أقلام وأراء

“الأحداث المقدسية” و”الفاشية اليهودية”.. رسائل متعددة العناوين!

حسن عصفور

حسن عصفور ١٨-٥-٢٠٢٢م

ما أن تنتهي من جريمة حرب حتى تبدأ بجريمة جديدة، وكأن حكومة الإرهاب السياسي في دولة الفصل العنصري مرتبط وجوديا بـ السلوك الفاشي”، فخلال 7 أيام، اعدمت الصحفية شيرين أبو عاقلة يوم 11 مايو 2022، ثم اقتحمت جنازتها يوم 13 مايو بشكل همجي نادر، ربما لم تشهده جنازة فلسطيني منذ احتلال الضفة والقدس 1967… تلتها جريمة اعدام الأسير داوود الزبيدي يوم 15 مايو (يوم النكبة التاريخي).

ومساء يوم 16 مايو 2022، ارتكبت جريمة مضافة خلال تشييع الشهيد وليد الشريف في القدس، عدوانية مركبة، بما فيها الاعتداء على منزل الشريف خلال تقبل التعازي، ما يعيد مشهد جنازة شيرين أبو عاقلة، أدى الى اشعال فعل مواجهة مع القوات الغازية من شرطة وجيش وأجهزة أمن مستترة.

القدس خلال أيام، تعيد بعضا من مشاهد المواجهة الكبرى التي انطلقت خلال محاولة الفاشي شارون سبتمبر 2000 لاقتحام المسجد الأقصى، لتبدأ منها شرارة مواجهة السنوات الأربع، وما يحدث في الآونة الأخيرة يمنح المخزون الكفاحي فعل الانطلاقة…

أن يكون علم فلسطين ورايتها الوطنية، سببا في تلك الحال الهيجانية للقوات الفاشية، فتلك بذاتها رسالة تعبير عن ملمح التحديد لإطار المعركة المفترضة أن تكون، ويبدو أن علم فلسطين بات سلاحا له تأثير يفوق البعد المسلح، من حيث قدرته على إصابة قوات الاحتلال بحالة من الجنون، الذي بات سمة تشير لها مختلف وسائل الإعلام العبري والعالمي، في مشهد يذكر بـ (الراية الحمراء والثور).

أحداث القدس الأخيرة، تفوق في قيمتها السياسية ما كان خلال “غزوة الأقصى” يوم 15 أبريل 2022، من حيث المواجهة والتحدي، ووضع الفاشيين في قفص الفضيحة العلنية، لا تحتاج شرحا وتفسيرا ولا توزيعا وانتاجا، فالبث على الهواء مباشرة، ومعها روح التحدي للفلسطيني تتسارع خلافا لتقدير أمن العدو.

حكومة الثلاثي ومنصور عباس، تعتقد أن قتل الجريمة يجب أن يكون بجريمة جديدة، لعل العالم ينسى وفقا لنظريتهم الصهيونية، بل أن هذه الحكومة ترى أن سباقها مع حكومة نتنياهو، حول من يقتل أكثر وأسرع، وتلك سياسة تدفع نحو الممر الإجباري للدفاع الذاتي أولا، وللمواجهة الوطنية ثانيا، بعدما كسرت كل حواجز التمييز كما كانت تكذب دوما، بين مدني ومسلح، فسقط أكذوبتها أمام رفع العلم الفلسطيني.

السلوك الفاشي لدولة الفصل العنصري، يعيد رسم حضور القضية الفلسطينية، التي أصابها إنهاك نادر منذ عام 2005، بعدما تمكنت القوى الرامية لشطب القضية من جدول الحل العام، بزرع الجرثومة الانقسامية في الجسد الفلسطيني، لتكون مساعدها الأساس في منع ولادة فعل كفاحي شمولي في أرض دولة فلسطين، كما كانت أخر المعارك الكبرى من 2000 الى 2004، ولتبق كل مواجهة في حدود مناطقية يمكن السيطرة عليها، أي كانت خسارتها، وخيرها حروبها الأربعة على قطاع غزة، لم تترك من اثر سوى ما أصاب أهل قطاع غزة من ويلات لم تنته آثارها منذ 2008 وحتى تاريخه.

الأحداث المقدسية الأخيرة، في مواجهة النمو الفاشي تمثل فعل تحريكي، ربما يذهب في مسار يكسر “قواعد التثبيت”، التي رسمتها حكومات الفاشية في دولة الكيان، ما بعد المواجهة الكبرى بقيادة الخالد المؤسس ياسر عرفات.

الأحداث المقدسية، فرضت نفسها عالميا بشكل لم يكن محسوبا أمريكيا وغربيا، في ظل حرب أوكرانيا، ما كسر حصار على الخبر الفلسطيني ما بعد حرب مايو، ونسبيا خلال غزوة الأقصى.

الأحداث المقدسية، رسالة سياسية بامتياز، ان الوصي الشرعي والوحيد للمقدس الوطني والديني هو الممثل الفلسطيني، وأن ما يمكن اعتقاده برسم “وصاية مستحدثة” لن يمر مرورا “سلسا وهادئا”، وأن الرهان على أدوات ردة كامنة منتظرة سينتظر طويلا.

الأحداث المقدسية، تفرض ذاتها على الرسمية الفلسطينية، بحيث أجبرتها على تغيير لغتها السياسية في وصف الذي يجري، وتسارع في التفاعل معها، بعد سبات.

هل تطلق “الأحداث المقدسية” في مواجهة “الفاشية اليهودية” مسار انتفاضي يكون بوابة عبور عملية لكسر الحالة الانقسامية باعتبارها “الجدار الواقي للمشروع التهويدي”، وتحديد مسار لإعادة الروح الكفاحية العامة تحت الراية الوطنية، لتهزم الانشطارية الحزبوية ورايتها الجاهلية…ذلك هو الرهان الأحق!

أحداث مقدسية تختزن كثيرا من احتياط الفعل الكفاحي، تفتح أفق التوسع العام لتعيد رسم ملامح الذي كان، قبل زمن الردة الانقسامي.

ملاحظة: مجددا، على الرسمية الفلسطينية أن تعلن عن تشكيل “لجنة وطنية خاصة بجرائم الحرب”، التي ترتكبها الفاشية اليهودية ودولتها، فكل تأخيرة ليس خيرة كما يعتقد بعضهم…كفاكم أوهام أن أمريكا ستكون معكم!

تنويه خاص: بعدما أدرك حزب نصرالله أن الخسارة نالت منه وتحالفه، ولم يعد له قدرة الاستمرار بـ “خطف لبنان”…أطلق معادلته الجديدة: “القبول الديمقراطي” بالهيمنة..أو مصيركم كرفيق الحريري ومرفأ لبنان..خيرتكم فاختاروا!

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى