أقلام وأراء

حسن عصفور: هدية سموتريتش الجديدة من محو حوارة الى محو الشعب الفلسطيني!

حسن عصفور 20-3-2023م: هدية سموتريتش الجديدة من محو حوارة الى محو الشعب الفلسطيني!

بعد انتهاء “لقاء العقبة” ويوم 1 مارس 2023، أعلن وزير جيش الاحتلال “ب” ووزير المالية المستوطن، بتسلئيل سموتريتش، انه يتمنى “محو حوارة”، ما خلق توترا وارتباكا ورفضا، أدى ان يطلب رئيس حكومة دولة الكيان نتنياهو من “الإرهابي” تصويب أقواله، معتبرا انها “زلة لسان”، ويبدو أن الرسمية “قبلت” بتفسير “الزلة اللسانية” تلك، فحملت حقائبها صوب شرم الشيخ.

ولأن الأمر ليس لغة وتعابير تخرج دون وعي وتفكير، فما قاله الوزير الأقوى في حكومة التحالف الفاشي العنصري، سموتريتش في باريس مساء يوم الأحد 19 مارس 2023، بأنه “لا يوجد شي اسمه الشعب الفلسطيني، فهذا اختراع عمره 100 سنة فقط” ولم يكتف بمحوه من التاريخ، بل ذهب لاستبداله معتبرا أنه هو الفلسطيني، ولعل ما قاله لن يستطيع ابدا اعتباره “زلة لسان”، كونه قدم تفسيرات موسعة شارحا نظريته بـ “محو الشعب الفلسطيني”، معتبرا انها كذبة لا يجب أن تستمر.

تصريحات “المجمع الوزاري” سموتريتش بعد ساعات فقط من انتهاء “لقاء شرم الشيخ”، هي الهدية السياسية الكبرى، لتأكيد المؤكد بأن الأمر ليس بحثا عن “جلسة” هنا” ولقاء هناك، ولا يرتبط أبدا بما تحاول أمريكا أن تقوم به خداعا سياسيا شاملا، لتكريس البعد الاحتلالي للأرض الفلسطينية، وفقا لما اعلنته الخارجية الأمريكية بعد بيان مجلس الأمن الرئاسي، وتجنب وصفها بأرض محتلة، وألمح أنها “ارض متنازع عليها”، فيما لا تزال تعتبر منظمة التحرير على قوائم “الإرهاب”، وأغلقت مكتبها بعد سنوات.

المسألة بعد تلك التصريحات، تتجاوز كثيرا الحديث عن نصوص البيان الصادر عن لقاء شرم الشيخ وبعض خطاياه السياسية، خاصة ما تم الحديث حول ما يسمى “منطقة أ”، والتسليم بالمنطق الاحتلالي حول قدرة السلطة الفلسطينية، وطريقة التفكير بمساواة “الإرهاب اليهودي” بالفعل الكفاحي الفلسطيني، أي كان شكله وأداته، منطق يشرعن الوجود الاستيطاني والاحتلالي.
ولأن أقوال الوزير سموتريتش، المسؤول الأول والمباشر عن تنفيذ كل ما يتعلق ببيان “شرم الشيخ” كما بيان “العقبة”، بصفته مسؤول الحكومة الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس، من وزارة الجيش، وكذلك مسؤول وزارة المالية، ولذا كل ما له صلة بما ورد “تفاهمات” في اللقاءين، يجب موافقة هذا الوزير عليها.

ولذا، يصبح نقاش ما جاء بهما، من باب الترف السياسي بعدما قال تلك الأقوال حول “محو الشعب الفلسطيني واستبدال هويته”، في الغاء كلي لآخر مظاهر الاتفاق الذي تم توقيعه رسميا مع دولة الكيان عام 1993، وحرقا صريحا لرسالة الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير بصفتها ممثل الشعب الفلسطيني الشرعي، ودولة الكيان، ورغم كل ما أصابها دوسا بأقدام قوات الغزاة المحتلين وفرقهم الإرهابية، لكنها مستند ووثيقة، أعلن هذا الوزير حرقها كليا، وليس فقط تنصلا، كما كان سابقا.

كان من المتوقع، ان تسارع القوى الإرهابية الاستيطانية بأعمال تربك “بيان شرم الشيخ”، ولذا حاولت أطرافه صياغة “آلية غريبة” للحديث عن “تهدئة” في شبهة لا تليق أبدا بين شعب تحت الاحتلال وقوة احتلال، ولكن جاء قائد تلك الفرق الاستيطانية لينوب عنهم مستبدلا “الإرهاب المباشر” بـ “إرهاب سياسي من طراز سموتريتشي”.

وكي لا يقال أيضا، انها محاولة ستنتهي، فيجب على الرئيس محمود عباس، وكل فريقه “الخاص” ان يقرأ خطة هذا الفاشي الاحلالي، والتي نشرها سابقا وبدأ تنفيذها، والمعروفة باسم “خطة الحسم”، حيث جوهرها تطبيق مفاهيم “لا شعب فلسطيني” لا حقوق مواطنين، هذه “أرض إسرائيل” بها سكان لا أكثر…

لو كان الذهاب الى “العقبة” ثم “شرم الشيخ” من باب “المجاملة السياسية” للأشقاء في الأردن ومصر، وأن التخلي عن عناصر التحديد التي وضعتها هي قبل غيرها، لأي علاقة بين شعب تحت الاحتلال والغزاة المحتلين، كان فعل مؤقت لـ ” سد الذرائع”، أو أي تبرير لا تبرير له وطنيا، فلم يعد بالإمكان الحديث عنه…

أقوال الوزير الإرهابي الاحلالي سموتريتش نقطة فصل بين “سياحة سياسية” وواقع كفاحي جديد..ولا يجوز أبدا تجاوزها أي كانت سوى بطرده كليا من الحكومة وبيان رسمي من حكومة نتنياهو حول الاعتراف بمنظمة التحرير وتمثيلها كما جاء نصا في وثيقة الاعتراف، وبأن الضفة الغربية والقدس لها اسم محدد في الاتفاقات، ويحرم نهائيا استخدام التعبير التهويدي لها.

لو تجاهلت الرسمية الفلسطينية أقوال الوزير الإرهابي سموتريتش حول الشعب الفلسطيني وهويته، عليها أن تحمل أوراقها وتغادر الى أقرب مستوطنة، لتبحث لها عن “مزايا” غير الحقوق الوطنية.

ملاحظة: حسنا تأكيد حركة “حماس” أنها مع دولة فلسطينية في حدود 1967.. وكان بيكون كتير أحسن لو قال الحية أنهم مع برنامج منظمة التحرير وقرار الأمم المتحدة..إن كانت رسالة التصريح للشعب الفلسطيني مش رسالة من “تحت نفق” لطرف تاني ينتظرهم!

تنويه خاص: اغتيال الشاب “رمزي الأسود” من حركة الجهاد في سوريا بيد الإرهاب اليهودي..تطور أمني يستحق التدقيق الشديد جدا، بعيدا عن “الحساسيات الشكلية”..بلاش اللي بيصير بفلسطين يصل هناك..فالحذر واجب جدا!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى