أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب –  تحركات نقابية أوسع من نقاباتها

حمادة فراعنة – 14/7/2021

استضاف يوم الأحد 11 تموز 2021 ديوان عمدة الزرقاء، رئيس بلديتها السابق المهندس عماد المومني، لقاء نوعياً ذا مضمون سياسي وطابع نقابي، شمل قادة تيار زرقاء نظيفة، مع قادة كتلة القائمة الخضراء النقابية في نقابة المهندسين، واتسع الحوار وتناول حيثيات المشهد السياسي، والنتائج المتوقعة للجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية، وانتخابات النقابات المهنية، وانتخابات البلديات، وغيرها من قضايا الاهتمام الوطني والنقابي للحضور.

الأسئلة المشروعة التي طرحها المهندسون الزرقاويون المشاركون في اللقاء حول دوافع وأسباب التوصل إلى تفاهمات الحوار الهندسي بين الخضراء والبيضاء قبل اجتماع 3 تموز وبعده، فكان الرد الجوهري الواضح في قراءاتهم لموقف البيضاء، يعود إلى أن قادة البيضاء لم يتغيروا، مثلما أن قادة الخضراء لم يتغيروا، لا في المضمون، ولا في المرجعية، ولا في الخيار السياسي الحزبي، فالذي تغير هو المعطيات السياسية التي فرضت نفسها على أدوات الاتصال وطاولة الحوار، خاصة أن البيضاء هي التي بادرت في الاتصال مع أطراف الخضراء، ولكن هذه الأطراف الحزبية النقابية أصرت أن اللقاء يجب أن لا يكون مع طرف دون آخر، بل يجب أن يكون بين الكتلتين والقائمتين وهذا ما تم.

أما دوافع البيضاء للحوار والتفاهم فيعود إلى عدة أسباب :

أولاً: اخفاق البيضاء في إدارتها المنفردة لنقابة المهندسين منذ ثلاثين عاماً منذ عام 1992، والتي أدت إلى ما أدت إليه من تراجع النقابة ودورها وضمور صناديقها وتجفيف مواردها، وقد اقرت قيادة البيضاء بشجاعة مسؤولية هذا الاخفاق.

ثانياً : إدراك البيضاء أن حل مشاكل النقابة واخراجها من مأزقها يتطلب تعاون الجميع ولا تستطيع قائمة واحدة معالجة مشاكل النقابة وتحدياتها الصعبة.

ثالثاً : حالة التحدي التي تواجه الحركة الإسلامية بشكل عام في العديد من الاقطار العربية، والانقسامات التي عصفت بوحدتها، مما أدى إلى تراجع مكانة حزب جبهة العمل الإسلامي اردنياً، وحاجتها للقاء والتعاون مع أحزاب المعارضة الوطنية والقومية والإسلامية.

أما بشأن استجابة الخضراء للقاء البيضاء فيعود :

أولاً: لفشل تجربة «نمو» النقابية في إدارة النقابة وفردية من يقودها، وما سببه ذلك من انقسام بين قيادة الخضراء وقواعدها، فجاء اللقاء بعد بيان المكتب التنفيذي للخضراء الذي دعا إلى استعادة الخضراء ووحدتها، والاستعداد للحوار مع كافة الكتل والتيارات والقوائم الأخرى.

ثانياً: جاءت المبادرة في الاتصال من قبل البيضاء واستجابت لها الخضراء، والذي ما زال قائماً ومستمراً ويتطور بدون التوصل بعد إلى صيغة تحالفية محددة، تنقذ النقابة مما وقعت فيه وما علق بها.

ثالثاً: ضرورة تعاون الجميع، بلا استثناء في محاولة جادة جماعية لإخراج النقابة من مأزقها وأزمتها.

رابعاً: الحصار السياسي والاقتصادي الذي يواجه الأردن مما يستدعي يقظة أطراف الجبهة الداخلية، وتشكيل اللجنة الملكية لتطوير المنظومة السياسية بمشاركة القوى اليسارية والقومية والوطنية وقادة الإخوان المسلمين، تعبير عن هذا الحس بالمسؤولية، وضرورة الوحدة للخروج بالتوصيات الملائمة لوحدة المجتمع الأردني.

خامساً: يرى قادة الخضراء ضرورة الانفتاح على قطاع المستقلين باعتبارهم الحاضنة للفعاليات السياسية والنقابية، مع الأخذ بعين الاعتبار مشاركة شريحة المتقاعدين العسكريين النشيطة والصاعدة، وكذلك قطاع الشباب والاهتمام بهم.

لقاء مهم، وتحرك منهجي منظم تقوده قائمة الخضراء في نقابة المهندسين، ومرجعيتها السياسية، ومن يقف معها، لكسر القطيعة والتباين بين مكونات المجتمع الأردني وفي قطاعاته المهنية بشكل خاص.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى