أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – سقطة حماس السياسية في عملية باب حطة المقدسية!

بقلم حسن عصفور/

أدخلت عملية باب حطة في البلدة القديمة بالقدس، التي نفذها الشاب الشهيد محمود عمر كميل، يوم 21 ديسمبر 202، لغة سياسية جديدة لمفهوم العمل المقاوم ضد العدو القومي، عندما سارعت حركة حماس باعتبار تلك العملية، ردا على “عمليات التطبيع” التي حدثت مؤخرا مع إسرائيل.

والحقيقة، ان البيان بذاته، وما تلاه من تصريحات لناطقيها، وبعض فصائل تدور في فلكها (تسمع بها وقت الطلب)، يمثل سقطة سياسية ما كان لها أن تكون، لو أن الأمر حقا يراد به فعل المقاومة، وليس المتاجرة لحساب غير الحساب الوطني الفلسطيني.

من حيث المبدأ، رفض التطبيع يجب أن يكون مبدأ وطني عام، وليس انتقائي يحق لقطر وتركيا والمغرب، وكأنه مشروع، فيما لا يحق لغيرهم، فحماس وبعض فصائل الكلام الفلسطيني، لم تقاوم التطبيع، بل لم تفعل شيئا ضده، بقدر ما رفضت موقفا إماراتيا بحرانيا لا أكثر، ما يشير أن الأمر بذاته متاجرة وليس مقاومة.

ولكن، الأخطر من تلك الحالة “الانتقائية” السياسية، هو أن يتم التعامل مع المقاومة وفقا للحاجة الخاصة، وليس للمصلحة الوطنية، فحماس التي تصرخ ليل نهار أنها غير قادرة على تنفيذ مقاومة ضد المحتل في الضفة والقدس وحيفا وعكا وتل أبيب (كما كانت مع نشوء السلطة الوطنية 94 19– حتى 2005)، بسبب “التنسيق الأمني”، وجدت فورا ضآلتها لتنفيذ عملية ما لغرض ما، خارج الحساب الداخلي.

عملية “باب حطة”، كشفت ان حماس تتعامل مع العمليات العسكرية بحسابها الذاتي، وكشفت أكذوبة عراقيل “التنسيق”، وهو ما يمثل إساءة مباشرة لها قبل غيرها، وكان لها أن تتعامل معها كفعل وطني ردا على الجرائم المتواصلة تهويدا وقتلا وجرائم استيطانية، لكنها لم تر في ذلك ما يستحق تنفيذ عملية ما، لأنها لا تبحث “صداما” عاما مع دولة الكيان.

المفارقة التي تفضح سلوك حماس السياسي – الأمني، انها تجاهلت كليا الخطوات التركية الأخيرة، في تعزيز العلاقات مع دولة الكيان أمنيا واقتصاديا، وبحث تطبيع شامل بينهما، رغم ان توقيت عملية باب حطة تزامن مع الإعلان التركي، ما يشير الى غياب المصداقية في سلوكها وموقفها.

هل جاء بيان حماس رسالة الى دولة الكيان، (الى جانب ترضية قطر وتركيا والجماعة الإخوانية)، انها لا تبحث تغييرا في المعادلة الشاملة القائمة بينهما منذ عام 2006، (هدوء مقابل مصلحة ومال) في قطاع غزة، بصفته الحالة الكيانية الخاصة، التي من خلالها ستفرض حضورها في المشهد السياسي.

تقزيم هدف عملية باب حطة، ليس جهلا ابدا، بل بوعي كامل الأركان، أن حماس لن تذهب لكسر معادلة الوضع القائم (الستاتيسكو) مع دولة الاحتلال، أن لا عمليات عسكرية كما كانت ما قبل 2005، ولذا حددت طبيعة العملية وهدفها بموقف محدد وبشكل محدد، إطلاق رصاص أصيب شرطي واستشهد المنفذ، وكأن دولة الكيان أدركت تماما الرسالة، فلم تفتح حربا إعلامية كعادتها.

كي لا تصبح المسألة مناورة ساذجة توقفوا، فعندما تستبدل الوطنية بالحزبية تبدأ حالة الانكسار العام…!

ملاحظة: سلكت الحركة الإخوانية في القائمة المشتركة سلوكا “شاذا” بتحالفها السري مع نتنياهو…وهل من جديد..ناصر قالها من زماااان الإخوان بلا أمان..فهل يعي من لا يعي طوعا!

تنويه خاص: مستشار دولة الكيان للأمن بن شبات تفاخر بأن أصله مغربي…تحدث بلهجتها في خطابه أكثر من لغته العبرية…مظهره كان متوسلا مش “منتصرا” …غريبة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى