أقلام وأراء

حسن عصفور: (168) دولة تطالب الرئيس عباس إعلان دولة فلسطين فورا

حسن عصفور 17-12-2022م: (168) دولة تطالب الرئيس عباس إعلان دولة فلسطين فورا

الحقيقة أن العنوان لغة اقتباسية من التصويت التاريخي في الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الخميس 15 ديسمبر 2022 حول حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، واضعا أمريكا بكل بهرجهتا وهيلمانها الفارغ أمام مشهد ساواها وجزر مارشال، فيما أبان لدولة العدو القومي والكيان العنصري، ان “الضمير الإنساني” لا ينام طويلا، وأن تغاضى في محطات معينه عن عقاب دولة مارقة في التاريخ السياسي، لكنه مخزون.

القيمة التاريخية لتصويت غير مسبوق، جاء توقيتا مع حركة الانزلاق العربي الرسمي نحو “طبعنة العلاقة” مع “الفاشية اليهودية” المتصاعدة وصناعة تحالف جديد، يفتح الباب لارتكاب جرائم حرب واعدامات ميدانية، وتهويد الضفة والقدس، وتعزيز “النتوء الكياني الحمساوي” في قطاع غزة، تكريسا لمبدأ شارون الانفصالي.

“تصويت تاريخي” قد يراه البعض إضافة كمية لمئات قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي كانت غالبها المطلقة لصالح فلسطين، عرقلت أمريكا بجبروتها تنفيذ أي منها، بل أنها كسرت بعض تلك القرارات بعدما تراجعت عن التزامها منذ عام 1948، وقيام الكيان الاغتصابي فوق أرض فلسطين التاريخية بمسألة القدس، واعترفت بها عاصمة للكيان، كانت تعتقد أنها ستكون فاتحة كسر القرار الدولي.

“تصويت تاريخي”، جاء هدية سياسية كبرى، بل يمكن اعتباره “أم الجوائز السياسية” لمسار كفاحي طويل للشعب الفلسطيني، في توقيت مفصلي في مراحل الصراع مع “الفاشية اليهودية” بمظهرها المستحدث “العلماني – الديني”، والتي تتجه الى عملية تغيير شامل متسارعة لتكريس البعد التوراتي على الصراع وتغيير طبيعة الضفة والقدس، بل ومصادرتها من خلال عمليات ضم تدريجي “مقنون”، وكسر عامود المشروع الوطني الفلسطيني سنوات طويلة أخرى.

“تصويت تاريخي”، يمثل رسالة سياسية نادرة الى الرئيس محمود عباس وفريقه الخاص، أن العالم يمنحك القدرة – القوة للذهاب نحو تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم 19/ 67 لعام 2012، المجمد منذ التصويت عليه في أدراج انتظارا لوهم أمريكي، أكد الزمن أنهم يبحثون إدامة زمن الاحتلال، وتطويره من احتلال فاشي كامل الأركان الى احتلال فاشي محسن.

“تصويت تاريخي”، يطالب الرئيس محمود عباس وفريقه الخاص، ان الوقت لم يعد يحتمل بطئا في القدرة التنفيذية، ولا بطئا في الوعي بتطورات تتسارع “نوويا” لطمس هوية شعب حمل راية كفاح نحو التحرير والاستقلال، وليس نحو تعايش واستكانة مع مجرمي حرب بأي مظهر كان، ودفن مقولة غولدا مائير الى الابد، بأن “الكبار يموتون والصغار ينسون”.

“تصويت تاريخي”، ربما لم تشهد له مثيلا الجمعية العامة للأمم المتحدة في قضايا جوهرية، عدا مرات نادرة، لم يبق صامتا سوى من لا يملك قدرة سداد حصته المالية السنوية، فقرا، ومن خاف ممتنعا عدد لا يمثل قيمة سياسية مضافة، والرفض التصويتي كان صفعة خاصة للإدارة البايدنية وفريقها بقيادة “اليهودي بلينكن”.

“تصويت تاريخي” لتكريس شرعية فلسطين واقعا قائما، في مواجهة مشروعي الإمبريالية الاستعمارية، والصهيونية العنصرية “التهويد في الضفة والقدس” و”الانفصالية في قطاع غزة”.

“تصويت تاريخي” بات يمثل قاطرة تنطلق بقوة نحو قيام الرئيس محمود عباس في ذكرى انطلاقة الثورة المعاصرة الأول من يناير2023، بإعلان قيام دولة فلسطين وفقا للشرعية الوطنية الكفاحية، والشرعية الدولية، انطلاقا من قرار الجمعية العامة 181، الذي ارتضاه الشعب الفلسطيني بكل ما به مرارة سياسية وألما بفرض كيان اغتصابي بات فاشيا، وأكثر نظام ارتبك جرائم حرب في الزمن المعاصر.

هل يذهب الرئيس عباس للتفاعل الإيجابي مع “النداء العالمي” يوم الفاتح من يناير، ويعيد تصويب مسار “الظلامية السياسية” التي أدخل بها الحركة الوطنية الفلسطينية ومشروعها منذ يناير 2006، عندما رضخ لقرار التحالف الأمريكي اليهودي وبعض عربي، ما ساعد في نشر “سرطنة” المشهد الوطني العام.

تصويت تاريخي يفتح كل أبواب تكريس شرعية فلسطين في مواجهة “تحالف سياسي معادي” لمحاولة خطفها.. ينتظر توقيع الرئيس عباس لكسر الارتعاش بعد 10 سنوات..تلك هي المسألة.

ملاحظة: كان ملفتا جدا بعد مهرجان حركة حماس في غزة، الذي فتح باب لتساؤلات وطنية كبيرة، ان يخرج صحفي إسرائيلي يطالب اعتبارها “ممثلا شرعيا” للفلسطينيين.. ما قاله هذا هو مطلب الفاشية اليهودية وخاصة قسمها المستحدث…والباقي عند المخدوعين بوهمهم أو مرعوبين بخوفهم!

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى