حسين أبو الهيجاء: الفصل الاهم من هرمجدون (4): محور اسلامي التطورات الاقليمية
حسين ابو الهيجاء 13/10/2024: الفصل الاهم من هرمجدون: محور اسلامي التطورات الاقليمية
حسين ابو الهيجاء: الفصل الاهم من هرمجدون (3)
.. عقب لقاء القمة (التركي المصري) الذي جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان في أنقرة، و الذي توّج عدة لقاءات جمعت لجان من كلا الدولتين الكبيرتين في الاقليم الشرق اوسطي لمدة 3 سنوات، كان آخرها لقاء الرئيسان في القاهرة، أدلى الرئيس التركي اردوغان، الذي وقّع في أنقرة مع الرئيس السيسي 17 اتفاقية، على رأسها اتفاقيات تعاون وشراكة في مجال الطاقة النووية، والتصنيع العسكري، وتبادل الخبرات التقنية، أدلى بتصريح تردد صداه بشكل واسع، وكان مفاجئاً للكثيرين، عبّر من خلاله عن تحول كبير في السياسة التركية، عندما أعلن عن تشكيل [ محور مصري تركي سوري ] لمواجهة خطط التوسع الإسرائيلي، وفتحَ الباب على محور اسلامي، عندما وجه الدعوة للدول الاسلامية للالتحاق بمحور اسلامي واسع، وأشار في تصريحه، إلى أن إسرائيل لن تتوقف عند غزة والضفة، بل ستتوسع على حساب مصر و الاردن وسوريا ولبنان .. !
وهو التوسع الذي أشار اليه المرشح للرئاسة الامريكية دونالد ترامب، عندما قال: (إن مساحة إسرائيل صغيرة على الخريطة، وأفكر كيف يمكن توسعتها)!
وحيث أن بعض دول الخليج العربي، كانت حاضرة بشكل او بآخر، اللقاءات والتفاهمات المصرية التركية، فضلا عن اللقاءات الثنائية بين الجانب السعودي والجانب الاماراتي مع الجانب التركي، فقد سارعت تلك الدول الى الترحيب بتلك الدعوة ومباركتها، كما أعلنت إيران تأييدها، واوحت بالقبول ايضاً..
وفي سياق هذا الامر، وجّه الرئيس التركي اردوغان، دعوة الى الرئيس السوري بشار الأسد، للقاء يجمعهما، كي يبحثا فيه كافة الامور العالقة، وتسوية وتصفير المشاكل البينية، والانطلاق في التحالف، على قاعدة التعاون والتكامل في مواجهة خطط العدو الإسرائيلي.
* كوروترك و السادات.
قنبلة نووية اسلامية
الرئيس التركي الأسبق ” فخري كوروترك ” والرئيس المصري الأسبق ” محمد انور السادات ” كانا قد ناقشا، واتفقا في حقبة السبعينيات، على برنامج نووي، لتطويق إسرائيل، إدراكاً منهما ان العالم الاسلامي لن ينصلح حاله، ولن تقوم له قائمة، إلاّ بالتحالف بين مصر وتركيا، والتعاون بينهما في مجال الاقتصاد، والطاقة النووية السلمية والعسكرية، غير ان إنهاء حياة السادات، بعملية اغتيال نفذها متشددون اسلاميون، اوقف خططهما وقتها..
* الغرب يهتز ..
أمريكا والغرب يعلمون جيداً، أن تحالفاً بين قوتين مثل مصر وتركيا، من شأنه ان يؤدي الى انقلاب في موازين القوى في المنطقة (اقتصادياً وعسكرياً)..
وأن لعبة توم وجيري بين اسرائيل وإيران، تحت الادارة والاشراف الامريكي في الاقليم، ستنتهي عملياً، فور قيام هكذا تحالف!
التوافق المصري التركي الاخير، بين الرئيسين “السيسي واردوغان“، حول العمل الاسلامي المشترك، والتعاون في مجال الطاقة والمجال النووي، ليس الأول، فقد سبقه كما أسلفنا، التوافق بين السادات وفخري كوروترك، كما تمت مناقشة الامر في عهد الرئيس التركي احمد نجدت سيزار، وفي عهد الرئيس التركي عبد الله غول.. مع الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك
وفي كل مرة كان الغرب يتدخل لإحباط وعرقلة اي مخطط في هذا الاتجاه…!
المهم في الامر أيضاً، ان القاطرة العربية والاسلامية، مهما امتلكت من عقول مصرية وتركية، يجب ان يكون المال الخليجي حاضراً بقوة، ولا بد من تكامل الاركان الثلاثة (مصر، تركيا، والخليج)..
التكامل بين مصر وتركيا والخليج، لامتلاك أول برنامج نووي عربي واسلامي، بالتعاون بين محطة اكويو التركية والتي تقوم ببنائها روسيا على شاطئ المتوسط، ومحطة الضبعة المصرية، والتي تقوم روسيا ايضاً ببنائها على شاطئ المتوسط، بات امراً واقعاً وحقيقياً، وراحت الولايات المتحدة تحذر منه وتتوعد بفرض عقوبات، وحصار على تركيا ومصر، غير أن المشروع يمضي بكامل خططه واتفاقياته بالتقنية الروسية، وتحت غطاء (برنامج غير عسكري)!
كما سبق وكان هناك تعاونا بين مصر والخليج على مشروع نووي، بمشاركة باكستان، في عهد الرئيس الباكستاني ضياء الحق، الذي قال ان عنوان المشروع سيكون (قنبلة نووية اسلامية)، غير ان ضياء الحق تم تحييده أيضاً، في حادث طائرة (مجهول) عام 1988م
تركيا وشرق المتوسط..
والانقلاب في السياسة التركية
.. حتى في المجال السلمي، فان التعاون المصري التركي، في مجال الطاقة النووية السلمية، غاية في الاهمية والطموح لكلا البلدين، فمصر تسعى لتصدير الكهرباء الى اوروبا، وتركيا تسعى لأن تكون بوابة مصر إلى اوروبا في مجال الطاقة والكهرباء!
كما ان تركيا بحاجة الى مصر لاستثمار علاقة مصر بخصومها (اليونان / قبرص)، بهدف انهاء خلافاتها مع دول شرق المتوسط، وبما يسمح لتركيا دخول محور شرق المتوسط، والانضمام الى منظمة غاز المتوسط، التي قامت مصر بتأسيسها ورئاستها.. وتضم الى جانب مصر، كل من قبرص واليونان وفرنسا، واسبانيا وايطاليا، اضافة إلى ” امريكا بصفة مراقب “!
والجدير بالذكر، أن الرؤية المصرية التي تمت مناقشتها مع الجانب التركي خلال اللقاءات المتعددة بين لجان البلدين، وتأكيدات المعارضة التركية على الرؤية المصرية، ثم الحقائق العملياتية الماثلة على الارض، كان لها الاثر البالغ في التحول الجذري في سياسات وتحالفات ورؤية الرئيس التركي، حيث أنه أيقن (بأن تحالف شرق المتوسط بمشاركة تركيا ومصر، سيكون اكبر تطويق لإسرائيل في ملف الغاز، وملف الطاقة النووية، السلمية و العسكرية)، وأدرك أن مصر أقرب الى تركيا من اسرائيل، وأن مصر دولة ميثاقية يمكن الوثوق بها، بينما لا يمكن الوثوق بالنوايا الخبيثة للكيان الإسرائيلي !
كما ان تركيا أدركت ضرورة عودتها إلى جذورها الاسلامية، باعتبارها جزء من العالم الاسلامي، بعد أن باتت تواجه واحدة من اكبر واخطر مشاكلها، بعد صعود اليمين القومي في اوروبا، الأمر الذي بات يشكل خطراً على تركيا، وعلى الجاليات التركية في اوروبا، وخاصة في المانيا، ذلك لأن اليمين القومي في اوروبا، يرى ( أن تركيا كان لها دوراً كبيراً في تغيير التركيبة السكانية والعرقية في اوروبا)، من خلال موجات اللجوء و التهجير التي قامت بها تركيا باتجاه اوروبا، بما فيها جاليات تركية كبيرة، والذي اطلق عليه اليمين القومي الاوروبي اسم ( أسلمة اوروبا ) ،
وبالتالي فان اليمين الاوروبي، وخاصة في المانيا، يتوعد تركيا بالانتقام، وبات يتصاعد كلام، حول مخطط لتقسيم تركيا على النحو التالي:
– ضم شرق تركيا الى ارمينيا، لتصبح دولة ارمينيا الكبرى
– ضم غرب تركيا الى اليونان، لتصبح دولة اليونان الكبرى
– جنوب تركيا (الاقاليم السورية / الاسكندرون) ، تصبح تركيا الحديثة ، او جمهورية الاناضول!
لذلك، أدرك الرئيس التركي انه بأمس الحاجة الى ” مصر “، الآن ولاحقاً، وبدأ بالتقارب مع القيادة المصرية منذ عام 2021، كما بدأ بنبذ علاقاته الاخوانية ومشروعها المشبوه، وبدأ بحشد علاقاته مع الدول الاسلامية كافة، من مصر الى سوريا والعراق والخليج وإيران، وحتى روسيا، لأنه أدرك يقيناً ان الأمر بالنسبة لتركيا، بات مسألة وجود او موت.!!