أقلام وأراء

حسن عصفور – مقاطعة روسيا حق شرعي ومقاطعة دولة الأبرتهايد “غير سامية”!

حسن عصفور 15/3/2022

لو كانت “الرسميات الفلسطينية” (حكومتان وفصائل ومكونات أخرى)، ذات صلة بالقضية الجوهرية، لما استمرت تقف على قارعة الطريق تشاهد تطورات “حرب أوكرانيا”، ربما باهتمام أقل من غالبية أبناء الشعب الفلسطيني، الذين ينتظرون نصرا روسيا أي كان الأمر، كراهية في أمريكا وحلفها الغربي، الذي لم ينم منذ 24 فبراير 2022، ليفتح أوسع حرب غير أخلاقية اقتصادية – سياسية إعلامية، تخللها أشكال الكذب والنفاق ضد روسيا.

خلال عشرين يوم، قدم المحور الغربي الاستعماري كل أدوات الاستفادة السياسية القصوى لفلسطين، لو أن الأمر جزء من اهتمام تلك المسميات أعلاه (المكونات الرسمية)، خاصة التعامل مع الشرعية الدولية، والمقاطعة الشاملة لروسيا ومن يقف معها، فيما ذات المقاطعة غير الرسمية، من قبل مؤسسات مجتمع مدني تعتبرها أمريكا وغالبية دولة “محور الشر الاستعماري” بأنها نشاطات “معادية للسامية”.

عندما برزت “حركة مقاطعة إسرائيل” (BDS) (بي دي أس) فتحت أمريكا ودولة الفصل العنصري، أسلحتها كافة، لعرقلة ذلك النشاط المدني غير الحكومي، وصل الى اعتبارها حركة “إرهابية” “معادية للسامية”، لأنها تهدف الى دعوة مقاطعة الكيان جراء استمرار احتلاله لأرض فلسطينية، ترتكب جرائم حرب بكل أشكالها، تمارس سياسية تطهير عرقي وسياسة عنصرية قانونا وممارسة.

موقف “محور الشر الاستعماري” الذي استخدم أوسع حركة مقاطعة في التاريخ الإنساني ضد دولة دخلت تحت شعار حماية أمنها القومي، فيما تقوم دول ذات المحور بتجريم من يدعو الى أخف أشكال المقاطعة مع إسرائيل، التي تدوس كل القيم الإنسانية، وباتت آخر دولة تمارس العنصرية بشكل رسمي، عبر قوانين ضد ربع المواطنين داخلها، وهم بالأصل سكان البلاد الأصليين، لم يهجروا من دول لإقامة دولة عنصرية دينية.

لتنشيط الذاكرة الرسمية في فلسطين فحركة الـ بي دي أس (BDS) وفقا لما عرفت ذاتها بذاتها، “حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تسعى لمقاومة الاحتلال والاستعمار-الاستيطاني الأبرتهايد الإسرائيلي، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين وصولاً إلى حق تقرير المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات”.

الحركة، ورغم حرب محور الشر الاستعماري بقيادة أمريكا ودولة الكيان، تمكنت بأقل ما تملك، ودون أي دعم ومساندة رسمية عربية وفلسطينية، بل العكس تحارب في غالبية تلك المسميات، نجحت في مجالات مختلفة بفرض عزلة ما على تلك الدولة العنصرية، رغم حركة “التطبيع الرسمية العربية”، وحرب المطاردة لها حيث توجد، وغياب دور فلسطين الدولة والحكومات في دعمها ومساندتها.

حرب أوكرانيا، يجب أن تعيد حسابات الرسمية الفلسطينية بكل مكوناتها، في التعامل مع حركة “بي دي أس” المقاطعة للكيان، لتصبح أحد أدوات الفعل الكفاحي عربيا وعالميا، ومطالبة الجامعة العربية باعتمادها أحد أدوات القوة لدوائرها الخاصة بالمقاطعة.

مسألة لا تحتاج كثيرا من الجهد، لكنها تحتاج كثيرا من الإرادة الوطنية لفتح جبهة كفاحية جديدة ضد العدو القومي ودولة الأبرتهايد.

الاصطفاف الوطني رسميا وشعبيا خلف حركة “بي دي أس” فرصة عملية لكسر “جدار الانقسام الواقي”، ولها الأولوية بدلا من الهروب نحو تشكيل لجان وهمية هروبا من مواجهة الحقيقة السياسية.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى