أقلام وأراء

حمادة فراعنة يكتب – الضمير والمقدسات لا تتغير

حمادة فراعنة – 1/5/2020

ليس مخبولاً، ولا سطحياً، ذاك الذي يمس الشعب العربي الفلسطيني، ويقفز عن المقدسات الإسلامية والمسيحية ويتعامى عن عمليات تشويهها وأسرلتها وتهويدها، وصهينة تاريخها، وعبرنة أسمائها، ليس مغفلاً من يفعل ذلك، فهو  قرأ القرآن وتثقف فيه وعليه، ويجيد متابعة الأحداث، ويعرف أن المستعمرة الإسرائيلية تحتل فلسطين وعاصمتها القدس، وتحتل أراضي بلدين عربيين في سوريا ولبنان، ولديه حد أدنى من المعرفة أن نصف الشعب العربي الفلسطيني 6.5 مليون نسمة ما زال مقيماً صامداً على أرض وطنه في منطقتي الاحتلال الأولى عام 1948 والثانية عام 1967 : أكثر من مليون ونصف المليون في مناطق الجليل والمثلث والنقب ومدن الساحل المختلطة يشكلون خُمس السكان ولهم 15 نائباً عربياً فلسطينياً في البرلمان الإسرائيلي، يمثلون اتجاهات سياسية يسارية وقومية وإسلامية ووطنية، وفي منطقتي الضفة والقدس المحتلتين حوالي ثلاثة ملايين عربي فلسطيني، ومليونين محاصرين بالجوع والفقر في قطاع غزة.

أكيد أن من يندفع للتطاول على الشعب الفلسطيني سواء كان جاهلاً أو مثقفاً يخشى التمدد والتوسع الإسرائيلي على تراب  الخليج العربي وتراثه وخاصة في أرض الحجاز، ولا يقبل المساس بها، وعليه أن يعرف وأن يقرأ وأن يتابع أن الأطماع التوسعية للمشروع الاستعماري الإسرائيلي وأدواته المتطرفة وعقليته العنصرية لا تحترم الآخر، لأنها تصنف البشر في ان يكونوا يهوداً  أو «غيوي» أي غير يهود، وأنها تتطلع نحو يثرب كما تطلعت نحو أورشليم، وأن حماية أرض العرب والمسلمين والمسيحيين في فلسطين يعود لعاملين اثنين فقط هما:

1- صمود الشعب العربي الفلسطيني في بلده، في وطنه، في فلسطين.

2- عدم ضخ قادمين أجانب جُدد إلى أرض فلسطين، فالذين يدينون باليهودية في فلسطين هم 45 بالمائة من يهود العالم، ويتطلعون لتنظيمهم وتجنيدهم وترحيلهم ودفعهم نحو القدوم إلى فلسطين، ولو حصل ذلك ستواصل المستعمرة تمددها وتوسعها واستعمارها إلى خارج فلسطين نحو الجزيرة العربية، طالما أن نتائج حكم السياسة يعتمد على صنع الحقائق والوقائع الجديدة، وهذه يتم صناعتها بالاستيطان المتدرج.

يقول نفتالي بينيت إن ضم مستوطنات- مستعمرات الضفة الفلسطينية والغور، إلى خارطة المستعمرة الإسرائيلية هي الوثبة الإسرائيلية الثالثة، بعد عامي 1948 و 1967، وهي ليست القفزة النهائية بل هي خطوات تراكمية على طريق الهدف الأكبر وهي خارطة المستعمرة الكاملة التي تمتد نحو الجزيرة العربية، نحو يثرب.

ليس جاهلاً ولا سطحيا وليس عديم الفهم من يتطاول على الشعب العربي الفلسطيني، بل هو صاحب رؤية ومصلحة وله دوافع شخصية أنانية، مرتبطة بمصالح وأجندات أكبر وأوسع، فليست صدفة هذه البوابات الفردية المفتوحة عداء وتهجماً ونيلاً من مكانة الشعب العربي الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية، فهل هو حقاً يجهل ترابط المسجد الأقصى مع المسجد الحرام؟؟ وهل يتجاهل أن القدس أولى القبلتين؟؟ وهل ينسى مسرى سيدنا محمد ومعراجه؟؟.

المقدسات والقيم والإسلام والمسيحية والعدالة والحق لا تتجزأ، فهي مترابطة ملتصقة عميقة في الضمير والوعي والعقيدة ويصعب إن لم يستحيل فكاكها والتخلص منها، وهنا يكمن مأزق مشروعهم الاستعماري، وهذا مصدر قوة الشعب العربي الفلسطيني، وفخره، وأحد أدوات صموده على طريق الانتصار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى