أقلام وأراء

حسن عصفور: هل يجرؤ مسؤول أمريكي بوصف بينيت بـ “قاتل” كما “بن سلمان”؟!

حسن عصفور 7-6-2022م

في تصريح يبدو مفاجئا، قال النائب الديمقراطي آدم شيف رئيس لجنة الاستخبارات في الكونغرس الأمريكي، أنه لا يجب على الرئيس بايدن أن يزور السعودية، ويذهب ليصافح ولي العهد محمد بن سلمان، لكونه أمر بقتل مواطن أمريكي هو جمال خاشقجي. وقال شيف “إلى أن تقوم السعودية بتغيير جذري فيما يتعلق بحقوق الإنسان لا أريد أي علاقة معه”.

ربما، يبدو أن الكلام نابع حقيقة من “الإيمان” بحقوق الانسان، ورفضا لاغتيال صحفي معارض لنظام الحكم،، الذي يمثل مجموعة واسعة من أعضاء الكونغرس، الى جانب موقف بايدن نفسه، قبل أن يصبح رئيسا، وقبل أيام من كلام شيف، في يوم 2 يونيو 2022، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيير، أن كلام الرئيس جو بايدن حول أن “السعودية منبوذة وستدفع الثمن”، “لا يزال قائما” مما أثار تفاعلا في ضوء زيارته المتوقعة إلى الرياض، لكن الحقيقة غير ذلك تماما.

المفاجئ في الحرب السياسية الأمريكية على السعودية، وتحديدا بن سلمان، تسارعت واتسعت بعد مقابلته مع صحيفة “أتلانتيك”، في مارس 2022، التي قال فيها أنه لا يهتم كيف يفهمه الرئيس بايدن، وحدد مسار علاقات الاستثمار في المرحلة القادمة، ضمن تعددية قطبية مشيرا الى أهمية الصين، وتزايد الحركة الاستثمارية فيها بما وصلت الى 100 مليار دولار، بينما في أمريكا 800 مليار.

ومع حرب أوكرانيا، والتدخل الروسي، وقفت السعودية كغالبية الدول العربية معارضة لحرب أمريكا الخاصة ضد روسيا، ورفضت تطبيق العقوبات التي طالبتها دول الغرب، بل أنها والإمارات منعتا استخدام “أوبك بلس” كسلاح في مواجهة الغاز والنفط الروسي، ما أدى الى إعادة فتح ملف قضية مقتل خاشقجي.

لو كان الأمر حقيقة يتعلق بقضايا حقوق الانسان وعمليات القتل لمعارضين وملاحقتهم، سنعيد تنشيط ذاكرة شيف وأعضاء الكونغرس الأمريكي، بعمليتي قتل عمد، لمواطنين أيضا يحملون الجنسية الأمريكية، هما الفلسطيني الأميركي عمر أسعد الذي تم إعدامه بيد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شهر فبراير 2022، وحينها طالب عدد من أعضاء الكونغرس التحقيق في تلك الجريمة…بل بعضهم اعتبرها جريمة عنصرية، وذهب السؤال والوصف في مهب الريح.

وفي 11 مايو 2022، أقدم جيش الاحتلال على اعدام الصحفية الفلسطينية الأمريكية شيرين أبو عاقلة ميدانيا، دون أن ترتكب أي فعل يستوجب ذلك، سوى أنها فلسطينية تبحث فضح جرائم المحتلين، فتم اعدامها على الهواء، ولم يبق مكان في العالم دون أن يدين تلك الجريمة باعتبارها جريمة حرب كاملة الأركان.

وأمام “الحرج الكبير” أُجبرت أمريكا، أن تدين الجريمة وتطالب بسرعة التحقيق، ورفضت كليا كل الوقائع والتحقيق الفلسطيني بأن القاتل هو الإسرائيلي…وبعد ضجيج الكلام “الغاضب” اختفت أمريكا من المسرح، وعادت “ريما الى عادتها” بتجاهل كل ما له علاقة بقتل الفلسطيني.

ودون فتح ملف كل جرائم حرب دولة الفصل العنصري، والتي كشفتها تقارير دولية ومنظمات حقوقية أمريكية ممولة من الحكومة المركزية، والتي استخدمت ولا تزال لترهيب خصومها عند الضرورة، وهي لا غيرها من تحدث عن جريمة “اغتيال خاشقجي”، هل يمكن لرئيس لجنة الاستخبارات شيف أو غيره من رؤساء اللجان في الكونغرس وصف رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت بـ “القاتل”، ويطالب بايدن أو غيره بعدم زيارة الكيان ومصافحته.

بالتأكيد، مثل هذا ذلك سيكون ليس “وهما سياسيا” فحسب، بل ربما يضاف الى رابع المستحيلات، لأنه عندما يحدث ذلك، بأن يخرج مسؤول أمريكي ويرى في رئيس حكومة الكيان، أو وزير منها بأنه “قاتل” ستكون أمريكا ليست أمريكا…

ولكن، لماذا يتجرأ هؤلاء على الدول العربية وحكامها، رغم انها تملك من أسلحة متعددة قادرة على أن تجبر أمريكا على “الركوع السياسي”، وليس “التهديد السياسي”، تلك هي المسألة، بأن الخلل الحقيقي يكمن في درجة “الجبن السياسي” في التعامل مع الإدارات الأمريكية، وخاصة بعدما سقطت نظرية “الحماية من الأعداء”، وفي ظل تعدد مراكز القوى العالمية، وأن تلك المكذبة سقطت تماما، وخاصة بعدما أزالت كثيرا من “عقبات التصالح” مع دولة الكيان، وبهتان “البعبع الإيراني”.

العدو الحقيقي للأنظمة وحكامها” هو الجبن السياسي” الذي بات وكأنه أصبح “جينيا” غير قادرين على مغادرة مربعه، فلو تمرد نظام بشكل حقيقي وليس عبر خطوات جزئية مرتعشة، على “الهيمنة الأمريكية” لتغيرت القيمة السياسية لها، وأصبحت قوى إقليمية ذات تأثير جوهري في صناعة القرار الدولي.

أقوال الناطقة باسم البيت الأبيض وكذا رئيس لجنة الاستخبارات حول السعودية وبن سلمان، لها ان تفجر حركة “غضب سياسي جذري”، لو كان لـ “الكرامة الوطنية” حضور، تجبر تلك الدولة اللاهثة على الخنوع…دونه سلاما بأن يكون لحال العرب قيمة ومقاما!

ملاحظة: النعسان بايدن أعلن حالة طوارئ استجابةً لتهديدات بعدم وجود قدرة كافية لتوليد كهرباء تلبي معدل الاستهلاك المتوقع للأمريكان..معقول أمريكا حتصير زي غزة، والكهربا عندها حسب جدول ساعات “قطع ووصل”… يا كريم نشوف فيكي يوم يا راس الحية!

تنويه خاص: حزب نصرالله استفاد من “الخبرة التراكمية” لفصائل رجم الكلام..بعد ما هدد بالصوت العالي أنه لو حاولت دولة العدو تهوب على شي من لبنان..يا ويلها ويا سواد ليلها..طلع مسؤول منه بيقلك لو الحكومة قالت أنه هذا عدوان سترى شو نعمل مع أنه ميقاتي قالها بصوت عال عدوان فعدوان…طيب ورينا شطارتك يا “قاسم” عنصك!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى