أقلام وأراء

حسن عصفور: حماس وعملية الخداع الاستراتيجي: ثالوث الترهيب التكفير التخوين

حسن عصفور 27-5-2023: حماس وعملية الخداع الاستراتيجي: ثالوث الترهيب التكفير التخوين

في مفارقات لا يمكن للإنسان السوي أن يصدق انها حقيقية، لكنها تحدث وبشكل فج ونادر، بأن تخرج قيادات حركة حماس، من رئيس مكتبها السياسي ونائبه، الى طابور صفها الأول، وكتبتها مدعومة بكتائب إعلام الجماعة الإخوانجية، التفاخر بفوز حركتهم بانتخابات طلابية في جامعتي النجاح وبير زيت بالضفة الغربية، وإشادة بالجو الديمقراطي الذي وفرته الإدارات، (متجاهلة السلطة وأجهزتها)، وتعتبر ذلك تصويتا لخيارها (المجهول سياسيا).

من يقرأ أو يسمع تلك التصريحات والإصرار على العملية الانتخابية، لا يمكنه أن يصدق أن ذات الحركة “المتفاخرة جدا” بديمقراطية العمل النقابي في الضفة، والذي يسير وفق القانون، رغم بطش سلطات الاحتلال، وسلطة فلسطينية مرتبكة، هي ذاتها التي تمنع كل شكل أو مظهر انتخابي في قطاع غزة، ومنذ خطفها القطاع في انقلاب يونيو 2007، وهي تعتبر الانتخابات بأشكالها البلدية والنقابية “جرم يحاسب عليه قانونها الخاص”، كونه سيكشف عورتها وحقيقتها، ليس لأهل القطاع الذين يعلمونها بدون أي عملية تجميل من النوع الرخيص، بل لمن تتسولهم مالا وعدة، وخدمات أخرى.

حماس، وعبر قيادتها تجاهلت بشكل معيب مضمون ما قدمته خلال الانتخابات من حملة كراهية لكل من هو ليس منها، أو على شاكلتها، وتعيد الى الذاكرة الوطنية شعار مجمعها الإخوانجي ضد أبناء الثورة والمنظمة في منتصف ثمانينات القرن الماضي، “دعني أدخل به الجنة”، تعبيرا عن أن قتلهم كل من هو ليس منهم سيمنحه شرف دخول الجنة، في زمن كانوا لا يمارسون أي مظهر من مظاهر العمل ضد المحتلين الغزاة.

حماس خلال حملتها في النجاح وبير زيت، اعتبرت أن فوزهم “عودة الإسلام” لها، رغم انها كانت تمتلك مقاعد اعلى وليس العكس، واعتبرت الطالبات من غير الجماعة الإخوانجية بلا قيم ولا أخلاق، وأوصاف لا يمكنها أن تصدر من جهة فلسطينية أولا، أو وطنية ثانيا.

حماس، تصرخ ليل نهار عن حقها في التعبير وترفض أي ملاحقة لعناصرها الذين يمارسون فعل التخوين والتكفير وكل مظاهر “قلة الأدب الوطني”، هي ذاتها حماس، التي تلاحق كل فلسطيني، أي كان صفته ولونه ودينه وانتماءه، بما فيهم بعض منها، يهمس بكلمة تنال من حكهما، سلوكا وممارسة وبلطجة، قانونية – سياسية واقتصادية، وخلقت نظاما أمنيا بوليسيا شاملا، من كاميرات تراقب حركة المواطنين في الشوارع الى نظام رملاحقة لا يتوفر سوى بدول محددة، على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وتبدأ رحلة المطاردة لأي تعبير قد تراه يمس بها، وبأمنها.

حماس في قطاع غزة، وضعت آلية ترهيب معاصرة، بكتابة تعهد على كل من يكتب نقدا أو عدم رضى أو همهمة ضد حكمها القمعي العام، أو رفضا لسرقة أموال الناس باسم الضرائب المختلفة، تعهدات خطية وفي مراكز أجهزة الأمن، تعيذ الذاكرة لإسلوب قوات الاحتلال ضد الحركة الوطنية وعناصرها.

وكي لا تستمر عملية “الخداع الاستراتيجي” التي تمارسها حركة حماس، ليس تضليلا سياسيا فحسب، بل نشر قيم ومفاهيم تتعارض جذريا مع القيم الوطنية – الاجتماعية في فلسطين، لابد من الذهاب الى عدم إقامة أي علاقة معها، في أي مؤسسة فلسطينية، وخاصة مجالس الطلبة دون ان تعتذر رسميا عما فعلت، وان يتم محاسبة كل من ساهم في تلك الحملة، مع شرط فتح باب الانتخابات في قطاع غزة نقابيا ومؤسسات محلية.

كل من يتوافق مع حماس دون ذلك الاعتذار العام للشعب وتاجه المرأة الفلسطينية يستحق “الرجم الوطني والاجتماعي”..وعليه يجب تشكيل تحالف قاعدي لمواجهة “أهل الردة الوطنية” بكل المسميات والألوان.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى