتنياهو يُجيد المناورة ويتحكم بالمشهد السياسي الإسرائيلي، معتمداً على أنه اللاعب الوحيد لدى الليكود، واللاعب الوحيد المعبر عن سياسات اليمين الاستيطاني المتطرف، وسياسات المتدينين المتشددين الحريديم الذين يتمسكون بالضفة الفلسطينية على أنها أرض التوراة نظراً لوجود خمس آثار يهودية على أرضها في الخليل وبيت لحم والقدس ونابلس وسبسطية.

مصلحة نتنياهو تقوم على عاملين هما: أولاً الحصول على غطاء قانوني يحميه من المحاكمة، من خلال إصدار قرار من الكنيست وعدم إصدار فتوى من المحكمة تمنع تكليفه من تشكيل الحكومة ورئاستها، وبالتالي فهو يحتاج لمظلة أمان في أن يحصل على الأغلبية البرلمانية للتكليف، وضمان تشكيل المحكمة من أعضاء لا يصوتوا على فتوى تحرمه من تولي رئاسة الحكومة، طالما أنه متهم بقضايا الفساد ولم يبرأ منها، وثانياً أن يكون رئيس الحكومة المقبل.

جوهر سياسة نتنياهو خلال الدورة المقبلة تسير باتجاهين :الأول ضم المستوطنات والغور لخارطة المستعمرة، ومنع إقامة دولة فلسطينية.

والثاني منع إصدار أي قانون يتعارض مع قانون يهودية الدولة الذي أصدره يوم 17/9/2017، وبالتالي فهو يرفض مبدأ «دولة لكل مواطنيها» الذي تطالب به القائمة البرلمانية العربية العبرية المشتركة.

تحالف نتنياهو المتماسك لديه 58 مقعداً في البرلمان وإذا كسب الأعضاء الثلاثة الذين انشقوا عن كتلة حزب أبيض أزرق، يكون قد ضمن لنفسه الأغلبية البرلمانية التي توفر له فرصة إعادة تشكيل الحكومة بدون الاعتماد على التحالف مع بيني غانتس الذي سيعود خائباً بعد أن فقد أوراقه القوية وخان ناخبيه وخان الذين أوصوا له بالتكليف لتشكيل الحكومة.

لقد تمكن نتنياهو من توظيف مداهمة الكورونا لصالحه بالدعوة لقيام حكومة طوارئ تعتمد على وحدة المجتمع العبري الإسرائيلي، وتحالف القوى السياسية لمواجهة الوباء الفتاك، ولكنه لم يكن صادقاً ولم يكن بريئاً حينما أوقع غباء وسطحية بيني غانتس وغابي اشكنازي وعمير بيرتس في مناوراته، وبعد أن ضمن شق حزبي أبيض أزرق والعمل لم يتجاوب معهما وخطف منهما الأغلبية المتوقع أن يحصل عليها بعد أن كسب ثلاثة نواب من صفوفهم، وهكذا يتصرف بلا أية معايير، المهم أن يبقى رئيساً للحكومة بأي ثمن.

أعان الله شعبنا الفلسطيني في منطقتي الاحتلال الأولى عام 1948، أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة الذين أجادوا تماسكهم ووحدتهم وحققوا حضوراً وإنجازاً على طريق انتزاع حقهم في المساواة على أرض وطنهم، والثانية عام 1967 أبناء الضفة والقدس، الذين يواجهون الاحتلال والبطش والقتل، وحرمان حق الحرية والاستقلال، وأبناء قطاع غزة الذين يواجهون الحصار والجوع والعزلة، وتمكنوا من طرد الاحتلال ليواجهوا المعاناة والتفرد والأحادية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى