أقلام وأراء

حسن عصفور: البرلمان العربي وقوائم المستوطنين الإرهابية من ينفذ النداء؟!

حسن عصفور 2-3-2023: البرلمان العربي وقوائم المستوطنين الإرهابية من ينفذ النداء؟!

في نداء ربما هو الأول، الذي يصدره البرلمان العربي حول طلب بوضع الفرق الاستيطانية على قوائم الإرهاب، ردا على ما يفعلون مجازرا وجرائم حرب ضد الفلسطيني، الأرض، الإنسان والممتلكات.

البرلمان العربي، والذي عقد جلسة له عشية تلك المجزرة، وقام بجولة في العراق وذهب الى الشقيقة سوريا، عليه أن يقوم فورا بدعوة الى جلسة طارئة لاعتماد ذلك “النداء”، ويصبح أول مؤسسة عربية تدرج تلك “الفرق الإرهابية” على قوائم “المطاردة الساخنة”، وإغلاق باب الدول العربية جمعاء أمامهم.

قيام “البرلمان العربي” بتنفيذ النداء، بما يشمل وزراء ونواب الكنيست المستوطنين، وكل من يؤيد جرائم حربهم، سيعيد صياغة معادلة عربية في الصراع مع دولة الكيان العنصري، لتكون رسالة سياسية بعدما اعتقدت حكومة التحالف الفاشي أن “قطار التطبيع” معها بات بلا ثمن، وصل الى يقف وزير خارجية الكيان، متفاخرا بما حدث وسيحدث أمام وزيرة خارجية ألمانيا، التي رأت في مشروع قرار اعدام الأسرى جريمة وفضيحة في آن.

مشهد برلين، كان نموذجا مصغرا لكيفية استخدام حكومة الفاشية اليهودية لمسار التطبيع، تطبيقا لأقوال رأسها نتنياهو، ان القضية الفلسطينية لم تعد ذات مكانة بارزة، وأصبح قطار الحل مع العرب وليس مع الفلسطينيين، ولذا يعتقد أن كل جرائم حربه التي تحدث لن يدفع ثمنها مما حصل “مكاسبا وامتيازات تاريخية”.

ولذا، لو حقا ذهب البرلمان العربي، وفورا بتنفيذ “نداء” يوم الثلاثاء 28 فبراير حول “قوائم الإرهاب الاستيطانية”، ستكون خطوة نوعية لن تقف حدودها داخل المنطقة العربية، بل ستنتشر سريعا وربما بأسرع مما يعتقدون، في بلدان أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وبعض بلدان أوروبية.

وهنا على المجلس الوطني (برلمان دولة فلسطين العام) ورئاسته الجديدة، القيام فورا بالعمل على وضع ذلك النداء موضع التنفيذ، مستفيدا مما خلقته مجازر نابلس وحوارة الأخيرة، التي أربكت “التعاطف الخادع” مع دولة الكيان، وأعادت نسبيا حركة تأييد غابت طويلا لصالح السعب الفلسطيني وقضيته، رغم “رخاوة” قيادته السياسية، التي تقف مرتعشة لعدم الذهاب الى نقطة فراق مع دولة الكيان وفاشييها، وتقف حائرة في كيفية الاستفادة من تحويل حركة “العاطفة الإنسانية الواسعة عالميا” الى حركة فعل سياسي واسع، خاصة بعدما وقعت في شرك “لقاء العقبة”، واصرارها أنها على صواب.

سرعة تحرك رئاسة “الوطني الفلسطيني” من أجل ألا يذهب نداء البرلمان العربي كصرخة انفعالية، أو تسجيل موقف كي يقال لقد قلنا وتكلمنا ولم نصمت…وواجبه المباشر أن يعد تلك القائمة بكل تفاصيلها، بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات فلسطينية وعاملين في منظمات غير حكومية، يمتلكون كثيرا من المعلومات، مع مركز مواجهة الاستيطان الحكومي.

العمل من أجل وضع الفرق الاستيطانية بكل مكوناتهاعلى قوائم الإرهاب، سيكون نقطة انطلاق كفاحية في الصراع القائم، وتعزيزا لثقافة المواطن العربي ضد طبيعة دولة الكيان، الفاشية والعنصرية، خلافا لما يحاول البعض تمريره، بأنها دولة يمكن التعايش معها، أي كان النظام الحاكم بها، ودون “تدفيع ثمن” لجرائمها المتتالية.

واجب “المجلس الوطني الفلسطيني” بصفته التمثيلية الشعبية العامة التحرك الفوري، وألا يرتهن لقرار “الرسمية” المرتعشة، التي تقيس خطواتها على نغم موسيقى أمريكية، بدلا من الذهاب فورا لوضع خريطة طريق كفاحية في ظل مشهد عالمي تضامني – تعاطفي غاب طويلا.

عدم تحرك الوطني الفلسطيني لوضع نداء البرلمان العربي موضع التطبيق، سيقال يوما عنه، أن الفلسطيني هو من تخاذل في التفاعل مع ما كان له حقا..وعندها سيذهبون الى ما هو أكثر خطرا من “تطبيع” طعن القومية والعروبة لصناعة مشهد انحداري يحيل فلسطين الى “درس في التاريخ” وخارج الجغرافيا السياسية.

ملاحظة: حسنا أن يذرف بعض ممثلي “رأس الحية” أمريكا كم دمعة بعد مجزرة حوارة..ولكن مع أول طلب عملي يسقط “مكياج هوليوود السياسي”..وتعود “الحية” الى حقيقتها لحماية “فرخها” اليهودي…وما قالته مندوبتها في مجلس الأمن دليلا!

تنويه خاص: الوزير المتغفر بالإرهاب بن غفير بصفته “حاكم شرطة الاحتلال”، طلع معاه ان هناك شاب فلسطيني فكر أن يغتاله..الغريب اغلب الإعلام في الدولة العنصرية لم يتفاعل مع الخبر رغم أنه “خبر مغري”..يا هم قرفانين منه وقالك يا ريت..او عارفينها “مكذبة” استعطافية مش أكثر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى