أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب الشيخ جراح يحتاج “الناس قبل الرصاص”!

كتب حسن عصفور/

منذ شهر مارس (آذار) 2021، وأهالي حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، يخوضون معركة مواجهة “فريدة” ضد محاولات سلطات الاحتلال بتنفيذ قرارات “التطهير العرقي” بطردهم من بيوتهم، والاستيلاء عليها لصالح مستوطنين، مدعين “ملكية” زائفة، رغم أن فتح هذا الملف العام حول الملكية قد يصيب دولة الكيان بزلزال تدميري، مع كل “كواشين الأرض” بيد أهل فلسطين منذ النكبة حتى ساعته.

لم تنل “مواجهة” الشيخ جراح ما تستحقه من تفاعل وطني فلسطيني، لا رسميا ولا شعبيا، رغم انها كانت مناسبة هامة جدا لتنفيذ “الادعاء الفصائلي” الذي لا ينضب صراخا بالذهاب الى تطوير مفهوم المقاومة الشعبية، في ظل مسألة جذبت الاهتمام العام، بما فيه الاتحاد الأوروبي وموقف أمريكي “خجول”.

الرسمية الفلسطينية تحركت ببطي مثير للاستفزاز الوطني، مكتفية برسالة من ممثل فلسطين في مجلس حقوق الإنسان بجنيف السفير إبراهيم خريشي، دون تطوير أدوات المتابعة السياسية – القانونية، حتى يوم 4 مايو، أي بعد شهرين تقريبا عندما أعلن الناطق باسم حكومة رام الله، بأن الرئيس عباس أمر بتحويل ملف الشيخ جراح الى “الجنائية الدولية”، دون نشر ذلك في وكالة السلطة الرسمية.

ومع التقدير للأشقاء في الأردن، على فتح أرشيفهم بإرسال وثائق الملكية الأصلية، وتسليمها منذ زمن الى سفارة فلسطين في عمان، لكن الأمر لم يذهب الى الارتفاع بقيمة الحدث الوطني، والانتقال به من “وقفة عائلات مقدسية مهددة بالطرد”، الى مواجهة شعبية تكسر شوكة المحتلين، خاصة وأن المساس بالمدينة المقدسة، عاصمة فلسطين، أصبح جزءا رئيسيا من سياسة الحكومة العنصرية في تل أبيب.

ودون فتح باب الحساب على ما كان، فالأمر لم يعد ينتظر مزيدا من “التفكير” فيما يجب أن يتم القيام به لخلق حالة تفاعل وطنية شاملة لحصار التطهير العرقي، من حي الشيخ جراح، واعتبارها “منطقة مواجهة شعبية مغلقة” أمام قوات العدو المحتل، وتصبح قوى الحراسة جدار التصدي الأول، ليس لحماية المعتصمين منذ ما يقارب الستين يوما، بل رسالة الى محكمة دولة الكيان، ان الأمر ليس قرارا أي كان ثوبه.

المشاركة الشعبية الواسعة في اعتصام الشيخ جراح، بمشاركة قيادات القدس السياسية والروحية بكل طوائفها، بعيدا عن لغة “التهديد” عن بعد بأنه لو حدث فسيحدث، فتلك مسألة تم تجريبها كثيرا، وكل الهلوسات التي سبقت بأن “أبواب جهنم ستفتح على إسرائيل” لو مست بالقدس والأقصى لم تر نورا، وذهبت تلك القنابل الصوتية أدراج رياح البلدة القديمة.

المعركة الراهنة، تحتاج الى مشاركة الناس عمليا وليس الى التهديد عن بعد بالرصاص، وتحويل المشهد من اعتصام عشرات من أبناء العائلات المتضررة الى اعتصام وطني عام لأهل القدس بكل مناطقها، وكل فلسطيني يتمكن من الذهاب اليها، لتكن هي نقطة الاشتعال والرسالة الأبلغ كفاحيا ليس لدولة الكيان فقط، بل ولكل من اعتقد أن “الفلسطيني” بات مستأنسا ينتظر عملية هنا وعملية هناك، تقاس بمنسوب الفائدة الحزبية، ليرفع روحه المعنوية بأننا هنا.

معركة “الشيخ جراح” لها أن تكون عنوان فصل جديد من الفعل الوطني الفلسطيني، لو حقا يراد مواجهة العدو بعيدا عن الثرثرة الانتخابية، ودعايتها متعددة الرؤوس، عبر مشاركة الناس قبل الرصاص!

ملاحظة: زيارة رئيس مخابرات السعودية الحميدان الى دمشق تمثل تغييرا نوعيا في المشهد السياسي العام…زيارة تعلن انتهاء زمن الثورة المضادة…وعي متأخر لكنه جاء، خير من ان يبقى حبيس “ثقافة الغفلة”…#سوريا_تنتصر!

تنويه خاص: أخيرا نتنياهو الفاسد الأكبر رفع راية الاستسلام فشلا… رحلة الطرد نحو زنزانة طال انتظارها للقادم “أبو يائير” بدأت…!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى