أقلام وأراء

حسن عصفور يكتب – البيان الرسمي العربي = “#إعلان_بومبيو_شرعي!

حسن عصفور/

كان جيدا سرعة التجاوب “الرسمي” العربي لعقد لقاء “وزاري” طارئ، من اجل بحث القرار الأمريكي “بلفور 2” لشرعنة المستوطنات الإسرائيلية، خاصة وأن ذلك ليس إجراءا ضمن الإجراءات التي يمكن احتوائها في سياق العمل العام، بل هو تشريع لعملية اغتصاب أرض وفتح الباب واسعا لإقامة “دولة اليهود” على كل الأرض الفلسطينية، عدا محميات في مناطق الضفة و”كينونة غزة”.

وحصد اللقاء “الطارئ” خيبة كبرى قبل ان يبدأ، بغياب شبه كامل لوزراء الخارجية، فلم يحضر سوى بعدد أصابع اليد الواحدة، منهم بلد المقر مصر، وفلسطين والأردن والسعودية ورئاسة اللقاء العراق، فيما اختفى الآخرون، وكأن الأمر لا يحمل مخاطر حقيقية ليس على شعب فلسطين، كما يعتقد بعض من فقدوا الذاكرة السياسية، بل على مجمل المنطقة، لما سيكون لذلك من تأسيس دولة تحمل كل “أحلام” تدمير الذات العربية.

ولأن الخيبة بانت من حضورها، فقد جاء النص الختامي للاجتماع، أكثر فقرا سياسيا من الغياب، حيث افتقد لأي خطوة عملية واحدة، يمكن لها ان تدفع الولايات المتحدة على التفكير جديا بمراجعة قرارها الاستعماري الجديد، بيان حمل “وصفا تفصيليا” لخطر الخطوة، وتأكيد لكل ما قيل منذ سنوات، بأن القرار لن يغير من الأمر شيئا، باعتبار الاستيطان وفقا للقانون الدولي، غير شرعي وباطل.

وكأن الأمريكان جهلاء بالقانون، وقرارات الأمم المتحدة حول الاستيطان، البيان العربي منح الولايات المتحدة ثقة للمضي قدما في تنفيذ الخطوات اللاحقة من مكونات “صفقة ترامب”، فيما يتعلق بتصفية قضية اللاجئين وتحويلها من قضية الى إجراءات خاصة بكل بلد يتواجد به لاجئون، وما يسمى تاريخيا بـ “التوطين”، والقضاء نهائيا على جوهر قضية اللاجئين ورمزيتها.

بالتأكيد، غياب خطة فلسطينية عملية ومحددة بآليات عمل ضد الإدارة الأمريكية تقدم لهم، سيكون “الذريعة” التي سيلجأ لها كاتبو البيان السخرية، ولكن هل غابت تلك المسألة عن عقلية 22 مندوبا عربيا، وهم يعلمون يقينا أن كل الأوراق التي تصدر عنهم لن تجد فيها ما يثير “قلق” إسرائيلي وليس أمريكي، فلن يضيفوا أكثر من قرارات الشرعية الدولية، والتي مقرها نيويورك وليس غيرها.

ويبدو أن البيان أرسل لوزير الخارجية الأمريكي بومبيو قبل أن يتم إصداره، حيث غرد ناصحا الدول العربية، بالتخلي عن مقاطعة إسرائيل وتدرس بدلا عنها آلية حوار معها…

هل يمكن أن تكون هناك إهانة أكثر من تلك الأمريكية، التي لم تجد كلمة واحدة ردا عليها…بل تجاوبوا عمليا مع قرارات “عدم مقاطعة إسرائيل” ويتبقى عليهم تنفيذ الجزء الثاني من النصيحة لبحث “آليات الحوار” معها.

وبعد، شكرا للبيان الذي انتهى مفعوله قبل ان يصل الى من كان يجب أن يصل…شكرا لترسيم عربي – فلسطيني لقرار الشرعنة الرسمية للمستوطنات…ما ينقصكم نشر وسم “#إعلان_بومبيو_شرعي .. يا عرب!

ملاحظة: الشهيد سامي أبو دياك، أيها الفتى الذي تغنوا باسمك دون تحقيق آخر أمانيك، بأن تذهب الى مكان آخر من حضن امك، سيقفون ليرثوك كلاما كذبه هو الحاضر فقط ..سلاما لروحك ولروح كل من غادر دفاعا عن وطن!

تنويه خاص: بيان قوى قطاع غزة حول وقفة احتجاجية معلبة في مكان، كأنها جاءت لرفع عتب سياسي وليس قناعة وطنية بخطر القرار الأمريكي…ثقافة الانفصال تترسخ خطوة خطوة على طريق “إمارة القطاع” و”محميات الضفة”!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى