أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – خبر كورونا في غزة ودرس أولي لقيادة حماس!

حسن عصفور

منذ فترة وإعلام حركة حماس، حكومي وحزبي، يعمل على نشر الإشاعات بخلو قطاع غزة من أي إصابة بكورونا محليا، وكل ما هو مصاب قادم من الخارج، ويبدو أن الأمر تحول الى جانب “يقيني” بعدم قدرة وصول هذا الوباء الى داخل القطاع، باعتبار أن “حواجز حماس الأمنية” قادرة على منعه.

وفجأة، تسرب خبر عن وجود إصابات محلية في وسط القطاع، وخلال ساعات بدأت حركة الاشاعات تأخذ طريقها الى كيفية التعامل مع المعلومة المسربة، بدأت بنفي غير ذكي وتهديد غبي، لتنتهي الإشاعة بأن هناك “مؤامرة” يتم التحضير لها للنيل من تحرك شعبي” بدأت ملامحه في الظهور، وتبحث حماس وقواها الأمنية على كيفية حصاره مبكرا.

ما بين نشر المعلومة عن الإصابات المحلية، ونشر الخبر رسميا، كان تناول تلك المعلومة عبر وسائط التواصل الاجتماعي، وبعض وسائل الإعلام، ومجموعات إخبارية هو ما يجب التفكير به، وما بعد نشر الخبر رسميا، وحالة الهلع التي انتابت مئات من سكان المنطقة، خاصة وأن مكان الإصابة محل تجاري.

الاستخفاف الأولي مع خبر الإصابة والسخرية السريعة منها بعد بيان رسمي، يكشف بلا جدال أن الثقة بين أهل القطاع والحكم القائم (حماس) شبه معدومة، خاصة بعد أن ترافق الخبر بإجراء أمني فوري، وقيام داخلية غزة بنشر قوات فورية في المنطقة.

وخلافا لتقليد حماس، التي تتصرف في كل شيء وحيدة دون أي حساب لغيرها، وجدنا أنها سارعت بطلب “معونة سياسية” من إطار “القوى الوطنية والإسلامية” ليكون سندا يؤكد ما أعلنت، ويطالب المواطنين التعامل الجاد مع الخبر الكوروني والالتزام بما سيكون.
والحقيقة أن ذلك وحده كفيل بأن يؤشر مدى فقدان حماس بثقتها في ذاتها مع المواطن الغزي، وتلجأ الى إطار قلما تجد له دور حقيقي في الحياة السياسية العامة، ويقتصر غالبا على البعد “الاحتفالي”، دون أي قرار عملي، كما ان مسارعة إصدار بعض الفصائل بيانات داعمة لإعلان حماس تأكيد على وجود هزة ثقة.

أن يكون هناك إصابات محلية في قطاع غزة خبر كان يفترض أن يكون متوقعا جدا، فالحصار لا يمنع “التسلل الوبائي”، والإجراءات الأمنية أي كانت لا يمكنها وقف الدخول الفايروسي، لكن ثقافة “الغطرسة السياسية” التي سادت طوال الفترة الماضية، خلقت أجواء وكأن القطاع منطقة مضادة للوباء، ولذا جاء رد الفعل من الحكم القائم والمواطن كاشفا لهشاشة الواقع.

حكومة أصابها هلع وارتعاش في كيفية تمرير معلومة، قد لا تكون مكتملة الأركان، ومواطن ساخر من كل شيء، فقد ثقته بما تقوله جهة لم تمنحه من مظاهر الحياة ما يستحق، فلذا اصابته هزلية فورية من معلومة قد تشكل خطرا حقيقيا عليه.

وبعيدا عن أي إجراء طبي في كيفية مواجهة التطور الجديد، و”تسلل” الوباء الى القطاع وكسره الحصار، فالأهم أن تعيد حماس حكومة وأجهزة علاقتها بالمواطن، وأن تدرك أن “الأمن المكثف” ليس حلا لمعضلات أصابت روح “الغزي” في مقتل إنساني، والتفكير في مراجعة لسلوكها العام، وأن تكف عن علاقتها الفوقية أو الأمنية مع المواطن.

درس أولي يستحق التدقيق الفعلي بعيدا عن فهلوة لم تعد تقنع فاقد أمل بحياة إنسانية في ظل حصار مركب، من دولة عدو، ومن بني جلدته حكما وحكومة، فسادهم السياسي والخاص يزكم أنوف المواطنين.

ملاحظة: صورة سياسية مختلفة قدمتها تونس، بأن أصر الرئيس سعيد على تشكيل حكومي للناس وليس للأحزاب وأطاح كليا بـ “جعجعة” النهضة الإسلاموية ورئيسها الغنوشي…تونس دوما بها الجديد المفاجئ نحو النور!

تنويه خاص: أعلنت قطر عبر قناتها “الصفراء” توصل أميرها تميم الى “تفاهم” مع إسرائيل لزيادة قيمة المنحة الغزية الى 40 مليون دولار..إعلان قطري توافق مع إعلان إسرائيلي وغياب حمساوي كامل…مش غريبة يا شباب!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى