أقلام وأراء

حافظ البرغوثي يكتب فتح الكاظمة الغيظ ….!

بقلم: حافظ البرغوثي 11-8-2021م

داخل السيارة المتجهة إلى الجانب الفلسطيني من الجسر كنت أجلس قرب السائق، قلت ضعوا الكمامات يا إخوان، فسمعت راكبا خلفي يقول إن السلطة تقبض خمسة آلاف دولار عن كل وفاة، فتعجبت والتزمت الصمت، ثم قلت ساخرا إن السلطة مفلسة لقلة الوفيات حاليا من كورونا فهي الأقل عالميا، ونجحت من الحد من الوباء بامكانياتها القليلة، وهنا أردف حضرته “وترسل عناصر الأمن الوطني للدفاع عن المستوطنين في المظاهرات “، فقلت وقد أمسكت اعصابي هؤلاء تصدوا لقوات الاحتلال، منهم من اشتبك ومنهم من أصاب مستوطنين فقال: “لا “، هنا انفجرت والتفت نحو المتحدث وقلت له: من أين أتيت يا رجل، فقال من اليو أس اي. وهل تتقن الانجليزية؟ ألا تقرأ الأخبار لتكتشف زيف ما تقول؟، فرد ببساطة أنه سمع ذلك من أناس في عمان، فتطوع ركاب آخرون لاقناعه بكذب ما سمع، وقلت له: أنت سترى الأمور بنفسك على الأرض وستعرف أن “قاللولي ” كذب.
كثيرة هي الأقاويل التي تنال من فتح، ويروجها أغبياء وجهلاء وأصحاب اللحى التي لا تستحي. فتح المظلومة التي تقاتل في القدس وبيتا وغيرها من المواقع، يقف بعض السفلة في المسجد الاقصى ليتهمها بالخيانة والعمالة، ولا يخرج ذلك البعض البعوضي لملاقاة المستوطنين في أزقتها أو لمواجهة مقتحمي الاقصى يوميا. فالعطاعيط الذي أوجع فتح شتما انسل خلسة بعد أن باع بيته في سلوان، وقائد مسيرات العودة المجاهد الحمساوي الذي تسبب باستشهاد أكثر من 400 شاب وطفل في غزة وبتر أطراف العشرات من الشبان، تسلل إلى تركيا بعد أن اشترى فيللا بأكثر من ربع مليون دولار، وانضم إلى الركب في دولة الخلافة. إنها مسيرات العودة من أجل المال القطري الوسخ واللجوء التركي المريح.
فتح تكظم غيظها ولا تواجه سوى الاحتلال والمستوطنين، قواعدها التي تشكو من نقص المال لا تنقصها الأنفس، أربعون شهيدا خلال أقل من ثلاثة أشهر، أغلبهم من فتح وأغلب المعتقلين في القدس هم من أبناء الحركة، ومن بين خمسة آلاف أسير في سجون الاحتلال هناك أربعة آلاف من فتح، ولا تفاخر بأنها قائدة النضال الحق غير المزركش بالأكاذيب، ولم تترك القدس وحيدة كما اكتفى غيرها بصاروخ واحد بعيدا عن القدس وطلب الحقيبة الدولارية.
فتح تحتمل النقد لكنها في مرحلة ما قد لا تتقبله لتكالب الأقحاب والكلاب والعملاء والمؤلفة جيوبهم عليها، لن تتقبل منتحلي صفات النشاط الحقوقي لمن ليسوا كذلك، ولا منتحلي حرية الرأي والصحافة لمن رأيهم يباع ويشترى، ولا للمرتزقة وسادتهم من الموبقين.
أصيب قبل فترة مصور يعمل في مكتب صحفي تابع للجزيرة وحماس، وفقد عينه وتم نقله إلى مستشفى هداسا على حساب الصحة، مع أن الصحة غير مجبرة على علاج من يعمل في مكتب خاص، وكلفها الأمر مئات الالوف من الشواقل، وتم تسليمه خمسة آلاف دولار من الرئيس أبو مازن، وخرج مديره الحمساوي الذي لم يفعل له شيئا، وربما لم يعده إلى عمله لينتقد السلطة الدكتاتورية المستبدة.
العبد الفقير لله يعاني من ألم في عينه، ربما لأن نصف قرن من الانكباب على الكتابة اجهدها، بينما العين الأخرى مصابة بالكسل منذ الصغر، وطلب علاجا في الخارج لعدم وجوده في الداخل، فحصل على موافقة بشرط ألا تتعدى قيمة العلاج 1500 دينار، بالطبع لم أذهب للعلاج لسبب أنني غير مقتنع بنجاحه، وليس لتواضع المبلغ الذي لا يسدد أي علاج. ولم أقل إن السلطة مستبدة وإن فتح خائنة.
فليخرس أصحاب الإفك وسماسرة الدم وباعة الضمير.

مركز الناطور للدراسات والابحاث         Facebook 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى