أقلام وأراء

حمادة فراعنة – دوران عجلة الاستحقاق العراقية

حمادة فراعنة ١٢-١-٢٠٢٢

بانتخاب محمد الحلبوسي رئيساً لمجلس النواب العراقي، بعد أن ثبتت نتائج الانتخابات وفق قرار المحكمة العليا، تكون هذه الخطوة الأولى التي تحققت نتاج التفاهم والتحالف الثلاثي بين المكونات العراقية الأساسية للمجتمع العراقي: الشيعة، السنة، الكرد.
الحلبوسي رئيس كتلة التقدم الوطني السنية لها 37 مقعداً، وحظي برئاسة مجلس النواب، لأن هذا الموقع وفق التفاهمات العراقية مخصص للمكون السني، ورئاسة الحكومة للشيعة، ورئاسة الجمهورية للمكون الكردي.
التحالف وقع بين الكتل الرئيسة الثلاث الكبرى، للمكونات الثلاثة: 1- التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر له 73 مقعداً، 2- الكتلة الكردية لها 49 مقعداً من الحزبين الرئيسين الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود البرزاني، والاتحاد الوطني برئاسة بافل جلال الطالباني، ابن الرئيس السابق جلال الطالباني، 3- الكتلة السنية برئاسة محمد الحلبوسي.
الأحزاب الأخرى التي وصلت للبرلمان ستبقى في موقع المعارضة وفي طليعتها تحالف دولة القانون برئاسة نوري المالكي رئيس الوزراء السابق ولها 33 مقعداً في البرلمان إضافة إلى كتل صغيرة: تحالف الفتح 17 مقعداً، تحالف العزم 14 مقعداً، الجيل الجديد 9 مقاعد، «إشراقة تشرين» 6 مقاعد، تحالف تصميم 5 مقاعد، تحالف العقد الوطني 4 مقاعد وحركة «امتداد» ولها 9 مقاعد.
حركتا «امتداد» و»إشراقة تشرين» تمثلان انتفاضة تشرين الأول 2020، ولم يسبق لأي من أعضائها أن تولوا مواقع سياسية، وهم من الوجوه الشابة، بينما تحالف دولة القانون الشيعية حافظت على مكانتها في البرلمان، وتراجع تحالف الفتح من 58 مقعداً إلى 17 مقعداً، وهم الحلفاء المقربون لإيران، أما كتلة التيار الصدري فقد زاد تمثيلها من 54 مقعداً في دورة الانتخابات العام 2018، إلى 73 مقعداً في الانتخابات التي جرت يوم 10/10/2021.
المكون الكردي له موقع رئاسة الجمهورية العراقية، وهو مخصص كردياً لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وفق الاتفاق الثنائي مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، حيث يحصل الديمقراطي على رئاسة إقليم كردستان، ويحصل حزب الاتحاد الوطني على موقع رئاسة الجمهورية العراقية، التي سبق وشغلها على التوالي: جلال الطالباني، فؤاد معصوم، ومن ثم برهم صالح المتوقع أن تنتهي ولايته، ويختار المكون الكردي رئيساً كردياً لجمهورية العراق، من حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وفق الاتفاق والتفاهم مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، فهل يبقى برهم صالح أم يقع الاختيار على شخصية كردية أخرى؟؟.
تم اختيار رئيس مجلس النواب من الكتلة السنية، ويبقى الاستحقاق مفتوحاً على اختيار رئيس الوزراء ويجب أن يكون من المكون الشيعي، فهل يبقى الكاظمي أم يقع الاختيار على رئيس وزراء جديد وفق الاختيار الذي سيقرره مقتدى الصدر رئيس الكتلة الشيعية الأكبر؟.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى