أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب برضه غزة أولاً

حمادة فراعنة ١-٦-٢٠٢١م

ليس اقتراح إجراء الانتخابات البلدية والنقابية ومجالس طلبة الجامعات في غزة، يستهدف تقويض سلطة حماس، وليس هدفاً لفصل قطاع غزة عن باقي وطنها الفلسطيني، بل هو اقتراح وتفكير خارج الصندوق لأكثر من سبب :

أولاً : لأن يتم ترسيخ غزة باعتبارها نموذجاً متقدماً للوطن الذي انحسر عنه الاحتلال، ليكون القرار فيه بيد اهله وشعبه الذين ناضلوا واستحقوا الأفضل، والأفضل ان يكونوا شركاء في إدارة مؤسساتهم عبر صناديق الاقتراع.

ثانياً : إنه تقوية لحركة حماس المستهدفة، فالاوضاع الإقليمية والدولية لا تسمح لها، ولن تسمح لها بجني ثمار مشاركتها الفاعلة في توجيه لطمة سياسية مثلثة للمستعمرة من خلال الصواريخ إلى جانب :

1- بسالة أهل القدس الذين أحبطوا مشروع المستعمرة للاحتفال بيوم « تحرير القدس» و « توحيدها» لتكون «عاصمة موحدة للمستعمرة» وأثبت أهل القدس ان مدينتهم جزء من خارطة فلسطين، وأنهم جزء من شعبهم الفلسطيني.

2- انتفاضة أهل الداخل أبناء الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة وخاصة لدى المدن الخمسة : حيفا وعكا ويافا واللد والرملة، وأنهم مع شعبهم الفلسطيني، ضد الأسرلة والصهينة والتغريب.

ثالثاً: إجراء الانتخابات البلدية والنقابية والطلابية، تشكل حوافز لمواصلة المطالبة الفلسطينية بضرورة إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية لتشكل أداة ضاغطة على رام الله التي عطلت حقاً دستورياً لتجديد الشرعية لمؤسستي الرئاسة والمجلس التشريعي.

رابعاً : هي محاولة وإجراء لإنهاء حالة الاستفراد التي تقودها فتح في رام الله، وتقودها حماس في غزة، وخلق حالة من الشراكة الواقعية العملية لوحدة الوطن الفلسطيني، بدلاً من الانقسام السائد، فإذا كان المشهد الفلسطيني لدى الضفة الفلسطينية معطلاً بسبب عاملي الاحتلال أولاً وعدم الرغبة لدى سلطة رام الله في إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية ثانياً ، لتبدأ حملة الوحدة لإنهاء الانقسام في قطاع غزة عبر إجراء الانتخابات المحلية التي ستفرض الشراكة للقوى الحية القادرة على خوض معركة الشراكة حسب حضورها وامكاناتها لدى البلديات والنقابات والجامعات.

الهدف مساهمة للخروج من المأزق المتعثر والعقد التي تعطل تطوير الحياة السياسية لشعب حيوي يملك ذخيرة هائلة للإنتاج الكفاحي ضد الاحتلال، ولكن التحكم بإدارته وإرادته المحلية يقع على طرفي الانقسام فتح وحماس اللتان تتحملان مسؤلية التعقيدات التي فرضها الانقسام بينهما، وعطلا التطوير، وها هي العوامل الذاتية والإقليمية والدولية ستعطل جني ثمار الصمود في معركة شهر رمضان وبسالة الجميع الفلسطيني في توجيه لطمات سياسية كفاحية للمشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.

يجب أن يرتفع الصوت الفلسطيني للمطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في القدس والضفة والقطاع، وحتى تتحقق يجب العمل على إجراء الانتخابات المحلية في قطاع غزة مقدمة لها وليس بديلاً عنها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى