أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – رسالة حماس للرئيس عباس..هل ستصل ومتى؟!

بقلم حسن عصفور – 4/11/2020

في 4 سبتمبر 2020 انطلقت الحركة الاستعراضية للفصائل الفلسطينية عبر لقاء التقنية المستحدثة، والذي أصر الرئيس محمود عباس على حضوره كاملا باجتهاد مفاجئ، وأطلقت بيانا ولوضع نهاية للزمن الأسود حيث صنعته بشكل مباشر حماس وفتح، او بصمت وتواطئ من البعض الآخر، ولكن لم يحدث خطوة واحدة من الوعود وكأنها ذهبت في طريق المصادرة من قوى خفية.

وانتقلت الحالة السجالية بين طرفي المشهد الانقسامي، من البحث عن خطط وتشكيل أطر للمواجهة الشعبية و”قيادة وطنية موحدة” الى تقزيم كل ما كان في انتظار رسالة حماس الى الرئيس محمود عباس، وكأنها الفانوس السحري الكفيل بإزالة عهد السواد الطويل.

وتقديرا لكل ما حدث من تنقلات مكانية، فما يحدث من اختصار “الأزمة الكلية” في رسالة يجب أن تصل فتلك مسألة بذاتها تكشف الضحالة السياسية، خاصة بعد أن أعلن الطرفان أنهما في طريق “شراكة وطنية”، ولن يسمحا لأي طرف عرقلة مسارهما “التصالحي” التاريخي، كما قال أحد “المجعجعين الجدد”، حيث حاول أن يضع الأزمة على “مجهولين”.

هل حقا من يبحث “شراكة وطنية تاريخية” يمكنه ان ينتظر شهرين كاملين لكي يصيغ رسالة تحديد موقف ما من قضية لم تعلن سوى الإشارة بأنها تدور حول موقفها من الانتخابات، رغم الاتفاق على أنها متتالية للتشريعي والرئاسة والمجلس الوطني، دون تحديد زمن ما.

السؤال، لماذا مطلوب من حماس دون غيرها رسالة الى الرئيس عباس كشرط مسبق الى إصدار مرسوم الانتخابات العامة، وما هو رأي القوى الأخرى، أليس لها حق في تحديد وقفها من تلك المسألة التي تنتظرها حركة فتح، ولو توافقت رسالة حماس مع هوى فتح، ولم توافق هوى مختلف الفصائل، هل سيصدر الرئيس عباس مرسومه الانتخابي باعتبار أن الآخرين أرقاما غير ذي صلة.

ما يحدث من تعليق مصير المستقبل الوطني بكل مكوناته، برسالة من حماس يمثل أولا إهانة سياسية “تاريخية” لحركة فتح دورا ومكانة وماض ثوري، وتقزيما للحركة الوطنية الفلسطينية، وسخرية من المؤسسة الرسمية وقانونها العام.

وكي لا يعتبر بعض “هواة السياسة” أن السؤال بذاته يدخل في سياق تعطيل “وهمهم التاريخي”، ما هو الزمن المسموح به لانتظار تلك الرسالة، هل هو مفتوح الأجل أم محدد، وهذا ما يجب أن يعلنه هؤلاء الذي يتحدثون دون تدقيق سوى أن يقال أنهم قالوا، بعيدا عن احترام شعب فلسطين ووعيه السياسي.

وفي حال لم ترسل حماس رسالتها، أو ضلت طريقها لزمن بعيد ولم تصل الى مقر “المقاطعة”، هل سيوقف الرئيس عباس آلية إصدار المرسوم الانتخابي، خاصة وأن مسؤولي السلطة التنفيذية وحكومتها بدأوا في اعتبارها الطريق الأصوب لتجسيد الدولة، دون تدقيق كيف سيكون ذلك، مع عدم وضوح طبيعة الانتخابات.

هل سترهن فتح، المستقبل الوطني الفلسطيني بمكوناته على رسالة حماس، إن كانت كنا وإن لم تكن ذهبنا الى تيه جديد، أليس تلك معادلة سياسية تقر فيها فتح (م7)، بأن حماس باتت هي صاحبة القرار المركزي، وأن السلطة ورئيسها تحولوا الى أدوات لتنفيذ تلك الرغبة، هل يدرك هؤلاء أي مهزلة سياسية فيما يعلنون، وكأهم يخططون لاستبدال تاريخ بتاريخ ودور بدور تمهيدا لمشروع “جديد”.

من يصرخ ليل نهار بأنه صاحب القرار والمستقل، لا يمكنه أن يجلس على قارعة الطريق سائلا ساعي البريد، هل تحمل رسالة “الفانوس السحري” أو رسالة “عفروكوش”!

ملاحظة: من مفارقات مشهد حادث فيينا الإرهابي، الفلسطيني أسامة جودة ينقذ حياة شرطي نمساوي..البعض العنصري رأي الإرهابي بصفته الدينية وتجاهل المنقذ وأيضا بصفته الدينية..كلاهما مسلم…الإرهاب ليس في الدين!

تنويه خاص: الرئيس عباس يعلن حالة الطوارئ لشهر مضاف..حماس بقدرة قادر أعلنت أن مناطق غزة تحولت من “حمراء” الى “خضراء” وكأنها تعلن رفضا لأي صلة مع قرار الرئيس..قمة “الشراكة الوطنية”..مش هيك با بعبعاني!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى